«فيسبوك» تقود حملة على مواقع الكراهية شملت نتنياهو وحزباً فاشياً إيطالياً

«فيسبوك» تقود حملة على مواقع الكراهية شملت نتنياهو وحزباً فاشياً إيطالياً
TT

«فيسبوك» تقود حملة على مواقع الكراهية شملت نتنياهو وحزباً فاشياً إيطالياً

«فيسبوك» تقود حملة على مواقع الكراهية شملت نتنياهو وحزباً فاشياً إيطالياً

التعريف الذي تعتمده إدارة «فيسبوك» لما يسمى «خطاب الكراهية» هو «الهجوم المباشر على بعض المجموعات من الناس لها صفات مشتركة في الجنس أو الأصل أو الدين أو الميول أو الإعاقة أو المرض». وتشمل التفرقة أيضا مجموعات المهاجرين الذين يتعرضون لحملات كراهية تقلل من شأنهم وتنفي الإنسانية عنهم.
ومع زيادة الوعي بخطورة خطاب الكراهية، زادت إدارة موقع التواصل الاجتماعي من حملتها لتنقية مواقعها من منشورات أو مقاطع فيديو أو صور تعبر عن جوانب الكراهية والتفرقة.
وكان من بين المواقع التي حظرتها «فيسبوك» أخيرا موقعا لحزب فاشي إيطالي يضم بين أفراده ابن حفيد موسوليني وآخر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر فيه من أن النواب العرب يريدون «هلاك كل الإسرائيليين». وقالت إدارة «فيسبوك» إنها أوقفت الموقع لمدة 24 ساعة، وإذا أضيفت أي مواد أخرى مثيرة للكراهية فسوف تتخذ بشأنها قرارات مشابهة.
ورحب النائب العربي أيمن عودة الذي تقدم بالشكوى إلى «فيسبوك» بالقرار، وقال إن النواب العرب قرروا التقدم إلى «فيسبوك» مباشرة بشكوى ضد إثارة الكراهية من نتنياهو على موقع حزب ليكود. واعترفت إدارة موقع ليكود بأن المحتوى نشر بالخطأ من أحد الموظفين وأن نتنياهو لم يشاهده أو يوافق عليه. وكان الخلاف الأصلي في القضية على تركيب كاميرات في مواقع تصويت العرب الإسرائيليين.
ويقسم «فيسبوك» خطاب الكراهية والتفرقة إلى عدة مستويات أولها وأخطرها يتهجم على شخص أو مجموعة أشخاص لأي من الأسباب المذكورة ويشبههم بالحشرات أو الحيوانات أو بالقذارة أو العدوانية الجنسية أو بدرجة إنسانية أدنى. ويشمل هذا المستوى أيضا وصف الضحايا بأنهم لصوص أو مجرمون أو السخرية منهم.
وفي المستوى الثاني يكون الهجوم بأوصاف تشمل القذارة أو القبح الجسماني أو الخلل العقلي أو عدم القدرة على التفكير والمطالبة بالعزل السياسي أو الاجتماعي. ويأتي بعد ذلك المستوى الثالث الذي يشمل الإهانة بألفاظ تقتصر على مجموعة معينة بسبب جنسهم أو دينهم.
واعتبرت إدارة «فيسبوك» أن الحزب الفاشي الإيطالي «كاسا باوند» أخل بقواعد خطاب الكراهية والتفرقة ومنعت موقعه على «فيسبوك» وإنستغرام على رغم شكاوى من أعضاء التنظيم الذي يبلغ عدد أعضائه 240 ألف شخص.
وقال متحدث من موقع التواصل إن أي شخص أو مجموعة تنشر خطاب الكراهية أو الهجوم على آخرين على أساس هويتهم ليس لهم مكان على «فيسبوك» أو إنستغرام. وأضاف المتحدث أن الحسابات التي تم حذفها خالفت هذه السياسة ولن يعاد بثها على مواقع الشركة.
وسبق لإدارة «فيسبوك» حذف حسابات لهذه المجموعة من قبل بعد أن قال رئيسها سيمون دي ستيفانو إن هدف المجموعة هو تطبيق رؤية موسوليني في السياسة والاقتصاد. وأضاف أن ابن حفيد موسوليني هو أحد أعضاء تنظيم «كاسا باوند».
وتستخدم إدارة «فيسبوك» نحو 7500 مراجع حول العالم لمنع المحتويات المخالفة لمبادئ النشر على المواقع. كما يمكن لأي متصفح للشبكة أن يلفت نظر الإدارة ومراجعي الشركة إلى محتويات مخالفة برفع إشارة الخطر (Flag). ومع ذلك تقع أحيانا بعض الأخطاء من المراجعين حيث يمنع بعضهم محتوى معينا ويسمح مراجعون آخرون بنشر محتوى مماثل.
وتبدو مظاهر الخوف من التعليقات العنصرية على «فيسبوك» حقيقية لأنها أحيانا تنعكس على الواقع، كما حدث في مدينة ألتينا الألمانية المعتدلة التي رحبت بالمهاجرين في البداية ثم تعرضت لتعليقات عنصرية على «فيسبوك» اتهمت عمدتها بأنه يهتم بالمهاجرين أكثر من سكان البلدة من الألمان أنفسهم. وبعد الهجوم اللفظي على «فيسبوك» تعرض العمدة إلى طعنات من أحد السكان الغاضبين من سياساته التي قرأ عنها في «فيسبوك».
ولم يعلق «فيسبوك» على الحادثة ولكن إدارته بعثت برسالة إلكترونية إلى صحيفة «التايمز» التي نشرت الحادث قالت فيه إن سياستها المتعلقة بالنشر على «فيسبوك» تتغير باستمرار وإنها تتعلم دوما من آراء الخبراء في هذا المجال.
وأشارت مطبوعة «فانيتي فير» إلى أن مثال مدينة ألتينا الألمانية ليس وحيدا، ففي ميانمار سبقت حملة التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا استخدام «فيسبوك» لعدة سنوات في حملة كراهية ضد مسلمي الروهينغا والمسلمين بصفة عامة. وذكرت وكالة «رويترز» في العام الماضي أن هناك أكثر من ألف تعليق وفيديو وصورة ضد الروهينغا ما زالت على «فيسبوك»، وأن بعض هذه التعليقات ظل على «فيسبوك» منذ ست سنوات.
وفي تعليق لوكالة «رويترز» للأنباء اعترفت مديرة «فيسبوك» لمنطقة آسيا، ميا غارليك، أن «فيسبوك» كان بطيئا في الاستجابة إلى المخاوف التي عبر عنها الخبراء والجمعيات المدنية. وشكا أحد النشطاء في ميانمار أن القضية أثيرت مع «فيسبوك» أكثر من مرة وبوضوح تام، ولكن إدارة «فيسبوك» كانت بطيئة في التجاوب.
وتدافع «فيسبوك» عن نفسها بالقول إن حالات أحاديث الكراهية هي واحدة فقط من القضايا التي يتعامل معها مراقبو الشركة على المواقع والتي تشمل أيضا قضايا السب والقذف والعنف من الأشخاص ضد أنفسهم والإرهاب والمواقع الإباحية والسطو على الملكية الفكرية والتنمر ضد الأفراد. وأضافت الشركة أنها تحسن من أدائها دائما، كما أنها زادت في العام الماضي عدد المراقبين بنسبة 40 في المائة إلى 7500 مراقب.
وتنذر الشركة الأشخاص الذين تم تجميد صفحاتهم بسبب أي من المخالفات المعروفة وتمنحهم فرصة الاعتراض ومراجعة الصفحات التي تم تجميدها. وتتم المراجعة في خلال 24 ساعة، كما تعتمد إدارة «فيسبوك» على فتح صفحات حوار مجتمعي لوضع المعايير المناسبة وشرح سياسة «فيسبوك». وتم تطبيق هذه الحوارات في أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والهند وسنغافورة.
وقالت نائبة الرئيس في «فيسبوك» مونيكا بيكيت إن الشركة تعتمد الآن على السياسة المفتوحة لشرح معاييرها. وأضافت أن المراقبين يعملون في ظروف صعبة مع تيار المواد غير اللائقة التي يتم رفعها إلى الشبكة على مدار الساعة.


