لا للبرغر والمشروبات الغازية... شعارات تعكس خوفاً من تغير المناخ

كلما ازدادت السوق ثراءً زاد التركيز على حماية البيئة

خطوات صغيرة لخفض الإنفاق على اللحوم والمشروبات
خطوات صغيرة لخفض الإنفاق على اللحوم والمشروبات
TT

لا للبرغر والمشروبات الغازية... شعارات تعكس خوفاً من تغير المناخ

خطوات صغيرة لخفض الإنفاق على اللحوم والمشروبات
خطوات صغيرة لخفض الإنفاق على اللحوم والمشروبات

يحد المستهلكون القلقون على البيئة من إنفاقهم على اللحوم والمشروبات الغازية ويحاولون خفض النفايات البلاستيكية، وأن هذا الاتجاه سيتسارع مع تنامي المخاوف من تغير المناخ.
وعبر نحو ثلث المشاركين في مسح عالمي شمل 24 دولة في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا عن قلقهم على البيئة، كما تحدث نصف هؤلاء عن اتخاذهم خطوات للحد من تأثيرهم على البيئة.
وقالت شركة كانتار لتحليل البيانات في تقرير عن المسح: «نشهد بالفعل خطوات صغيرة لخفض الإنفاق على اللحوم والمشروبات المعبأة في زجاجات وسلع مثل المناديل المبللة»، حسب «رويترز».
وأضافت: «كلما ازدادت السوق ثراءً زاد التركيز على حماية البيئة والحد من البلاستيك. وفي المستقبل، يمكننا توقع زيادة عدد المتسوقين المهتمين بالحفاظ على البيئة في دول يتنامى فيها الناتج المحلي الإجمالي». وشارك في المسح أكثر من 65 ألف شخص، وأظهر أن المستهلكين في غرب أوروبا هم أكثر من يسعون لتقليص تأثير البشر على البيئة، في حين لا يأبه معظم سكان آسيا وأميركا اللاتينية بالقضية أو يولونها اهتماماً محدوداً.
وكانت تشيلي الاستثناء الوحيد في أميركا اللاتينية والدولة التي يوجد بها أكبر عدد من المستهلكين المهتمين بقضايا البيئة على مستوى العالم، حيث عبرت نسبة 37 في المائة من المشاركين في المسح من تشيلي عن تحركهم لإحداث فارق.
وتوقعت «كانتار» أن مبيعات اللحوم الحية في بريطانيا قد تنخفض بما يصل إلى 4 في المائة خلال العامين المقبلين، إذا استمر انتشار الوعي بقضايا البيئة. وقالت: «تشير دراستنا إلى وجود طلب شديد على المنتجات الصديقة للبيئة التي تباع بأسعار تنافسية وتتوفر بسهولة».
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي، إن استهلاك اللحوم في العالم ينبغي أن ينخفض للحد من الاحتباس الحراري العالمي، وإن الأطعمة النباتية يمكن أن تسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وذكرت كانتار أن 48 في المائة من المتسوقين يرون أنه ينبغي على شركات السلع الاستهلاكية بذل مزيد من الجهود لخفض النفايات البلاستيكية.
وأشارت إلى أن عشرات الشركات، ومن بينها «نستله» و«كوكاكولا» و«يونيليفر» و«وول مارت» و«كارفور»، وقعت تعهداً بتعبئة السلع في أكياس يمكن إعادة استخدامها وتدويرها، أو أن تكون قابلة للتحلل وذلك بحلول عام 2025.


مقالات ذات صلة

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».