«اللوفر أبوظبي» يفتتح معرضاً لكبار فناني القرن العشرين

تحت عنوان «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)»

من معرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)» في متحف اللوفر أبوظبي (تصوير: إسماعيل نور)
من معرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)» في متحف اللوفر أبوظبي (تصوير: إسماعيل نور)
TT

«اللوفر أبوظبي» يفتتح معرضاً لكبار فناني القرن العشرين

من معرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)» في متحف اللوفر أبوظبي (تصوير: إسماعيل نور)
من معرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)» في متحف اللوفر أبوظبي (تصوير: إسماعيل نور)

أطلق متحف اللوفر أبوظبي معرضه الأول في موسمه الثّقافي الجديد «مجتمعات متغيّرة» تحت عنوان «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)». يفتح المعرض أبوابه أمام الزوار غداً، وهو يقدّم أعمالاً فنية لأبرز الفنانين الطليعيين من القرن العشرين مثل بابلو بيكاسو، ومارك شاغال، وأميديو موديلياني، وخوان غريس، وشايم سوتين، وقسطنطين برانكوزي، وتمارا دوليمبيكا وآخرين. يُذكر أنّ هذا المعرض هو الأول من نوعه في الإمارات العربية المتحدة، ويجمع 85 عملاً فنيّاً للفنانين الطليعيين من القرن العشرين.
المعرض من تنظيم متحف اللوفر أبوظبي بالتعاون مع «مركز بومبيدو» ووكالة متاحف فرنسا، وهو يبيّن مدى إسهام الفنانين الذين هاجروا إلى فرنسا في مطلع القرن العشرين في رسم المشهد الثّقافي في العاصمة الفرنسية في ذلك الوقت. وهو يضمّ مجموعة من اللوحات والمنحوتات، بما فيها لوحة «غوستاف كوكيو» لبيكاسو (1901)، و«صورة شخصية لديدي» لأماديو موديلياني (1918)، و«الأب» لمارك شاغال (1911)، و«فتاة بثوب أخضر» لتمارا دوليمبيكا (1927 - 30). وستتيح هذه الأعمال للزوار الاطّلاع على حياة هؤلاء الفنانين ومسيرتهم الفنية في باريس من خلال إعادة تصوير المشهد الاجتماعي والثّقافي الذي كان سائداً آنذاك.
ويسلّط المعرض الضوء على الأجواء الباريسية التي كانت سائدة في القرن العشرين، حين شهدت العاصمة الفرنسية نهضة فنيّة استثنائية، نظراً إلى تدفّق الفنانين من رسامين ونحاتين ومصورين إليها من مختلف أنحاء أوروبا وآسيا وأميركا، مع الإشارة إلى أنّ هذه المجموعة من الفنانين شملت عدّة نساء. فبعد أن أُجبروا على مغادرة بلادهم بسبب الملاحقات السياسية والدينية، أو نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصّعبة، بحثوا عن حرية التعبير عن فنهم وعن بيئة تتيح لهم تبادل الأفكار المبتكرة. بالتالي، فإن النظام الليبرالي الفرنسي في ظل الجمهورية الثالثة، الذي شجّع على الانفتاح والتسامح الفكري، قد مهد الطريق للعديد من هؤلاء الفنانين الأجانب.
ويتتبّع المعرض نشأة العديد من الحركات الفنيّة التي باتت اليوم تُعرف بأبرز الحركات التي حدّدت معالم الفن الحديث. حين كانت «الوحشية» من أول الحركات التي ظهرت في هذا الإطار، والتي يكتشفها الزائر من خلال أعمال عدّة منها «درجات الأصفر» لفرانتيشيك كوبكا (1907)، و«نيني الراقصة في ملهى فولي بيرجير» لكيس فان دونغن (1909)، و«فيلومينا» لسونيا ديلوناي (1907). ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ فناني هذه الحركة كانوا منفتحين على المخاطرة الفنية، ويستمدّون إلهامهم من فان غوخ وغوغان، وقد ابتكروا لوحات استخدموا فيها ألواناً مشرقة وحادة. وتشكل لوحة «فتاة نائمة» لسونيا ديلوناي (1907)، خير مثال على أنّ استخدام الضوء والألوان في اللوحة يتعدّى نقل المساحة والبعد فيها إلى نقل المشاعر والأحاسيس.
ويستمر زائر المعرض في تتبّع هذه الحركات الفنيّة فيكتشف «التكعيبية» من خلال أعمال بارزة مثل «الفتاة والطّارة» لبابلو بيكاسو (1919)، و«طبيعة صامتة على كرسي» لخوان غريس (1917). يُذكر أن بابلو بيكاسو ابتكر، بالتعاون مع الفنان الفرنسي جورج براك، مبدأ التكعيبية، مستمداً الإلهام من أعمال بول سيزان ومن المنحوتات الأفريقية. وتوضح أعمال بيكاسو الفنيّة المعروضة، مثل «امرأة جالسة على كرسي» (1910)، سعيه إلى عدم إيضاح الخطوط التي ترسم معالم الشّخص في إطار تجريدي.