مقالات ذات صلة

100 ألف دولار مكافأة اكتشاف ثغرة في «فيسبوك»

تكنولوجيا شعار «فيسبوك» (د.ب.أ)

100 ألف دولار مكافأة اكتشاف ثغرة في «فيسبوك»

حلل باحث أمن بيانات، في أكتوبر الماضي، منصة إعلانات «فيسبوك»، حيث اكتشف ثغرة أمنية أتاحت له تشغيل الأوامر على خادم داخلي لـ«فيسبوك» يستضيف المنصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة «ميتا» وأمامه شعار الشركة (أ.ف.ب)

لماذا يضطر مارك زوكربيرغ إلى إرضاء ترمب؟

وصفت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية، إعلان الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، الأسبوع الماضي، أن «ميتا» ستغير سياساتها للسماح بمزيد من «حرية التعبير».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إنه حال نشوب نزاع بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، سيتعين على أوروبا الرد «بقوة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة «ميتا» وأمامه شعار الشركة (أ.ف.ب)

منظمة: إلغاء زوكربيرغ التثبت من الحقائق نتيجة «ضغط سياسي شديد»

حذّرت منظمات دولية من إلغاء خاصية التثبت من الحقائق في شركة «ميتا» لمنشورات على «فيسبوك» و«إنستغرام».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، اليوم الثلاثاء، عن عدد من التغييرات الشاملة التي ستغير بشكل كبير الطريقة التي يتم بها تعديل المنشورات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض قسم الآراء في الصحيفة رسماً كاريكاتيرياً يصوّر مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس مع مليارديرات آخرين من عمالقة التكنولوجيا، وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وفور إعلان الخبر رأى كثيرون أن الواقعة الجديدة تختصر صورة المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة.

مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة تموضع

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بعدما بدا أن ترمب يتجه إلى العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من مسؤولي الشركات الكبرى ووسائل الإعلام الأميركية، رحلة «إعادة تموضع» تماشياً مع العهد الثاني لترمب. وهو ما تُرجم بداية بامتناع وسائل إعلام كانت دائماً تُعد رمزاً لليبرالية، مثل: «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين، فضلاً عن تغيير غرف التحرير في محطات تلفزيونية عدة، ومراجعة الكثير من سياسات الرقابة والإشراف والمعايير الناظمة لعملها، إلى إعادة النظر في تركيبة مجالس إدارات بعض شركات التكنولوجيا.

وبعيداً عن انحياز الملياردير إيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، المبكر لترمب، واتجاهه للعب دور كبير في إدارته المقبلة، كانت الاستدارة التي طرأت على باقي المنصات الاجتماعية والإعلامية مفاجئة وأكثر إثارة للجدل.

ان تيلنيس (جائزة بوليتزر)

خضوع سياسي أم تغيير أعمق؟

البعض قال إنه «خضوع» سياسي للرئيس العائد، في حين عدّه آخرون تعبيراً عن تغيير أعمق تشهده سياسات واشنطن، لا يُختصر في ترمب، بل يشمل أيضاً كل الطبقة السياسية في الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، وحتى المزاج الشعبي الذي أظهرته نتائج الانتخابات.

في بيانها الموجز، قالت تيلنيس التي تعمل في «واشنطن بوست» منذ عام 2008، إن قرار الصحيفة رفض رسمها الكاريكاتيري «مغيّر لقواعد اللعبة» و«خطير على الصحافة الحرة». وكتبت: «طوال ذلك الوقت لم يُمنع رسم كاريكاتيري قط بسبب مَن أو ما اخترت أن أوجّه قلمي إليه حتى الآن». وأدرجت تيلنيس مسوّدة من رسمها الكاريكاتيري في منشور على موقع «سبستاك»، يظهر بيزوس، مؤسس «أمازون» ومالك الصحيفة، مع مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، وباتريك سون شيونغ مالك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، و«ميكي ماوس» التميمة المؤسسية لشركة «والت ديزني»، ينحنون أمام تمثال ترمب.

وطبعاً كان من الطبيعي أن «يختلف» ديفيد شيبلي، محرّر الآراء في الصحيفة، مع تقييم تيلنيس، وبالفعل قال في بيان إنه يحترم كل ما قدمته للصحيفة، «لكن يجب أن يختلف مع تفسيرها للأحداث»، معتبراً قرار منع نشر رسم الكاريكاتير «تفادياً للتكرار»، بعدما نشرت الصحيفة مقالات عن الموضوع.

... وزوكربيرغ يعود إلى أصوله

بيد أن تزامن منع الكاريكاتير مع الخطوة الكبيرة التي اتخذتها شركة «ميتا» يوم الثلاثاء، عندما أعلن مارك زوكربيرغ أن «فيسبوك» و«إنستغرام» و«ثريدز» ستُنهي عملية التدقيق في الحقائق من قِبل أطراف ثالثة، قرأها العالم السياسي بوصفها نوعاً من الاستسلام؛ إذ قال زوكربيرغ في مقطع فيديو نشره على «فيسبوك» إن «(ميتا) ستتخلّص من مدقّقي الحقائق، وستستعيض عنهم بملاحظات مجتمعية مشابهة لمنصة (إكس)»، وهو ما رآه البعض «تضحية بقيم الشركة على (مذبح) دونالد ترمب وسياسة (حرية التعبير)» للحزب الجمهوري الجديد. بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين، الذين يعتقدون أن المشرفين ومدققي الحقائق ليبراليون بشكل شبه موحّد، واثقون بأن النهج الأكثر تساهلاً في تعديل المحتوى سيعكس الواقع بشكل أكثر دقة، من خلال السماح بمجموعة أوسع من وجهات النظر. وعدّ هؤلاء، ومنهم بريندان كار الذي اختاره ترمب لإدارة لجنة الاتصالات الفيدرالية، قرار «ميتا» انتصاراً.

في المقابل، أعرب الليبراليون عن «فزعهم»، وعدّوه «هدية لترمب والمتطرّفين في جميع أنحاء العالم». وقال معلقون ليبراليون إن من شأن خفض معايير التأكد من الحقائق من قِبل أكبر منصة في العالم يُنذر بمجال رقمي أكثر غرقاً بالمعلومات الكاذبة أو المضللة عمداً مما هو عليه اليوم.

ابتعاد عن الليبرالية

هذا، ومع أنه من غير المتوقع أن يؤدي قرار زوكربيرغ بالضرورة إلى تحويل الإنترنت إلى «مستنقع للأكاذيب أو الحقائق»؛ لأن الخوارزميات هي التي تتحكم بما يُنشر في نهاية المطاف. فإن قراره يعكس، في الواقع، ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمحاربة «المعلومات المضلّلة». وهذه مسيرة بدأت منذ سنوات، حين تراجعت «ميتا» عام 2019 عن التحقق من صحة الإعلانات من السياسيين، وعام 2023 عن تعديل الادعاءات الكاذبة حول انتخابات 2020.

وحقاً، كان إعلان يوم الثلاثاء هو الأحدث في سلسلة من تراجعات الشركة، واتجاهها نحو اليمين منذ إعادة انتخاب ترمب. ففي الأسبوع الماضي، عيّنت الشركة الجمهوري جويل كابلان رئيساً عالمياً للسياسة، وعيّنت، يوم الاثنين، دانا وايت، حليفة ترمب التي لعبت دوراً رئيساً خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في مجلس إدارة الشركة. وفي السياق نفسه تضمّن إعلان يوم الثلاثاء نقل فريق الثقة والسلامة في الشركة من ولاية كاليفورنيا «الليبرالية»، إلى ولاية تكساس «الجمهورية»؛ مما يعكس دعوات من قادة التكنولوجيا اليمينيين مثل إيلون ماسك إلى تركيز الصناعة في بيئات «أقل ليبرالية» من «وادي السيليكون».

ترمب ممثلاً للأكثرية

في مطلق الأحوال، مع أن كثيرين من النقاد والخبراء يرون أن هذا التغيير يعكس بالفعل حقيقة ابتعاد شركة «ميتا» وغيرها من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الرؤية الليبرالية للحوكمة الرقمية، لكنهم يشيرون إلى أنه ابتعاد مدفوع أيضاً بالقيم الأساسية للصناعة التي جرى تبنيها إلى حد كبير، تحت الإكراه، استجابة للحظات سياسية مشحونة.

ومع تحوّل ترمب تدريجياً من كونه متطفلاً دخيلاً على الحياة السياسية الأميركية، إلى الممثل الأبرز للأكثرية التي باتت تخترق كل الأعراق -وليس فقط البيض- فقد بدا أن هذا النهج الذي يشبه نظام المناعة بات أقل ملاءمة، وربما، بالنسبة إلى شركات مثل «ميتا»، أكثر ضرراً سياسياً وأقل ربحية.