شارك النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في المباراة رقم 50 له في الدوري الأميركي الممتاز في وقت سابق من هذا الشهر، وهي المباراة التي شهدت خسارة لوس أنجليس غالاكسي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أمام سياتل ساوندرز، بعدما تلقى هدفا قاتلا في الدقيقة 89 من عمر المباراة. وخلال هذه المباراة، سجل إبراهيموفيتش هدفا وصنع هدفا آخر، وهو ما يعني أن العملاق السويدي سجل وصنع 55 هدفا خلال 50 مباراة له في الدوري الأميركي الممتاز.
وفي الظروف العادية، عادة ما يتم النظر إلى هذا الأمر على أنه إنجاز غير مسبوق، لكن إنجاز إبراهيموفيتش قد تحقق بالفعل من جانب لاعبين آخرين، مثل جوزيف مارتينيز وكارلوس فيلا اللذين أحرز وصنع كل منهما 54 هدفاً في أول 50 مباراة لهما في الدوري الأميركي. إنهم ثلاثة لاعبين مختلفين تماما ويلعبون لثلاثة أندية مختلفة، لكنهم وضعوا معيارا جديدا للتألق في الدوري الأميركي.
في الواقع، أصبح إبراهيموفيتش ومارتينيز وفيلا هم النجوم الأبرز للدوري الأميركي الممتاز على مدى العامين الماضيين. وقد ساعد تألقهم في زيادة بيع تذاكر حضور المباريات وقمصان اللاعبين، لكن هذا يجعلنا نطرح عددا من التساؤلات، من بينها: هل أصبح من السهل الآن تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي بالمقارنة بما كان عليه الأمر سابقا؟ وهل كان ذلك عاملاً حاسماً في نجاحهم بهذا الشكل؟
وقد شهدت المواسم الأخيرة ارتفاع معدل تسجيل الأهداف في كل مباراة؛ حيث وصل معدل الأهداف في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى 3.19 هدف، مقارنة بـ2.97 هدف في الموسم السابق، و2.81 هدف في الموسم الأسبق. ولم يصل معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة منذ موسم 2002 إلى ثلاثة أهداف إلا خلال الموسم الماضي. وخلال الموسم الحالي، وصل معدل تسجيل الأهداف إلى 3.1 هدف في المباراة.
وبالطبع، شهد الدوري الأميركي الممتاز الكثير من الهدافين الرائعين من قبل، فقد حافظ روي لاسيتير على الرقم القياسي لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بـ27 هدفا، وظل هذا الرقم صامدا لمدة 16 عاما، قبل أن يعادله كريس وندولوفسكي في موسم 2012 مع نادي سان خوسيه إيرثكويكس. وسجل اللاعب ستيرن جون أيضاً 26 هدفاً في موسم 1998 مع نادي كولومبوس كرو، كما سجل مامادو ديالو نفس العدد من الأهداف مع نادي تامبا بأي موتيني عام 2000.
لكن أكثر خمسة مواسم غزارة في الأهداف في تاريخ الدوري الأميركي الممتاز كان من بينها أربعة مواسم خلال السنوات السبع الأخيرة. وإذا استمرت الأمور تسير بهذه الطريقة، فمن المحتمل أن ينجح فيلا في كسر الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب في موسم واحد، بعد 12 شهرا فقط من رفع مارتينيز لهذا العدد من الأهداف إلى 21 هدفا في موسم 2018، ولا يحتاج مهاجم لوس أنجليس إلا لإحراز خمسة أهداف فقط لكسر هذا الرقم وتسجيل رقم قياسي جديد في تاريخ المسابقة.
ولم يسبق لفيلا أن وصل لهذه الأرقام المثيرة للإعجاب من قبل. وقد قضى المهاجم المكسيكي خمس سنوات ناجحة مع نادي ريال سوسييداد الإسباني، لكن معدل تسجيله للأهداف آنذاك لم يتعد هدفا في كل ثلاث مباريات! وخلال الموسم الحالي، سجل فيلا حتى الآن 27 هدفاً في 26 مباراة، بمعدل يتجاوز هدفا في كل مباراة!
