هل الدوري الأميركي يضم مهاجمين رائعين أم مستوى المدافعين سيئ؟

معدل تسجيل الأهداف في الموسم الحالي بالمسابقة أصبح أعلى من المواسم السابقة

إبراهيموفيتش سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي  -  فيلا  أحرز حتى الآن 27 هدفًا في 26 مباراة
إبراهيموفيتش سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي - فيلا أحرز حتى الآن 27 هدفًا في 26 مباراة
TT

هل الدوري الأميركي يضم مهاجمين رائعين أم مستوى المدافعين سيئ؟

إبراهيموفيتش سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي  -  فيلا  أحرز حتى الآن 27 هدفًا في 26 مباراة
إبراهيموفيتش سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي - فيلا أحرز حتى الآن 27 هدفًا في 26 مباراة

شارك النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في المباراة رقم 50 له في الدوري الأميركي الممتاز في وقت سابق من هذا الشهر، وهي المباراة التي شهدت خسارة لوس أنجليس غالاكسي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أمام سياتل ساوندرز، بعدما تلقى هدفا قاتلا في الدقيقة 89 من عمر المباراة. وخلال هذه المباراة، سجل إبراهيموفيتش هدفا وصنع هدفا آخر، وهو ما يعني أن العملاق السويدي سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي الممتاز.
وفي الظروف العادية، عادة ما يتم النظر إلى هذا الأمر على أنه إنجاز غير مسبوق، لكن إنجاز إبراهيموفيتش قد تحقق بالفعل من جانب لاعبين آخرين، مثل جوزيف مارتينيز وكارلوس فيلا اللذين أحرز وصنع كل منهما 54 هدفاً في أول 50 مباراة لهما في الدوري الأميركي. إنهم ثلاثة لاعبين مختلفين تماما ويلعبون لثلاثة أندية مختلفة، لكنهم وضعوا معيارا جديدا للتألق في الدوري الأميركي.
في الواقع، أصبح إبراهيموفيتش ومارتينيز وفيلا هم النجوم الأبرز للدوري الأميركي الممتاز على مدى العامين الماضيين. وقد ساعد تألقهم في زيادة بيع تذاكر حضور المباريات وقمصان اللاعبين، لكن هذا يجعلنا نطرح عددا من التساؤلات، من بينها: هل أصبح من السهل الآن تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي بالمقارنة بما كان عليه الأمر سابقا؟ وهل كان ذلك عاملاً حاسماً في نجاحهم بهذا الشكل؟
وقد شهدت المواسم الأخيرة ارتفاع معدل تسجيل الأهداف في كل مباراة؛ حيث وصل معدل الأهداف في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى 3.19 هدف، مقارنة بـ2.97 هدف في الموسم السابق، و2.81 هدف في الموسم الأسبق. ولم يصل معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة منذ موسم 2002 إلى ثلاثة أهداف إلا خلال الموسم الماضي. وخلال الموسم الحالي، وصل معدل تسجيل الأهداف إلى 3.1 هدف في المباراة.
وبالطبع، شهد الدوري الأميركي الممتاز الكثير من الهدافين الرائعين من قبل، فقد حافظ روي لاسيتير على الرقم القياسي لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بـ27 هدفا، وظل هذا الرقم صامدا لمدة 16 عاما، قبل أن يعادله كريس وندولوفسكي في موسم 2012 مع نادي سان خوسيه إيرثكويكس. وسجل اللاعب ستيرن جون أيضاً 26 هدفاً في موسم 1998 مع نادي كولومبوس كرو، كما سجل مامادو ديالو نفس العدد من الأهداف مع نادي تامبا بأي موتيني عام 2000.
لكن أكثر خمسة مواسم غزارة في الأهداف في تاريخ الدوري الأميركي الممتاز كان من بينها أربعة مواسم خلال السنوات السبع الأخيرة. وإذا استمرت الأمور تسير بهذه الطريقة، فمن المحتمل أن ينجح فيلا في كسر الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب في موسم واحد، بعد 12 شهرا فقط من رفع مارتينيز لهذا العدد من الأهداف إلى 21 هدفا في موسم 2018، ولا يحتاج مهاجم لوس أنجليس إلا لإحراز خمسة أهداف فقط لكسر هذا الرقم وتسجيل رقم قياسي جديد في تاريخ المسابقة.
ولم يسبق لفيلا أن وصل لهذه الأرقام المثيرة للإعجاب من قبل. وقد قضى المهاجم المكسيكي خمس سنوات ناجحة مع نادي ريال سوسييداد الإسباني، لكن معدل تسجيله للأهداف آنذاك لم يتعد هدفا في كل ثلاث مباريات! وخلال الموسم الحالي، سجل فيلا حتى الآن 27 هدفاً في 26 مباراة، بمعدل يتجاوز هدفا في كل مباراة!
