إبراهيموفيتش وروني يدافعان عن حقوق لاعبي الدوري الأميركي

النجمان الكبيران يستخدمان نفوذهما للكشف عن عيوب المسابقة

إبراهيموفيتش وروني يدافعان عن حقوق لاعبي الدوري الأميركي
TT

إبراهيموفيتش وروني يدافعان عن حقوق لاعبي الدوري الأميركي

إبراهيموفيتش وروني يدافعان عن حقوق لاعبي الدوري الأميركي

رغم أن زلاتان إبراهيموفيتش يعد أحد أفضل المهاجمين في جيله على مستوى العالم، يرى كثيرون أن ما يقوله العملاق السويدي خارج الملعب ربما يكون أكثر تأثيرا وجذبا للأنظار مما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، وهو الأمر الذي يبدو جليا في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى. وبعد الثلاثية التي أحرزها في مرمى سبورتنغ كيه سي الأسبوع الماضي، حطم إبراهيموفيتش الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف سجله لاعب في موسم واحد مع نادي لوس أنجليس غالاكسي؛ حيث رفع رصيده من الأهداف في الموسم الحالي إلى 27 هدفا في 26 مباراة. لكن لم يقتصر تأثير العملاق السويدي على كرة القدم الأميركية على الأهداف التي يسجلها أو يصنعها داخل الملعب.
فقد انتقد العملاق السويدي النظام الذي يقام به الدوري الأميركي الممتاز، كما انتقد مستوى زملائه في الفريق عندما وصف نفسه بأنه «سيارة فيراري بين مجموعة من سيارات الفيات»، كما تطرق للحديث عن موقعه بين أساطير وعظماء الدوري الأميركي الممتاز، وملاعب النجيل الصناعي التي تقام عليها بعض المباريات في البطولة. وبطريقة أخرى، فإن إبراهيموفيتش لم يترك شيئا لم يتحدث عنه في كرة القدم الأميركية.
وانضم واين روني، النجم الآخر في الدوري الأميركي الممتاز، إلى زميله السابق في مانشستر يونايتد في كشف عيوب الدوري الأميركي؛ حيث تحدث مهاجم دي سي يونايتد هذا الأسبوع عن التفاوت الهائل في أجور لاعبي كرة القدم في أميركا الشمالية. وقال روني في مقابلة مع شبكة «إي إس بي إن»: «أشعر أن اللاعبين الأميركيين يحصلون على رواتب منخفضة. وأشعر أنهم يستحقون الحصول على المزيد من الأموال بالمقارنة بما يحدث في كرة القدم في بقية أنحاء العالم، وكذلك بما يحدث في الرياضة الأميركية. أنا لا أقول ذلك لمصلحتي الشخصية، لأنني لن أكون في الدوري الأميركي الممتاز الموسم المقبل. لكنني أعتقد أنه من العدل أن أقول ذلك بحق هؤلاء اللاعبين الذين يقومون بنفس العمل الذي يقوم به اللاعبون في البطولات الأخرى، وبالتالي يجب أن يحصلوا على المقابل المادي الذي يتناسب مع ذلك».
ويأتي هذا بعد شهر واحد فقط من انتقاد روني للسياسة التي يتبعها الدوري الأميركي الممتاز بشأن الرحلات الجوية المستأجرة؛ حيث لا يسمح لأندية الدوري الأميركي الممتاز سوى بأربع رحلات جوية مستأجرة فقط في كل موسم (رحلة الذهاب والعودة تحتسب برحلتين). ونشر روني تغريدة على حسابه على موقع «تويتر» بعد هزيمة فريقه خارج ملعبه أمام فانكوفر وايتكابس الشهر الماضي: «أشعر بحزن بعد الخسارة الليلة الماضية، فقد كنا نستحق أفضل من ذلك. كان يمكن أن نقطع الرحلة التي استغرقت 12 ساعة في ست ساعات فقط، لكن مهلا فهذا هو الدوري الأميركي الممتاز!».
من المؤكد أن روني ليس اللاعب الوحيد الذي انتقد طريقة الاعتماد على رحلات الطيران بهذا الشكل في الدوري الأميركي الممتاز، لكن الشيء المؤكد هو أن المهاجم السابق للمنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد لديه عدد من المتابعين لا يحظى به إلا عدد قليل للغاية من لاعبي الدوري الأميركي الممتاز. في الحقيقة، يمكن أن يكون إبراهيموفيتش هو اللاعب الوحيد في الولايات المتحدة الذي يمكن أن يكون لديه نفس تأثير روني، ويبدو أن اللاعبين يقاتلان من أجل زملائهما المحترفين في الدوري الأميركي الممتاز.
