بعد صدمة تعذيبها على يد جدتها... وفاة الطفلة جنة تفجع المصريين

الطفلة جنة أثناء وجودها في المستشفى (وسائل إعلام مصرية)
الطفلة جنة أثناء وجودها في المستشفى (وسائل إعلام مصرية)
TT

بعد صدمة تعذيبها على يد جدتها... وفاة الطفلة جنة تفجع المصريين

الطفلة جنة أثناء وجودها في المستشفى (وسائل إعلام مصرية)
الطفلة جنة أثناء وجودها في المستشفى (وسائل إعلام مصرية)

أعلن وكيل وزارة الصحة المصرية في محافظة الدقهلية، اليوم (السبت)، وفاة الطفلة جنة، ضحية تعذيب جدتها، نتيجة توقف عضلة القلب، بعد أن تم إجراء عملية بتر ساق لها يوم (الخميس) الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام المصرية أن الطفلة جنة (5 أعوام)، الموجودة بالمستشفى الدولي بالمنصورة، تُوفّيت بالعناية المركزة نتيجة توقف عضلة القلب، بعدما وصلت المستشفى في حالة «غير مستقرة»، منذ عدة أيام، مصابة بكدمات وحروق متفرقة بمختلف الأماكن بالجسم وغرغرينا وتورم في القدم، ما استدعى بتر ساقها منذ ثلاثة أيام.
وكانت الطفلة جنة حديث الشارع المصري خلال الأيام الماضية، بعد تداول رواية على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم خال الطفلة باغتصابها، ما استدعى جدتها لإحداث هذه الحروق بها، للتستُّر على جريمة الخال.
وتلقى مدير أمن محافظة الدقهلية إخطاراً من مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة جنة محمد سمير حافظ، البالغة من العمر 5 سنوات، ومقيمة طرف أسرتها بقرية بساط كريم الدين، وهي «مصابة بكدمات متفرقة بالجسم وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورُّم بالطرف السفلي الأيسر»، حيث جرى تحويلها إلى المستشفى الدولي بالمنصورة لاستكمال العلاج.
وبسؤال جد الطفلة لوالدها، فقد اتهم في محضر الشرطة، جدة الطفلة لوالدتها، بالتعدي عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة (منجل)، وكيّ الطفلة بها، بسبب «تبولها لا إراديّاً»، وبضبط الجدة وبسؤالها في محضر الشرطة أنكرت الاتهام الموجه إليها.
بينما فجَّرت عمة الطفلة مفاجأة، مؤكدة أن الطفلة أبلغتها بأن خالها اغتصبها، ولذلك قامت الجدة بحرق المناطق الحساسة لإخفاء معالم الجريمة، وضربتها كي لا تخبر أحداً بما حدث.
وكشفت التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين انفصلا قبل 4 سنوات، قد انتقلتا إلى حضانة الجدة بحكم قضائي لصالحها العام الماضي، وبتقنين الإجراءات جرى ضبط الجدة المتهمة.
وبالعرض على النيابة، أنكرت الجدة الاتهام الموجهة لها، وقررت النيابة إحالة الطفلة للطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات وأسبابها، وقرر قاضي المعارضات إخلاء سبيل الجدة لحين ورود تقرير الطبيب الشرعي، إلا أن النيابة العامة استأنفت على القرار، وقبلت المحكمة الاستئناف، وقررت حبس الجدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وتبين من الكشف الطبي المبدئي على الطفلة فور وصولها للمستشفى أنها تعاني من جلطة بالطرف السفلي، ووجود آثار سجحات بالظهر والبطن، والحالة العامة دون المتوسطة. وتبينت أيضاً إصابتها بغرغرينا في القدم إثر كسر في الساق، وبقائها لمدة طويلة دون علاج، ما أدى إلى ضرورة بتر الساق اليسرى، وظلَّت في العناية المركزة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فجر اليوم.
وانتقلت النيابة لمناظرة الجثة، وأثبتت ما لحق بجسد الطفلة من إصابات، وقالت مصادر في النيابة العامة لوسائل إعلام مصرية إنها قررت إعادة استجواب الجدة مرة أخرى، وستجري مواجهتها بما ورد في التقرير الطبي الخاص بالضحية، وأيضاً سيُجرى توجيه اتهام «القتل العمد» للجدة، بعد أن ثبت في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة أن الجدة عذّبت الضحية حتى الموت.
وأضافت المصادر أن النيابة حققت مع الجدة، في وقت سابق، ووجهت لها تهمة التعذيب، وجرى حبسها على ذمة التحقيقات، وعقب وفاة الطفلة في الساعات الأولى من صباح اليوم، خرجت المتهمة من محبسها، وجرى عرضها على النيابة وتعديل الاتهام، ونسبت إليها تهمة القتل العمد.
بدوره، نعى المجلس القومي للأمومة والطفولة، اليوم (السبت)، الطفلة جنة، وأعلن أنه يتابع التحقيقات والإجراءات مع النيابة العامة التي تتولى تشريح جثمان الطفلة بالمستشفى، بمعرفة مصلحة الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وطالب المجلس بتوقيع أقصى عقوبة على الجدة المتهمة.



مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
TT

مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)

أثارت مشاجرة وتلاسن بين فتيات في إحدى المدارس الخاصة الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) غضباً وانتقادات، وطرحت تساؤلات حول مستوى التربية والتعليم، خصوصاً في المدارس الدولية التي يتطلّب الالتحاق بها مبالغ مالية كبيرة.

الواقعة -حسب ما رصدها متابعون نشروا مقاطع فيديو لها على «السوشيال ميديا»- جرت بين طالبة وثلاث طالبات، ويُظهر الفيديو جانباً من المعركة بين الطالبات، وإطلاق الشتائم بألفاظ نابية، في حين يقف زملاؤهن في حلقة مكتفين بمشاهدة المشاجرة.

وأصدرت المدرسة بياناً، السبت، بخصوص الواقعة، معلنةً أنها حدثت بعد نهاية اليوم الدراسي. وأوضحت في البيان أنه تمّ فصل الطالبات الثلاث اللاتي اعتدين على الطالبة، وتطبيق العقوبات الواردة في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوّروا الواقعة والتفاعل معها بشكل سلبي. وأكد البيان أن المدرسة تحمّلت مسؤولياتها منذ اللحظة الأولى؛ حيث تمّ فض الشجار وتقديم الإسعافات الأولية إلى الطالبة المصابة، وسماع شهادتها وإخطار ولي أمرها، والتحقيق في الواقعة بالاستعانة بكاميرات المراقبة.

وعلّق كثير من مستخدمي «السوشيال ميديا» على تلك المشاجرة، وعدّوها دليلاً على تدهور مستوى التعليم، خصوصاً في المدارس الخاصة التي يحظى فيها الطلبة والطالبات بتعليم متميز ذي طابع دولي، كونهم ينتمون إلى طبقة ميسورة.

وكتب السيناريست المصري عبد الرحيم كمال، على حسابه في «فيسبوك»، معلقاً على المشاجرة: «ما حدث في مدرسة التجمع عار على التعليم كله في مصر».

كما كتب مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن» المصرية، معلقاً على صفحته في «فيسبوك»، أن حادث مدرسة التجمع يكشف عن «أزمة غياب الأخلاق»، داعياً وزير التربية والتعليم إلى أن يكون هذا الحدث دافعاً لوضع خطة لتدريس مادة الأخلاق والمواطنة بالمدارس كلها من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وتكون مادة نجاح ورسوب، متسائلاً عن إمكانية إلزام المدارس الدولية بتدريس تلك المادة.

وكتب صاحب حساب موثق على «فيسبوك» باسم «أحمد خالد»، أن ما يحدث في مدرسة التجمع «الإنترناشيونال» التي تتطلّب أموالاً كثيرة جداً، من سباب نابٍ وتكسير أنف طفلة في الصف السادس الابتدائي من زميلتها في الصف الثالث الثانوي، والأولاد الذين اكتفوا بتصوير الواقعة دون التدخل؛ كل ذلك يؤكد أن المسألة ليست لها علاقة بالأموال و«الكمبوندات» التي تدل على مستوى اجتماعي عالٍ، ولكن يُعيدنا إلى مسألة التربية والأخلاق.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً حول الواقعة، ووجّه الوزير محمد عبد اللطيف بإرسال لجنة، الأحد، للتحقيق في واقعة التعدي على طالبة بمدرسة خاصة دولية بالقاهرة واتخاذ الإجراءات كافّة حيال المسؤولين عنها، وذلك في إطار الفيديو المتداول حول واقعة التعدي على طالبة في إحدى المدارس الخاصة الدولية بمحافظة القاهرة.

وأعلن المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، أن الوزير محمد عبد اللطيف أكد تعامل وزارة التربية والتعليم بحسم مع مثل هذه الظواهر، مشدداً على أن الدور التربوي للمدرسة يأتي في مقدمة الأولويات، ولا ينفصل عن تقديم منظومة تعليمية جيدة. وشدد الوزير على متابعته لنتائج التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة كافّة حيال المسؤولين عنها، وفق بيان الوزارة.

وارتفع عدد المدارس الدولية في مصر من 168 مدرسة عام 2011 إلى 785 مدرسة في عام 2020، وفق تقرير لوزارة التربية والتعليم في عام 2021، وهو العام الذي شهد افتتاح 20 مدرسة أخرى خاصة، وحسب تقارير رسمية فقد كان عدد الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي في مصر 22.5 مليون تلميذ في عام 2022، من بينهم 2.5 مليون طالب بالمدارس الخاصة، ووصل عدد الطلاب في عام 2024 إلى 28.5 مليون تلميذ، وفق بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.