«دبي للثقافة» تفتح أبواب التسجيل في مهرجان «سكة 2020»

تستقبل طلبات الفنانين الناشئين في دول الخليج العربي

تتيح الدورة العاشرة من مهرجان «سكة» الفرصة للفنون بجميع أنواعها وللفنانين والموهوبين في المجالات كافة (الشرق الأوسط)
تتيح الدورة العاشرة من مهرجان «سكة» الفرصة للفنون بجميع أنواعها وللفنانين والموهوبين في المجالات كافة (الشرق الأوسط)
TT

«دبي للثقافة» تفتح أبواب التسجيل في مهرجان «سكة 2020»

تتيح الدورة العاشرة من مهرجان «سكة» الفرصة للفنون بجميع أنواعها وللفنانين والموهوبين في المجالات كافة (الشرق الأوسط)
تتيح الدورة العاشرة من مهرجان «سكة» الفرصة للفنون بجميع أنواعها وللفنانين والموهوبين في المجالات كافة (الشرق الأوسط)

أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي عن فتح أبواب التسجيل في الدورة العاشرة من مهرجان «سكة» الفني في الفترة من 8 سبتمبر (أيلول) الحالي حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك للفنانين الناشئين المواطنين والمقيمين في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
ويقام مهرجان «سكة» الفني تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة «دبي للثقافة»، وينطلق في الفترة من 19 مارس (آذار) حتى 29 من الشهر نفسه في العام المقبل 2020، ضمن فعاليات موسم دبي الفني في نسخته السابعة.
وتتيح هذه الدورة الفرصة للفنون بجميع أنواعها، وللفنانين والموهوبين في جميع مجالات الفنون الأدائية والاستعراضية والغنائية للمشاركة، كما تركز - ولأول مرة - على الفنون الرقمية، حيث اقتصرت العام الماضي على الفنون البصرية، وتقديمها بالأسلوب التقليدي الشائع.
ودعا وليد أحمد، مدير مشروع موسم دبي الفني ومهرجان «سكة» الفني في «دبي للثقافة»، الفنانين كافة للمشاركة في «سكة 2020»، لافتاً إلى أنها ستكون دورة مختلفة، وقال: «نكمل نجاحات الدورات السابقة بدورة أكثر تميزاً وإلهاماً، حيث نتيح المجال للمبدعين في مختلف المجالات للتعبير عن شغفهم، والتواصل مع الجمهور من أنحاء العالم كافة، من خلال ما يقدمونه من إبداعات، لنحتفي معاً بالمواهب الحقيقية، وندعم حضورها في إمارة دبي التي تولي اهتماماً خاصاً بالمواهب وأصحابها، وتعزز تنافسيتها من خلال دعمهم وتحفيزهم».
وأشار وليد أحمد إلى أن «سكة 2020» نجح في أن يكون «وجهة إقليمية للإبداع خلال موسم دبي الفني، لا سيما أنه يستقطب الفنانين الناشئين، وعشاق الثقافة والفنون من جميع أنحاء الدولة والمنطقة»، وقال: «يحظى أصحاب المواهب بمكانة رفيعة في دبي، وفي (دبي للثقافة) نضع الاحتفاء بالمواهب في قائمة أولوياتنا، تماشياً مع المبادئ الثمانية لإمارة دبي، حيث نسعى من خلال مهرجان (سكة) الفني لترسيخ مكانة دبي كوجهة للإبداع والمبدعين، ومنصة لرعاية المواهب، مما يعزز مكانتها كمدينة حاضنة للفنون والإبداع والابتكار».
وأضاف: «كلنا ثقة أن نسخة 2020 من مهرجان (سكة) الفني ستكون انطلاقة فنية متميزة للكثيرين، وسنكمل مشوارنا في اكتشاف المواهب الرائعة، لنوصل رسائل المحبة والتناغم والتآلف المنبثِقة من ثنايا إبداعاتهم إلى العالم».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».