إن «النظام المركزي» المتبع في الدوري الإنجليزي الممتاز يؤدي إلى ثقافة الرقابة غير المكتوبة؛ حيث يقوم الدوري الأميركي بختم شيكات كل لاعب ومدير فني وكل عامل في الأجهزة الفنية لكل ناد من الأندية الـ24 التي تلعب في المسابقة، وبالتالي يفضل الكثير منهم عدم عض اليد التي تطعمهم! وعلاوة على ذلك، يتم تغطية مباريات الدوري الأميركي الممتاز إلى حد كبير من قبل صحافيين توجد أسماؤهم على كشوف الرواتب في الاتحاد الأميركي لكرة القدم!
في الحقيقة، ليس هناك ما يشير إلى أن الدوري الأميركي الممتاز نفسه يدعم ويحفز هذه الثقافة، لكن ما يحدث هو نتيجة ثانوية للهيكل المتبع في كرة القدم في قارة أميركا الشمالية ككل. لكن هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية أن تواصل شخصيات بارزة مثل إبراهيموفيتش وروني، وغيرهما من الشخصيات التي لها مكانة تجعل صوتها مسموعا بالخارج، العمل من أجل تقديم الدعم لزملائهم، خاصة أنه لا يوجد لديهم ما يخسرونه.
وقد تطرق كل من أليخاندرو بيدويا ودا ماركوس بيسلي لعدد من القضايا أيضا، وانتقد بيسلي النظام الذي تقام على أساسه مباريات الدوري الأميركي الممتاز على مدار الموسم. وقال اللاعب المخضرم لنادي هيوستن دينامو: «لا يعني هذا أنني لا أحترم الدوري الأميركي الممتاز، لكن عندما تخسر مباراة ولا تلعب جيداً، فقد تشعر باللامبالاة، لأنه ما زال هناك فرصة للمنافسة على اللقب من خلال الملحق النهائي. وهنا تكمن المشكلة، في حقيقة الأمر. ولا ينبغي أن تسير الأمور بهذه الطريقة».
ويبدو أن الدوري الأميركي الممتاز يمر بفترة عصيبة في تاريخه الحديث. وحتى خارج الميدان، يواصل الدوري الأميركي الممتاز صراعه فيما يتعلق بتطبيق قرار حظر اللافتات السياسية في الملاعب، في ظل الجدل المحتدم حول ما يمكن وصفه بـ«السياسي». أما فيما يتعلق بما يحدث داخل الملعب، فهناك جدل أكبر بشأن الحد الأقصى لرواتب اللاعبين والسماح للأندية بالتعاقد مع عدد معين من اللاعبين برواتب أعلى من الحد الأقصى، والشكل العام للبطولة ككل. وإذا حدث تغيير جوهري في الدوري الأميركي الممتاز، فمن المؤكد أن الضغط الذي مارسه إبراهيموفيتش وروني سيكون له دور في ذلك.
وكان إبراهيموفيتش لمح في وقت سابق أنه متفتح على فكرة العودة لناديه السابق مانشستر يونايتد، حينما ينتهي عقده مع لوس أنجلوس غالاكسي الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال إبراهيموفيتش في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أستطيع اللعب بسهولة في الدوري الإنجليزي، لذلك إذا أرادني مانشستر يونايتد، سأكون موجوداً».
وسجل اللاعب السويدي 28 هدفاً في أول موسم له مع مانشستر يونايتد في 2016 - 2017، قبل أن يعاني من إصابة في الركبة، ليرحل عن الفريق بعد أن تم فسخ عقده لمدة عامين مع الفريق باتفاق مشترك بين الجانبين، للسماح له بالانتقال إلى الولايات المتحدة. وفي حالة انضمامه إلى مانشستر يونايتد، فإنه لن يتم السماح له بالمشاركة مع الفريق حتى يناير (كانون الثاني) المقبل، حينما يتم فتح فترة الانتقالات الشتوية القادمة في إنجلترا.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».