ويرى البعض أن الهشاشة الدفاعية لأندية الدوري الأميركي الممتاز هي التي جعلت فيلا يسجل هذا العدد الكبير من الأهداف. وبالمثل، كان معدل الأهداف التي أحرزها مارتينيز أقل كثيرا خلال الفترة التي قضاها في أوروبا – فلم يسجل سوى سبعة أهداف فقط خلال ثلاث سنوات لعبها مع نادي تورينو الإيطالي!
ولم يكن النجاح الكبير الذي حققه إبراهيموفيتش مفاجئا، بالنظر إلى الإنجازات الرائعة التي حققها العملاق السويدي مع جميع الأندية التي لعب لها قبل انضمامه إلى لوس أنجليس غالاكسي الصيف الماضي. وفي الواقع، كان معدل تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز بالنسبة لإبراهيموفيتش (والذي يصل إلى 0.9 هدف في المباراة الواحدة)، قريبا للغاية من معدل تسجيله للأهداف مع ميلان الإيطالي (0.875 هدف في المباراة)، ومعدل تسجيل أهدافه مع باريس سان جيرمان (0.92 هدف في المباراة). لكن مع وصول سن اللاعب إلى 37 عاما، ربما كان من المتوقع أن يقل معدل تسجيل أهدافه.
ويرى البعض أن ارتفاع معدل تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز يعود إلى زيادة فرق المسابقة خلال المواسم الأخيرة، فقد استقبل نادي إف سي سينسيناتي، على سبيل المثال، 72 هدفا في 29 مباراة فقط حتى الآن خلال الموسم الجاري، ليصبح الفريق على بُعد هدفين فقط من معادلة الرقم القياسي لأكثر الفرق استقبالا للأهداف في تاريخ المسابقة والمسجل باسم أورلاندو سيتي. وقبل موسمين، اهتزت شباك مينيسوتا يونايتد 70 مرة في أول موسم للفريق في الدوري الأميركي الممتاز.
ومن الناحية التاريخية، هناك علاقة مباشرة بين زيادة عدد فرق المسابقة وارتفاع معدل الأهداف. ففي عام 1998، على سبيل المثال، انضم شيكاغو فاير وميامي فوشن إلى المسابقة، وارتفع معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة إلى 3.26 هدف في ذلك الموسم، قبل أن يصل إلى 3.65 هدف في المباراة - وهو رقم قياسي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.
في الواقع، تميزت الأيام الأولى لانطلاق الدوري الأميركي الممتاز بغزارة الأهداف، ولم ينخفض معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة خلال المواسم السبعة الأولى للمسابقة إلى أقل من ثلاثة أهداف إلا مرة واحدة، وكان ذلك في موسم 1999 عندما وصل معدل تسجيل الأهداف إلى 2.86 هدف في المباراة.
كما أن وضع حد أقصى لرواتب اللاعبين والسماح لكي ناد بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين فقط برواتب أعلى من الحد الأقصى، جعل الأندية تضع أولوية للتعاقد مع المهاجمين المميزين. لكن رفع سقف الرواتب أو زيادة عدد اللاعبين المسموح بالتعاقد معهم برواتب أعلى من الحد المسموح به من شأنه أن يجعل الأندية تسعى لخلق حالة من التوازن بين المهاجمين والمدافعين في الفريق من خلال التعاقد مع مدافعين جيدين برواتب كبيرة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الحالة الدفاعية على مستوى المسابقة ككل في نهاية المطاف. وحتى ذلك الحين، سيظل معدل تسجيل الأهداف مرتفعا، وسيرتفع بصورة أكبر بعد انضمام إنتر ميامي، وناشفيل، وأوستن إف سي إلى المسابقة خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
قد يكون من السهل الآن تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز عما كان عليه الأمر قبل بضع سنوات، سواء كان ذلك ناتجاً عن زيادة الفاعلية الهجومية أو تدني المستوى الدفاعي. وإذا كانت الأهداف هي «العملة الرسمية» لكرة القدم، إن جاز التعبير، فإن هذا يعني أن الدوري الأميركي الممتاز قد أصبح أكثر ثراء في الوقت الحالي.


مقالات ذات صلة

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني سيخوض مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني ممتن للوصول إلى 700 مباراة مع أتلتيكو

سيخوض دييغو سيميوني مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد عندما يستضيف ألافيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ف.ب)

فونسيكا: نحترم يوفنتوس لكننا لا نخشاه

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه لا يهاب مواجهة يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.