التوصل إلى هوية معبد اكتُشف بالصدفة في جنوب مصر

يضم نقوشاً للمعبود «حابي»

أطلال معبد بطليموس الرابع في سوهاج
أطلال معبد بطليموس الرابع في سوهاج
TT

التوصل إلى هوية معبد اكتُشف بالصدفة في جنوب مصر

أطلال معبد بطليموس الرابع في سوهاج
أطلال معبد بطليموس الرابع في سوهاج

توصلت وزارة الآثار المصرية، أمس، لهوية معبد عُثر عليه بالصدفة في بداية الشهر الحالي بمنطقة كوم أشقاو، بمدينة طما الواقعة بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، وأكدت أنه يعود للملك بطليموس الرابع من العصر البطلمي. وعثرت السلطات المصرية على سور أثري في أثناء تنفيذ مشروع للصرف الصحي بالمنطقة، مما دفع وزارة الآثار للبدء في تنفيذ حفائر إنقاذ بالمنطقة لمعرفة ماهية وتاريخ هذا السور الأثري.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، إن «حفائر الإنقاذ بمنطقة كوم أشقاو، شمال سوهاج، أسفرت عن الكشف عن بقايا معبد للملك بطليموس الرابع»، موضحاً أن «بعثة الآثار المصرية بدأت عملها في المنطقة فور العثور على شواهد أثرية في أثناء تنفيذ مشروع للصرف الصحي».
ومنطقة كوم أشقاو هي عاصمة الإقليم العاشر من أقاليم مصر العليا، غرب مدينة طما، وأطلق عليها قديماً اسم «واجيت»، ويعود تاريخ أقدم ذكر لهذه المدينة إلى الأسرة الرابعة، وكانت معبودتها حتحور (أفروديت عند الإغريق)، ومن هنا سموها «أفروديتوبوليس»، أما اسمها القبطي فكان «شكو»، ومن أشهر آثارها برديات أفروديتو، التي تتضمن رسائل من قره بن شريك إلى باسيليوس صاحب أشقوة باللغات اليونانية والقبطية والعربية.
وأوضح محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن «البعثة بدأت أعمالها في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الجدار المكتشف في أثناء أعمال مشروع الصرف الصحي، حيث كشفت في أحد الشوارع الجانبية عن الركن الجنوبي الغربي من المعبد، وباقي الجدار المتجه من الشمال إلى الجنوب»، مشيراً إلى أن «جدران المعبد عليها مناظر متكررة للمعبود حابي يحمل القرابين برفقته كثير من الحيوانات والطيور المختلفة، وأمامه بقايا نصوص تحتوي على اسم الملك بطليموس الرابع»، لافتاً إلى أن «البعثة عثرت بالمنتصف على بقايا جدار آخر من الحجر الجيري يتجه إلى الغرب، وتغطي أرضيته بلاطات من الحجر الجيري».
وكانت أعمال تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمنطقة قد كشفت عن جدار من الحجري الجيري بسمك 2.30 متر، يمثل الركن الشمال الشرقي من المعبد، عليه منظر يمثل آلهة الأقاليم حابي. وحكم بطليموس الرابع مصر في الفترة من 222 إلى 204 قبل الميلاد. وتتشابه المعابد البطلمية مع المعابد المصرية القديمة، من حيث التصميم المعماري. وأوضح الدكتور بسام الشماع، أستاذ الآثار المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أن «البطالمة الذين حكموا مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر أرادوا أن يتمصروا، وبنوا معابدهم على الطراز المصري القديم، ومن أشهر معابدهم معبد إدفو في أسوان».
وقال الشماع إن «أسرة البطالمة بدأت ببطليموس الأول، الملقب بالمنقذ، وانتهت بابن كيلوباترا السابعة الذي اغتيل على يد الرومان. وخلال فترة حكمهم، تم إنشاء فنار الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية، حيث حكمت الأسرة من مدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط»، مشيراً إلى أن البطالمة تأثروا بالفن المصري القديم. وخلال فترة حكمهم، تم المزج بين الفن اليوناني والفن المصري القديم في صناعة التماثيل.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.