ويرى البعض أن الهشاشة الدفاعية لأندية الدوري الأميركي الممتاز هي التي جعلت فيلا يسجل هذا العدد الكبير من الأهداف. وبالمثل، كان معدل الأهداف التي أحرزها مارتينيز أقل كثيرا خلال الفترة التي قضاها في أوروبا – فلم يسجل سوى سبعة أهداف فقط خلال ثلاث سنوات لعبها مع نادي تورينو الإيطالي!
ولم يكن النجاح الكبير الذي حققه إبراهيموفيتش مفاجئا، بالنظر إلى الإنجازات الرائعة التي حققها العملاق السويدي مع جميع الأندية التي لعب لها قبل انضمامه إلى لوس أنجليس غالاكسي الصيف الماضي. وفي الواقع، كان معدل تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز بالنسبة لإبراهيموفيتش (والذي يصل إلى 0.9 هدف في المباراة الواحدة)، قريبا للغاية من معدل تسجيله للأهداف مع ميلان الإيطالي (0.875 هدف في المباراة)، ومعدل تسجيل أهدافه مع باريس سان جيرمان (0.92 هدف في المباراة). لكن مع وصول سن اللاعب إلى 37 عاما، ربما كان من المتوقع أن يقل معدل تسجيل أهدافه.
ويرى البعض أن ارتفاع معدل تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز يعود إلى زيادة فرق المسابقة خلال المواسم الأخيرة، فقد استقبل نادي إف سي سينسيناتي، على سبيل المثال، 72 هدفا في 29 مباراة فقط حتى الآن خلال الموسم الجاري، ليصبح الفريق على بُعد هدفين فقط من معادلة الرقم القياسي لأكثر الفرق استقبالا للأهداف في تاريخ المسابقة والمسجل باسم أورلاندو سيتي. وقبل موسمين، اهتزت شباك مينيسوتا يونايتد 70 مرة في أول موسم للفريق في الدوري الأميركي الممتاز.
ومن الناحية التاريخية، هناك علاقة مباشرة بين زيادة عدد فرق المسابقة وارتفاع معدل الأهداف. ففي عام 1998، على سبيل المثال، انضم شيكاغو فاير وميامي فوشن إلى المسابقة، وارتفع معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة إلى 3.26 هدف في ذلك الموسم، قبل أن يصل إلى 3.65 هدف في المباراة - وهو رقم قياسي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.
في الواقع، تميزت الأيام الأولى لانطلاق الدوري الأميركي الممتاز بغزارة الأهداف، ولم ينخفض معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة خلال المواسم السبعة الأولى للمسابقة إلى أقل من ثلاثة أهداف إلا مرة واحدة، وكان ذلك في موسم 1999 عندما وصل معدل تسجيل الأهداف إلى 2.86 هدف في المباراة.
كما أن وضع حد أقصى لرواتب اللاعبين والسماح لكي ناد بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين فقط برواتب أعلى من الحد الأقصى، جعل الأندية تضع أولوية للتعاقد مع المهاجمين المميزين. لكن رفع سقف الرواتب أو زيادة عدد اللاعبين المسموح بالتعاقد معهم برواتب أعلى من الحد المسموح به من شأنه أن يجعل الأندية تسعى لخلق حالة من التوازن بين المهاجمين والمدافعين في الفريق من خلال التعاقد مع مدافعين جيدين برواتب كبيرة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الحالة الدفاعية على مستوى المسابقة ككل في نهاية المطاف. وحتى ذلك الحين، سيظل معدل تسجيل الأهداف مرتفعا، وسيرتفع بصورة أكبر بعد انضمام إنتر ميامي، وناشفيل، وأوستن إف سي إلى المسابقة خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
قد يكون من السهل الآن تسجيل الأهداف في الدوري الأميركي الممتاز عما كان عليه الأمر قبل بضع سنوات، سواء كان ذلك ناتجاً عن زيادة الفاعلية الهجومية أو تدني المستوى الدفاعي. وإذا كانت الأهداف هي «العملة الرسمية» لكرة القدم، إن جاز التعبير، فإن هذا يعني أن الدوري الأميركي الممتاز قد أصبح أكثر ثراء في الوقت الحالي.
هل الدوري الأميركي يضم مهاجمين رائعين أم مستوى المدافعين سيئ؟
معدل تسجيل الأهداف في الموسم الحالي بالمسابقة أصبح أعلى من المواسم السابقة
هل الدوري الأميركي يضم مهاجمين رائعين أم مستوى المدافعين سيئ؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة