الاقتصاد السوداني ينكمش 2.1 % في الربع الثاني

TT

الاقتصاد السوداني ينكمش 2.1 % في الربع الثاني

كشف تقرير أداء وزارة المالية والاقتصاد الوطني للربع الثاني من العام 2019، عن عجز في الموازنة بلغ 16 مليار جنيه سوداني (355 مليون دولار)، بإيرادات قدرها 61.8 مليار جنيه (1.37 مليار دولار)، ومنصرفات 77.8 مليار جنيه (1.37 مليار دولار)، وتراجع معدل النمو إلى سالب 2.1 في المائة. وقال وكيل وزارة المالية عبد المنعم الطيب لـ«الشرق الأوسط» إن موازنة العام 2019 واجهت تحديات أبرزها ضعف الإيرادات، وعدم توفر السلع الاستراتيجية وكيفية الإيفاء بتعويضات العاملين (الرواتب).
وأوضح أن المنصرفات البالغة 77.8 مليار جنيه خصصت للسلع الاستراتيجية، وتوفير النقد لدفع المرتبات، لمواجهة أزمة السيولة التي تجتاح البلاد منذ أكثر من عام.
واستهدفت موازنة سنة 2019 تحقيق نسبة نمو بنهاية العام الحالي في حدود 5.3 في المائة، إلاّ أن تقرير «آفاق الاقتصاد العربي» الصادر عن صندوق النقد العربي، أكد تراجع النسبة في أبريل (نيسان) الماضي سلباً إلى 2.1 في المائة، رغم ترشيح السودان من قبل عدة مؤسسات بأن يبلغ نمواً يصل إلى 5 في المائة خلال هذا العام.
وتوقع البنك الدولي في تقرير سابق أبريل الماضي، ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي في السودان 2019 إلى معدل 3.1 في المائة، ليتسق مع توقعات ارتفاع النمو الاقتصادي في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بذات القدر. وقال البنك في تقرير (الآفاق الاقتصادية العالمية) لشهر يونيو (حزيران) الماضي، إن النمو المحلي الإجمالي في البلاد سيوالي الارتفاع العامين المقبلين، بمعدل يبلغ 2.6 في المائة للعام 2018 إلى 3.1 في المائة للعام 2019. إلى 3.5 في المائة العام 2020.
لكن البيانات الأخيرة لصندوق النقد العربي أشارت إلى أن نموّ الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد السودان انكمش إلى سالب 2.1 في المائة عام 2018، وتفاقم إلى سالب 2.3 في المائة للعام الجاري 2019. مع توقعات بأن يسجل بعض التحسّن ضمن دائرة الانكماش بنسبة سالب 1.3 في المائة في 2020.
وارتفع التضخم في السودان مسجلاً نسبة 52.59 في المائة في شهر يوليو (تموز)، مقارنة بنسبة 47.78 في المائة عن يونيو (حزيران)، و44.95 في المائة لشهر مايو (أيار) الماضيين.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة المغتربين محمد الناير لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الاقتصاد السوداني واجه خلال العقود الثلاثة الأخيرة مجموعة من التحديات، أثرت على مقومات نموه، وعلى التوازنات الاقتصادية الكلية.
وبحسب أستاذ الاقتصاد في جامعة أم درمان الإسلامية الفاتح عثمان، فإن أوضاع الاقتصاد السوداني أدت في مجملها لارتفاع كبير في معدلات التضخم، وإلى تراجع ملموس في قيمة العملة المحلية، وخلق صعوبات كبيرة في إدارة السياسات الاقتصادية الكلية في الأجلين القصير والمتوسط.
وذكر تقرير صادر عن بنك السودان المركزي في 30 يونيو أن نسبة عرض النقود ارتفعت من 203.368 مليار جنيه سوداني في 2018، إلى 571.208 مليار جنيه في النصف الأول من 2019، بزيادة بلغت 78 في المائة.



محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أيَّد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي التحرك «تدريجياً» نحو خفض أسعار الفائدة، في ظل النمو الاقتصادي الأميركي الأقوى من المتوقع، وتلاشي المخاوف بشأن صحة سوق العمل، وفقاً لمحضر اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني).

ويشير محضر الاجتماع إلى أن مسؤولي البنك المركزي الأميركي لم يعودوا يرون حاجة ملحة للوصول بسرعة إلى مستوى أسعار «محايدة» لا يعوق النمو، بعد خفض كبير بنحو نصف نقطة في سبتمبر (أيلول).

وفي اجتماع نوفمبر، خفَّضت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى نطاق 4.5- 4.75 في المائة، وهو الخفض الثاني.

ويجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، وهو اجتماعه الأخير قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يمضي البنك المركزي قدماً بخفض آخر بنحو ربع نقطة، على الرغم من أن المسؤولين يراقبون البيانات الواردة من كثب.

وقال رئيس البنك، جيروم بأول، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الاقتصاد الأميركي القوي يعني أن البنك المركزي لا يحتاج إلى «التسرع» في خفض أسعار الفائدة.

ولا يزال التضخم -على الرغم من انخفاضه الحاد عن ذروته في عام 2022- أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وأشار مسؤولو البنك المركزي إلى أن التضخم كان يتراجع، وفقاً للمحضر؛ لكن البعض حذَّر من أنه قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، نظراً للقوة الأساسية للاقتصاد، واحتمال أن تؤدي المخاطر الجيوسياسية وانقطاعات سلسلة التوريد إلى إبطاء الانخفاض.

وأظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك ارتفاع التضخم إلى 2.6 في المائة، بعد زيادة بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري.

واتخذ المسؤولون أيضاً موقفاً أكثر تفاؤلاً مما كان عليه في اجتماعهم السابق بشأن آفاق سوق العمل، قائلين إنه «لا توجد علامة» على التدهور السريع.

ومع ذلك، فإن التوقف المؤقت في خفض أسعار الفائدة سيكون مبرراً «إذا ظل التضخم مرتفعاً»، كما أشار المحضر، وهو ما يعكس وجهة نظر توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، وعضو التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لهذا العام، لصحيفة «فايننشيال تايمز» في مقابلة الأسبوع الماضي. وقال: «إذا كان التضخم يظل أعلى من هدفنا، فهذا يجعل من الضروري توخي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة... إذا كانت معدلات البطالة تتسارع، فإن هذا يجعل القضية أكثر توجهاً نحو المستقبل».

وحسب أسواق العقود الآجلة، يفضل المتداولون خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر. وقال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، هذا الأسبوع، إن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر «معقول»، في حين أيد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي فكرة تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية.