الإبداع السويدي يصل إلى بريطانيا

«أوريجن سويدن» تتبنى فنانين يحولون الحجر البركاني إلى قطع فنية

حاويات للملح والبهار من الحجر البركاني

المعروف عن السويد أنها تضم عددا كبيرا من الفنانين المبدعين في حقل الابتكار والتصميم، لا سيما في مجال تصميم الأدوات والأثاث المنزلي بطريقة عصرية وبتقنية عالية، واليوم تجتمع نخبة من الفنانين السويديين تحت لواء شركة «أوريجن سويدن» التي تطمح إلى تعريف العالم بهؤلاء المبدعين الذين يتفنون في تحويل الحجر البركاني المعروف باسم «دايابايس» Diabase المتوفر في مناجم منطقة «دوفولت» في السويد.
وتقول جسيكا بيرسون مؤسسة شركة «أوريجن سويدن» في مقابلة مع «الشرق الأوسط» إن هدفها هو نشر إبداع المصممين الذين تعمل معهم وتعريف العالم على تصميماتهم الفريدة التي تعتمد على البساطة والعملية والتفرد، وشرحت جسيكا وهي تشير بيدها إلى قطعة من الحجر الأسود كيفية تحويل هؤلاء المصممين الحجر البركاني الذي يندر وجوده وهو ناتج عن انفجارات بركانية وصلت إلى سطح الأرض، وقام المصممون بعملية إبداعية وغير سهلة لتحويل الحجر «دايابايس» إلى قطع فنية.
جسيكا سويدية الجنسية ولكنها عاشت خارج بلدها لفترة طويلة، درست في مجال التسويق وعملت في دبي، ولطالما أرادت تعريف العالم على ابتكارات المصممين الجدد في بلدها، وبأسلوب ملؤه الحماس قدمت لنا شرحا عن قصتها التي بدأت عن طريق الصدفة بعدما زارت «دوفولت»، تلك المنطقة النائية في السويد، وتعرفت على بعض من مصمميها الذين لم يسمع عنهم أحد خارج حدود البلاد، وبعدما رأت القطع الفنية قررت تأسيس شركتها وبيع القطع من خلال موقعها الإلكتروني: www.origin/sweden.com.
ومن القطع اللافتة كرسي يزن مائة كيلوغرام، مصمم بطريقة فريدة ويتميز بشفرات من الخشب مع قاعدة من الحجر الأسود، لأول وهلة يخيل إليك أن الكرسي غير مريح، ولكن سرعان ما تغير رأيك بعد تجربته، وتشرح جسيكا أن السبب يعود لكيفية تصميمه، حيث قام المصمم بالنوم على الثلج في يوم من أيام السويد المثلجة الكثيرة، وصمم الكرسي على شكل جسده الذي حفر في الثلج، وكانت النتيجة راحة تامة؛ لأن الكرسي يتبع تضاريس الجسم ويتناغم معها، وفي الوقت نفسه يعد قطعة فنية يكفي النظر إليها والتمتع بروعتها، حيث تبدو كأنها تسبح في الهواء.
ومن القطع المميزة الأخرى، حاويات للملح والبهار محفورة بالحجر ويوضع بها أنابيب من الزجاج، بالإضافة إلى سلال من الخشب والحجر، التصميمات كثيرة ولكن لكل منها هوية مختلفة وشخصية فريدة.
وأضافت بيرسون أن المصممين في السويد لا يدركون مدى إبداعهم؛ لذا أرادت وضع ابتكاراتهم في متناول أصحاب الذوق الرفيع.
أول مصممين انضموا إلى «أوريجين سويدن» كانوا من شركة «كولارو» Kullaro للتصميم، وتعد قطعهم من أكثر القطع المطلوبة في بريطانيا، وجرى تصميم الكثير من القطع للعائلة المالكة، وبعدها انضم المصممون من شركة «بيوك» Piukk المتخصصة في تصميم القباقيب الخشبية مع الجلد الطبيعي، وتعد العارضة كيت موس من المشجعين لهذه التصميمات، ومن المصممين اللامعين الذين تتعامل معهم بيرسون، ليندا سفينسون ادفنت والمصمم زلامب المتخصص في ابتكار أروع أشكال الإنارة والحاصل على جائزة دولية في الإبداع، وتينا لوندغرين الحاصلة على جوائز عالمية في مجال التصميم.
ويستغرق تصميم كل قطعة وتنفيذها عدة أسابيع، لأنه يجب الحصول على الحجر والقيام بنحته بواسطة الإزميل من دون تدخل الماكينات، وبعدها يدخل خشب السنديان بطريقة انسيابية متناغمة.
وختمت بيرسون كلامها بأن التصميم المميز هو عندما تلتقي الرؤية بالشغف وحب المهنة والفن، لذا تسعى إلى ضم أهم الأسماء في عالم التصميم من بلدها السويد إلى قافلة المصممين الذين يبدعون في تقديم الأجمل والأكثر عملية عالميا.