خدمتان مدفوعتان من {يوتيوب} تنطلقان في المنطقة العربية

مسلسلات وأفلام حصرية من دون اتصال بالإنترنت... ومكتبة موسيقية ضخمة لاكتشاف أغانٍ «على ذوق» المستخدم

خدمتان مدفوعتان من {يوتيوب} تنطلقان في المنطقة العربية
TT

خدمتان مدفوعتان من {يوتيوب} تنطلقان في المنطقة العربية

خدمتان مدفوعتان من {يوتيوب} تنطلقان في المنطقة العربية

أطلقت «غوغل» خدمتي «يوتيوب بريميوم» YouTube Premium و«يوتيوب ميوزيك» YouTube Music مساء أمس (الثلاثاء) في مجموعة جديدة من البلدان لتصبح متاحة في السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وعُمان، ولبنان. وتقدم الخدمتان الكثير من عروض الفيديو والمسلسلات الخاصة بـ«يوتيوب بريميوم» ومكتبة موسيقية ضخمة لمحبي الاستماع إليها أثناء التنقل. واختبرت «الشرق الأوسط» الخدمتين قبل إطلاقهما في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.
بداية تُقدم خدمة «يوتيوب بريميوم» عروضاً تلفزيونية وأفلاماً حصرية من تطوير «يوتيوب» اسمها «يوتيوب أوريجينالز» YouTube Originals، والقدرة على الاستمرار بمشاهدة جميع عروض «يوتيوب» العادية حتى لو انتقل المستخدم إلى تطبيق آخر، بالإضافة إلى توفير القدرة على تحميل المحتوى إلى جهاز المستخدم لمشاهدته أثناء التنقل أو عدم وجود اتصال بالإنترنت، إلى جانب عدم عرض أي إعلان في عروض «يوتيوب» العادية. وتشمل هذه الخدمة اشتراكاً بخدمة «يوتيوب ميوزيك» التي تقدم للمستخدم مكتبة ضخمة من الموسيقى العربية والعالمية التي يمكن الاستماع إليها دون أي انقطاع لدى تشغيل تطبيق آخر والاستماع إليها دون إعلانات وتحميلها إلى هاتف المستخدم للاستماع إليها في حال عدم توافر اتصال بالإنترنت أيضاً.
وتقدم خدمة «يوتيوب ميوزيك» التي يمكن استخدامها على شكل تطبيق مستقل يمكن تحميله من متجري التطبيقات «غوغل بلاي» و«آيتونز» على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس» (وحتى على الكومبيوتر الشخصي عبر متصفح الإنترنت من خلال الرابط التالي music.youtube.com) وظائف ذكية إضافية تشمل بحثاً ذكياً عن الأغاني التي يرغب المستخدم في الوصول إليها بأقل عدد ممكن من الكلمات، مع فهم ذوق المستخدم في الموسيقى والأوقات التي يستمع فيها إلى الأنواع المختلفة للموسيقى، وحتى الأماكن واقتراح موسيقى جديدة لاكتشافها والتعرف عليها. الأمر المثير للاهتمام هو أن هذه الأغاني لا تحتوي على أي عروض للفيديو؛ الأمر الذي يعني خفض حجم البيانات المستهلكة للاستماع إليها في حال كان المستخدم مشتركاً بباقة بيانات محدودة مع مزود الإنترنت الخاص به.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع تي جيه فاولر، رئيس منتجات الموسيقى في «يوتيوب»، ووليد دياب، مدير تطوير أعمال شركات التسجيل في شمال أميركا، اللذين قالا بأن مكتبة «غوغل» تحتوي على 70 مليون ملف موسيقي، وعروضاْ حصرية تشمل تصوير مشاهد وراء الكواليس وإعداد العروض الموسيقية للفرق، وغيرها. وأضافا بأنه يمكن الاستماع إلى الأغاني منفصلة، أو كألبومات كاملة للفنانين المفضلين للمستخدم، إلى جانب القدرة على الاستماع إلى قوائم مسبقة الإعداد تشمل أفضل 100 أغنية من التسعينات أو أفضل الأغاني الشعبية من بلد ما، أو تسجيلات الحفلات الحية أو إعادة توزيع للأغاني، أو حتى الموسيقى النادرة التي يصعب الوصول إليها. وترغب «غوغل» في عرض المحتوى بأعلى جودة ممكنة؛ الأمر الذي جعلها تستخدم أفضل التقنيات الصوتية أداءً مقارنة بالخدمات الأخرى المنافسة.
أما سبب إطلاق «غوغل» خدمة «يوتيوب ميوزيك»، فهو أن «يوتيوب» يستهدف المشاهدين وليس المستمعين؛ ولذلك تم تطوير واجهة استخدام مبسطة للمستمعين أثناء التنقل، إلى جانب وجود مكتبة موسيقى عربية غنية في المنطقة. ويمكن اختيار جودة الاستماع إلى الموسيقى وفقاً للرغبة، مع توفير جودة صوتية عالية لمحبي الموسيقى حتى لدى تحميل تلك الملفات إلى هاتف المستخدم للاستماع إليها أثناء السفر أو عدم وجود اتصال بالإنترنت.
وتبلغ قيمة الاشتراك بخدمة «يوتيوب ميوزيك» 20 ريالاً سعودياً (5 دولارات) شهرياً، بينما تبلغ قيمة الاشتراك بخدمة «يوتيوب بريميوم» 24 ريالاً سعودياً (6 دولارات) شهريا، وهي تشمل الاشتراك بخدمة «يوتيوب ميوزيك». وتجدر الإشارة إلى أن مستخدمي أجهزة «سامسونغ غالاكسي» في البلدان التي تتوافر بها الخدمتان سيحصلون على اشتراك مجاني لمدة 4 أشهر بخدمة «يوتيوب بريميوم» التي تشمل الاشتراك بخدمة «يوتيوب ميوزيك». ويمكن لمستخدمي أجهزة Galaxy Note 10 وGalaxy Note 10+ وGalaxy S10 وGalaxy S10+ وGalaxy Tab S6 وGalaxy Tab S5e الحصول على هذا الاشتراك، بينما سيحصل مستخدمو هواتف «سامسونغ» الأخرى على اشتراك مجاني لمدة شهرين، مع ضرورة تفعيل اشتراكهم المجاني قبل نهاية شهر مارس (آذار) 2020.


مقالات ذات صلة

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

«ليس سهلاً نطقه»... روسيا تغرّم «غوغل» رقماً أكبر من إجمالي الناتج المحلي العالمي

فرضت محكمة روسية غرامة قدرها 2 سيزليون روبل على شركة «غوغل»، بسبب رفضها دفع غرامات سابقة لحجبها قنوات الإعلام الحكومية الروسية على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا رفعت «يوتيوب» أسعار «بريميوم» في أكثر من 15 دولة بما في ذلك السعودية (د.ب.أ)

معضلة «يوتيوب» تواجه المستخدمين... ارتفاع الأسعار أم الإعلانات غير اللائقة

وصل سعر الاشتراك الفردي إلى 26.99 ريال سعودي شهرياً، بينما ارتفع الاشتراك العائلي إلى 49.99 ريال.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا شعار موقع «يوتيوب» (رويترز)

«يوتيوب» يقيد عرض مقاطع الفيديو الخاصة بالوزن واللياقة البدنية للمراهقين

سيتوقف موقع «يوتيوب» عن ترشيح وعرض مقاطع الفيديو للمراهقين تمجد مستويات لياقة بدنية معينة أو تتعلق بأوزان الجسم أو السمات الجسدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».