التأشيرة السياحية تفتح لشعوب العالم آفاق استكشاف حضارة السعودية

المملكة منحت 30 ألف تأشيرة إلكترونية خلال عام ونصف

سائح أجنبي يتناول القهوة العربية في فعاليات شتاء طنطورة الماضي
سائح أجنبي يتناول القهوة العربية في فعاليات شتاء طنطورة الماضي
TT

التأشيرة السياحية تفتح لشعوب العالم آفاق استكشاف حضارة السعودية

سائح أجنبي يتناول القهوة العربية في فعاليات شتاء طنطورة الماضي
سائح أجنبي يتناول القهوة العربية في فعاليات شتاء طنطورة الماضي

شكّل «مهرجان شتاء طنطورة» الذي شهدته محافظة العلا خلال 2018، علامة فارقة في تطور السياحة السعودية، إذ شهدت للمرة الأولى حضور سياح من خارج السعودية بتأشيرة سياحية إلكترونية.
وحتى موسم جدة الماضي وصلت عدد التأشيرات السياحية الإلكترونية إلى أكثر من 30 ألف تأشيرة، أسهمت في استقطاب نوعية جديدة من السياح الذين يستمتعون بالفعاليات السياحية خلال فترة المواسم والمهرجانات ويعودون إلى بلادهم بعد أن تكوّنت لديهم صورة ذهنية عن واقع المملكة وحضارتها.
ويشكل موسم الرياض الذي ينطلق الشهر المقبل مناسبة لتعريف الناس من مختلف دول العالم بمعالم الرياض وتراثها وتطورها الحضاري عبر 66 فعالية ثقافية وترفيهية.
وتجري الاستعدادات لاستقبال زوار موسم الرياض من الخارج على قدم وساق، إذ يبدأ التقديم على التأشيرة السياحية لحضور الفعاليات في 27 سبتمبر (أيلول) الجاري، وستكون متاحة لنحو 51 دولة حول العالم برسوم تصل إلى (117 دولاراً) شاملة التأمين الطبي، على أن تكون مدة التأشيرة 90 يوماً، مع إمكانية استخراجها عن طريق منصة التأشيرات في موقع وزارة الخارجية السعودية، أو أجهزة الخدمة الذاتية في صالات القدوم بمطارات المملكة، أو عن طريق مكتب الجوازات التي جُهّزت أخيراً في المطار.
وذكرت إيمان المطيري مسؤولة تسويق الوجهات السياحية في الهيئة الملكية بالعلا لـ«الشرق الأوسط»، أنّ للأفراد دورا أساسيا في دعم وتعزيز السياحة، مشيرة إلى أنّ تواجد السائح يسهم بشكل كبير في استدامة الأنشطة السياحية ونجاحها من خلال عكس الصورة الحضارية للمجتمع السعودي المضياف.
وأضافت المطيري: «تسوّق الجهات ذات العلاقة لقطاع السياحة مستفيدة مما تزخر به السعودية من ثقافة ثرية وحضارة عريقة وإنجازاتٍ باهرة نرغب في أن يطّلع عليها العالم، ويأتي ذلك بالتزامن مع سلسلة من الإجراءات والقرارات الهادفة لتعزيز وتحفيز مشاركة القطاع الخاص ودعم دوره في التنمية الشاملة بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص، وما نشهده اليوم من تعاون واتحاد للرؤى بين القطاعين العام والخاص ثمرة لهذه القرارات التي تهدف إلى تسويق ما تضمه المملكة وتقديمه إلى العالم».
ويتفق معها الدكتور عبيد العبدلي عضو مجلس الشورى السابق المتخصص في التسويق، الذي أكّد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أهمية الاستراتيجيات التسويقية لخدمة الصورة الذهنية عن الوطن، مشيداً بتنافس الجهات الحكومية هذا المجال. وقال: إنّ «هذا أحد المؤشرات الإيجابية لارتفاع الوعي بأهمية التسويق»، لافتاً إلى أنّ الدُّول الـ51 التي فتحت تأشيرات ستتبعها دول أخرى في المرحلة المقبلة.
وتطرق العبدلي إلى أنّ السعودية تستهدف 100 مليون سائح حتى 2030. مع اعتبار أنّ المواطن شريك أساسي في هذا المشروع الكبير الذي سيوفر الكثير من الفرص الوظيفية إضافة إلى إبراز الصورة الحقيقية للمملكة وحضارتها وتراثها.
وكان «مهرجان شتاء طنطورة» قد شهد حضور أكثر من 20 ألف زائر من 72 دولة حول العالم عبر تأشيرات إلكترونية، تبعه حدث «فورميلا إي» الذي أقيم في الدرعية شمال غربي الرياض ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحضور أكثر من ألف سائح من 80 دولة، انتهاءً بموسم جدة بنسخته الأولى الذي شهد إصدار 7 آلاف تأشيرة سياحية.


مقالات ذات صلة

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

الاقتصاد بلغ عدد الغرف الفندقية المتوفرة في دبي بنهاية نوفمبر 153.3 ألف غرفة ضمن 828 منشأة (وام)

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

قالت دبي إنها استقبلت 16.79 مليون سائح دولي خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بزيادة بلغت 9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
سفر وسياحة كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء

جوسلين إيليا (مونتي كارلو)
يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».