وخلال رحلته في المعرض، يطّلع الزائر على مختلف المناطق الفرنسية التي شكّلت مركزاً للفنانين، ومنها حي مونمارتر، وحي مونبارناس الذي شكّل مركزاً بوهيمياً ونقطة التقاء للفنانين والكتّاب والشّعراء. ويبيّن المعرض هذا التبادل الثّقافي من خلال أعمال مثل «ألفريد فليشتايم بزي مصارع الثيران» لجول باسكين (1925)، و«من أجل روسيا والحمير والآخرين» لمارك شاغال (1911).
ولا يغيب فن التصوير الفوتوغرافي عن معرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)»، إذ يشمل أعمالاً بارزة مثل «واجهات المحلات» لفلورانس هنري (1930) و«جسر نوف في الليل» لبراسّاي (1932). ففيما لجأ العديد من المصوّرين الأوروبيين والأميركيين إلى فرنسا لأسباب سياسية أو بحثاً عن ظروف اقتصادية أفضل من تلك التي عانت منها بلادهم، طوّر مصوّرون مثل أندريه كيرتيس وإيلسِه بينغ نوعاً جديداً من الحداثة في التصوير، وهو يبرز في المعرض عبر أعمال مثل «ظل برج إيفل» لأندريه كيرتيس (1929).
وسيتمكن زوار المعرض من الاطّلاع على تطوّر المشهد الفني في باريس خلال تلك الحقبة، من خلال مجموعة من الأدوات التفاعلية تُبيّن إحداها رحلة الفنانين من مواطنهم إلى باريس، فيما تتيح أخرى للزائر الاطّلاع على كيفية استخدام الفنانين للألوان، ليستكمل تجربته داخل مساحة تُعيد تشكيل استديو الفنان قسطنطين برانكوزي لتسلط الضوء على البيئة التي عمل في إطارها وعلى علاقته بالأشخاص الذين رسمهم وبتلاميذه.
لا بد من الإشارة إلى أن المعرض سيترافق مع برنامج ثقافي يشمل مجموعة من الفعاليات التي عملت على تنسيقها روث ماكنزي، الحائزة رتبة الإمبراطورية البريطانية، والمديرة الفنية لمسرح شاتليه في باريس والمديرة الفنية السابقة لمهرجان هولندا ومهرجان لندن للعام 2012 (البرنامج الثقافي الرسمي لألعاب لندن الأولمبية للعام 2012). إذ سيتمكن الزوار، قبيل افتتاح المعرض، من الاطلاع على لمحة سريعة عنه من خلال حوار خاص مع منسق المعرض في 17 سبتمبر (أيلول). وفي الفترة الممتدة من 18 إلى 21 سبتمبر، سيلتقي زوار المعرض بـآلات حيّة تجوب أرجاء المكان مستوحاة من «استعراض» بيكاسو وجان كوكتو وإريك ساتي. كما سيستمتعون برقصات مصممة الرقص الشهيرة إليزابيث ستريب وفرقتها «إكستريم أكشن تروب» التي تجمع ما بين الحركات البهلوانية وفنون السيرك والرقص المعاصر في عرضين على آلات عملاقة بعنوان «دوران» و«تأرجُح».
وفي إطار نشاطات المتحف العائلية، ستركز فعالية عطلة نهاية الأسبوع العائلية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) المُقامة يومي 25 و26 أكتوبر على المعرض من خلال نشاطات مستوحاة من الأعمال الفنية المعروضة، ليتمكن جميع أفراد العائلة من اكتشاف أسلوب الفنانين المعاصرين باستعمال الألوان والأشكال في الرسومات، وتعرّف إلى الحركات الفنية المختلفة التي ظهرت في باريس في خلال القرن العشرين.
وتتضمن الفعاليات المرافقة لمعرض «لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900 - 1939)» حفلة موسيقى إلكترونية مصحوبة بعروض مرئية مستوحاة من الفن التكعيبي، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) من الساعة العاشرة مساءً وحتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ويقدّم العروض أمون توبين (فرقة تو فينغرز)، و«موليكول لايف»، وفرقة «بوغي بوكس» التي تضم الفنانين حسن علوان وتريستن غيرو. وستترافق العروض الموسيقية المتميّزة مع عروض ضوئية على قبة المتحف الرائعة، مستوحاة من الفن التكعيبي. يُذكر أن هذه الحفلة الموسيقية تُقام بالتعاون مع المعهد الفرنسي، القسم الثقافي في السفارة الفرنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».