ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
TT

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه حال نشوب نزاع بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، سيتعين على أوروبا الرد «بقوة».

وقال مرشح «حزب الخضر» للمنافسة على منصب المستشار، في مقابلة مع صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية وصحيفة «أويست فرانس» الفرنسية، إن إحدى أفكار الرد هي فرض ضرائب أعلى على شركات التكنولوجيا الكبرى.

وأضاف هابيك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار: «هناك مقولة مفادها بأن البيانات هي النفط الجديد... إذا اتبعناها، فسنجد أننا نقوم حالياً بمنح قدر كبير من البيانات لشركات أميركية وغيرها من الشركات الكبرى دون أن تدفع مقابل ذلك».

ومن أبرز شركات التكنولوجيا الأميركية: «ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، و«ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«واتساب»، و«أمازون» و«أوبر» و«مايكروسوفت» و«أبل».

كان ترمب أعلن مراراً خلال حملته الانتخابية أنه سيزيد الرسوم الجمركية لحماية الاقتصاد الأميركي. وهدد برفع التعريفات الجمركية على دول الاتحاد الأوروبي ما لم تزيد من مشترياتها من النفط والغاز الأميركيين لتضييق الفجوة التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال ترمب منتصف الشهر الماضي: «أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال زيادة شراء نفطنا وغازنا. وإلا، فإن التعريفات الجمركية ستطبق كاملة». وواصل ترمب استخدام التهديد بالتعريفات الجمركية كتكتيك تفاوضي مع الدول الأجنبية التي يعتقد أنها تعامل الولايات المتحدة بشكل «غير عادل».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، هدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة بنسبة 25 في المائة على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك، ما لم تكثف تلك الدول ما عدّه تساهلاً في تطبيق قوانين المخدرات والحدود.

وقال هابيك: «نحن على تواصل وثيق داخل الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة، ونقوم بإعداد السيناريوهات المحتملة»، مؤكداً أن الهدف يجب أن يكون الرهان على التعاون، وأضاف: «ولكننا مستعدون لخلاف ذلك».

ومع اقتراب موعد تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 20 يناير الحالي، دعا زعيم كتلة «حزب الشعب» في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، إلى اتخاذ إجراءات أوروبية مضادة تجاه أميركا، حال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة.

وقال السياسي الألماني، الأسبوع الماضي، إن هذا من شأنه أن يؤثر على الشركات الرقمية الأميركية، ضمن شركات أخرى. وأضاف: «علينا أن نفترض أن ترمب سينفذ بالضبط ما أعلنه: سيكون من الممكن فرض رسوم جمركية بنسبة 20 في المائة على المنتجات الأوروبية قريباً للغاية».

وذكر فيبر أنه يتعين على أوروبا أن تستعد لخطط ترمب «بثقة في النفس»، وقال: «نحن في نفس الحجم الاقتصادي للأميركان، فكل منا يمثل أكثر من 20 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. نحن قادرون أيضاً على اتخاذ تدابير مضادة... تجني الشركات الرقمية الأميركية الكثير من الأموال في الاتحاد الأوروبي، ولا تدفع أي ضرائب تقريباً - وقد يكون ذلك بالتأكيد نقطة انطلاق».

وفي المقابل، أوضح فيبر أن الاتحاد الأوروبي لا يريد حرباً تجاريةً، لأن هذا من شأنه أن يؤدي فقط إلى إضعاف الغرب بوجه عام أمام الصين، على سبيل المثال. وأوضح: «ما نحتاجه هو حلف شمال أطلسي اقتصادي. يجب أن نعرض على ترمب الوقوف معاً ضد الصين».

وذكر فيبر أن السياسة بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب «نوع من مصارعة الأذرع»، وأضاف: «لن يحترم ترمب أوروبا إلا إذا بدت واثقة وموحدة»، وأضاف: «الاتحاد الأوروبي وحده مسؤول عن القضايا الجمركية، ولا يوجد حق نقض من دول منفردة، وهذا يجعلنا أقوياء».


مقالات ذات صلة

توقيع عقود جديدة بالموانئ السعودية تتجاوز 586 مليون دولار

الاقتصاد رئيس الهيئة العامة السعودية للموانئ المكلف مازن التركي (الشرق الأوسط)

توقيع عقود جديدة بالموانئ السعودية تتجاوز 586 مليون دولار

كشف رئيس الهيئة العامة السعودية للموانئ المكلف، مازن التركي، عن توقيع عقود تخصيص جديدة لمحطات البضائع متعددة الأغراض في 8 موانئ تابعة للهيئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا عبد العاطي متوسطاً مجموعة من المستثمرين الأتراك خلال لقائهم في إسطنبول الجمعة (الخارجية المصرية)

مصر تعزز تعاونها مع تركيا عبر مزايا استثمارية ومواجهة أي عقبات

تعمل مصر على تعزيز تعاونها مع تركيا عبر طرح مزايا بالسوق المصرية أمام المستثمرين الأتراك.

