اليابان تجدد رفضها الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية»

TT

اليابان تجدد رفضها الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية»

جددت اليابان خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بأفريقيا (تيكاد 7)، أمس، بيوكوهاما، أمام قادة دول ورؤساء حكومات أفريقيا، ومسؤولي منظمات وهيئات دولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على موقفها الثابت من قضية الصحراء، وعدم اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية».
جاء ذلك في كلمة لوزير الشؤون الخارجية الياباني تارو كونو، الذي أكد من جديد موقف الحكومة اليابانية، بأن «الحضور في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بأفريقيا لأي كيان لا تعترف به اليابان كدولة، لا يؤثر في شيء على موقف البلاد بخصوص وضعية هذا الكيان».
يذكر في هذا السياق أنه قبيل انطلاق أشغال المؤتمر الحالي، كان المدير العام لمديرية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية اليابانية، السفير كاتسوهيكو تكاهاشي، قد جدد التأكيد في تصريح لوكالة الأنباء المغربية على الموقف «الثابت والراسخ» بعدم اعتراف اليابان بـ«الجمهورية الصحراوية».
ويتطابق هذا الموقف الياباني مع الموقف المعبر عنه من طرف كثير من القوى الدولية، ولا سيما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وكثير من الدول بأوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وانطلقت أمس أشغال قمة مؤتمر «تيكاد 7» بمشاركة كبار المسؤولين اليابانيين، وقادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من بلدان أفريقيا، بينها المغرب، فضلاً عن مسؤولي وممثلي منظمات وهيئات دولية وإقليمية، وكذا رجال أعمال ومنظمات غير حكومية.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى، الذي تختتم فعالياته غداً الجمعة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الذي يرأس وفداً يضم الوزير المنتدب المكلف التعاون الأفريقي محسن الجزولي، وسفير المغرب لدى اليابان رشاد بوهلال، والسفير مدير الشؤون الآسيوية والأوقيانوس عبد القادر الأنصاري، والسفير مدير الوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال.
كما تعرف هذه الدورة مشاركة عدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة؛ خصوصاً: «الاتحاد العام لمقاولات المغرب»، و«الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات»، و«الوكالة المغربية للطاقة المستدامة»، و«القطب المالي للدار البيضاء»، و«التجاري وفا بنك». فضلاً عن مؤسسات وطنية أخرى، وممثلي المجتمع المدني.
وينكب أكثر من 4500 مشارك خلال فعاليات هذا المؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار «النهوض بالتنمية في أفريقيا بالاعتماد على الطاقات البشرية والتكنولوجيا والابتكار»، على دراسة كيفية استغلال الإمكانات والمؤهلات الكبرى، التي تتمتع بها أفريقيا، لتوظيفها في تحقيق تنمية القارة بدعم من الشركاء الدوليين، وكذا مناقشة العوائق التي تحد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما ما يتعلق بإشكالات الأمن والاستقرار بأفريقيا.
وينظم مؤتمر «تيكاد» في يوكوهاما بمبادرة من الحكومة اليابانية، وبشراكة مع الأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.