«العملاق المنسي»... معرض في بروكسل يحكي تاريخ الجزائر الحديث

بعض من زوار المعرض (تصوير: عبد الله مصطفى)  -  ملصق المعرض
بعض من زوار المعرض (تصوير: عبد الله مصطفى) - ملصق المعرض
TT

«العملاق المنسي»... معرض في بروكسل يحكي تاريخ الجزائر الحديث

بعض من زوار المعرض (تصوير: عبد الله مصطفى)  -  ملصق المعرض
بعض من زوار المعرض (تصوير: عبد الله مصطفى) - ملصق المعرض

تشهد بروكسل حالياً معرضاً للصور الفوتوغرافية، يرصد تاريخ الجزائر الحديث منذ الاستقلال، مروراً بفترة القتال الأهلية في التسعينيات، المعروفة باسم «فترة الأزمة الأمنية»، حتى الخروج إلى الشارع لإسقاط عبد العزيز بوتفليقة.
الهدف من المعرض تعريف المواطن الأوروبي في بروكسل بتاريخ الجزائر الحديث. يقام المعرض في مركز «جيوبولوس» الثقافي في العاصمة البلجيكية، وحسب القائمين عليه، هو عبارة عن 5 تقارير مصورة لعدد من المصورين الصحافيين من الأوروبيين والعرب، ويستمر حتى السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تحت عنوان «العملاق المنسي».
جاءت فكرة إقامة المعرض في أعقاب خروج الجزائريين إلى الشارع للمطالبة بإنهاء حكم بوتفليقة، حسب ما جاء في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أدلت بها نادين فيرمولين، المسؤولة الإعلامية في إدارة المعرض، وأضافت أن الجزائر بلد كبير في أفريقيا، وله تاريخ كبير، وكان لا بد من تسليط الضوء على هذا التاريخ.
من جانبه، قال توم كوكس مسؤول إدارة مركز «جيوبوليس» الثقافي للتقارير الفوتوغرافية في بروكسل، «الفكرة كانت قبل سنوات، ولكن عندما خرج الجزائريون إلى الشارع في مطلع العام الحالي قلنا إنها اللحظة المناسبة لإعداد معرض عن هذا البلد الكبير في أفريقيا، وربما لا يعلم البعض هنا في بروكسل معلومات كثيرة عن أهمية هذه الدولة، ولهذا اخترنا خمسة من المصورين من العرب والأوروبيين وتقاريرهم المصورة، لتعريف الأوروبيين بتاريخ هذا البلد، أي أنها تقارير ذات تابع تاريخي».
وعند التجول في أركان المعرض، الذي يبعد دقائق قليلة عن محطة قطار جنوب بروكسل، تجد مواد أرشيفية مصورة تستعرض تاريخ الجزائر منذ فترة الاستعمار، وما بعدها، مروراً بسنوات «الأزمة الأمنية» في التسعينيات، وحتى الثورة لإنهاء حكم الرئيس السابق بوتفليقة، وهناك أيضاً خمسة تقارير فوتوغرافية تناولت موضوعات تتعلق بالحياة اليومية في المجتمع الجزائري والمناطق النائية في البلاد، ودور كرة القدم في حياة المواطنين، وتأثر المجتمع جراء ملف الهجرة والمهاجرين، والمظاهرات في الشوارع لإجراء التغيير في الحكم.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال كاميل ميلرون، وهو مصور صحافي شارك بصور عن الهجرة، وتأثيرها على المجتمع الجزائري، «الصور تساعد من يشاهدها على التعرف على مشكلة الهجرة إلى الجزائر، خصوصاً في منطقة الشمال، واستغرق الأمر أربع سنوات لإعداد هذه الصور والوثائق، واستعنت بزميلة جزائرية لإقناع المواطنين بالدخول إلى المنزل والتصوير، وكان الأمر يتطلب وقتاً للحصول على الموافقة».
وخلال التجول في أرجاء المعرض، لاحظنا أن زوار المعرض كانوا من الصغار والكبار، وأيضاً من جنسيات مختلفة جاءوا لمعرفة المزيد عن تاريخ هذا البلد، وقالت شابة جزائرية تعيش في بروكسل، وهي في مطلع العشرين من عمرها، «إنه معرض شيق للغاية، فأنا جزائرية مقيمة منذ 8 سنوات في بروكسل، ولا أعلم الكثير عن تاريخ بلدي، واستفدت كثيراً من الصور والفيديو للتعرف على تاريخ الجزائر منذ الستينيات وحتى الآن».
وقال رجل بلجيكي في نهاية الستينيات من عمره، «هذا المعرض مهم بالنسبة لي، وقرأت بعض النصوص المكتوبة المعروضة هنا، فيها معلومات صحيحة، كما أن الصور جيدة، وأنا أعرف تاريخ الجزائر، وسبق أن عشت هناك في السبعينيات، وأتردد عليها بين الحين والآخر».
إلى جانب الصور، توجد نصوص مكتوبة تشرح ما يعرض من صور وفيديوهات، وتسلط الضوء على المحطات المهمة في تاريخ الجزائر الحديث، كما عرف المعرض تنظيم محاضرة لأحد الأكاديميين المتخصصين، وهو تيري بيل مدرس التاريخ في جامعة نانت الفرنسية، واستعان خلال المحاضرة بمواد فيلمية أرشيفية جرى الحصول عليها من إحدى قنوات التلفزيون البلجيكية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.