أحمد عدلي (القاهرة )
الاقتصاد شارع تجاري رئيسي في العاصمة الصينية بكين (رويترز)

الصين: 13 % انخفاضاً في الاستثمارات الأجنبية خلال 5 أشهر

أعلنت وزارة التجارة الصينية أنه تم إنشاء 24018 شركة جديدة باستثمار أجنبي في البرّ الرئيسي الصيني، في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بزيادة 10.4 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رصيف حاويات هانغين في ميناء بوسان الجديد جنوب شرقي سيول (رويترز)

أميركا وكوريا الجنوبية تجريان محادثات تجارية الأحد

يتوجه فريق من المفاوضين التجاريين الكوريين الجنوبيين إلى الولايات المتحدة الأحد للمشاركة في أول مفاوضات على مستوى مجموعتي العمل للبلدين تحت إدارة الرئيس لي جاي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد مجموعة من أعلام الاتحاد الأوروبي والصين (رويترز)

أوروبا تحظر الشركات الصينية من مناقصات الأجهزة الطبية

سيمنع الاتحاد الأوروبي الشركات الصينية من المشاركة في مناقصات الاتحاد الأوروبي العامة للأجهزة الطبية التي تبلغ قيمتها 60 مليار يورو أو أكثر سنوياً

«الشرق الأوسط» (بروكسل - بكين)

بومان من «الفيدرالي»: قد يكون الوقت مناسباً لخفض أسعار الفائدة

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي (رويترز)
TT

بومان من «الفيدرالي»: قد يكون الوقت مناسباً لخفض أسعار الفائدة

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي (رويترز)

قالت ميشيل بومان، نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشؤون الإشراف، التي تم تعيينها مؤخراً من قبل الرئيس دونالد ترمب كأعلى مشرفة على البنوك في البنك المركزي، إنه ربما حان الوقت للنظر في خفض أسعار الفائدة، مع تزايد قلقها بشأن المخاطر التي تهدد سوق العمل وانخفاض قلقها من أن التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى تسريع التضخم.

وقالت بومان في تصريحاتها التي أُعلنت خلال اجتماع في براغ، عاصمة التشيك: «حان الوقت للنظر في تعديل سعر الفائدة». وأضافت أن التضخم يبدو على مسار مستدام للعودة إلى هدف 2 في المائة، متوقعةً «تأثيراً طفيفاً فقط» للسياسة التجارية على التضخم. وأوضحت: «إذا استمرت ضغوط التضخم تحت السيطرة، فسأدعم خفض سعر الفائدة الرئيسي فور انعقاد اجتماعنا المقبل، لتقريبه من وضعه المحايد وضمان استقرار سوق العمل»، وفق «رويترز».

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى، الأسبوع الماضي، على نطاق سعر الفائدة المستهدف بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، في ظل ترقب كبير وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن سياسة التعريفات الجمركية المتغيرة للرئيس ترمب. ويخشى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن تؤدي زيادة الرسوم إلى إضعاف النمو، رغم أنها قد تُخفّض بعض ضغوط التضخم. وفي خطابها، أكدت بومان دعمها لقرار الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على ثبات سعر الفائدة، لكنها أشارت إلى أن التوقعات الاقتصادية باتت أقل تفاؤلاً، مع توقع مزيد من الوضوح قريباً.

وقد أبدى محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، المرشح المحتمل لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، انفتاحه أيضاً على خفض أسعار الفائدة في اجتماع يوليو (تموز). ورغم أن سوق العمل لا يزال قوياً، أعربت بومان عن قلق متزايد بشأن مستقبل القطاع، وهو ما يعكس موقفها المتشدد تجاه السياسة النقدية. وقالت: «علينا أن ندرك أن المخاطر السلبية على التزامنا بالتوظيف قد تصبح أكثر وضوحاً قريباً، نظراً للضعف الأخير في الإنفاق وعلامات الهشاشة في سوق العمل».

وأبدت بومان تفاؤلاً بشأن توقعات التضخم، قائلة: «يبدو أن أي ضغوط تصاعدية ناتجة عن زيادة الرسوم الجمركية على أسعار السلع تُعوّضها عوامل أخرى، والاتجاه الأساسي في التضخم (نفقات الاستهلاك الشخصي) يقترب كثيراً من هدفنا البالغ 2 في المائة، كما يظهر بوضوح في البيانات الحالية».