أنقرة بدأت تسلم البطارية الثانية من منظومة «إس 400»

البنتاغون: تركيا بلد حليف لكن لا تراجع عن استبعادها من برنامج «إف 35»

رجال أمن بلباس مدني يعتقلون أحد المحتجين خلال مظاهرة في إسطنبول السبت الماضي ضد عزل رؤساء بلديات أكراد (رويترز)
رجال أمن بلباس مدني يعتقلون أحد المحتجين خلال مظاهرة في إسطنبول السبت الماضي ضد عزل رؤساء بلديات أكراد (رويترز)
TT

أنقرة بدأت تسلم البطارية الثانية من منظومة «إس 400»

رجال أمن بلباس مدني يعتقلون أحد المحتجين خلال مظاهرة في إسطنبول السبت الماضي ضد عزل رؤساء بلديات أكراد (رويترز)
رجال أمن بلباس مدني يعتقلون أحد المحتجين خلال مظاهرة في إسطنبول السبت الماضي ضد عزل رؤساء بلديات أكراد (رويترز)

بدأت تركيا أمس تسلم معدات البطارية الثانية من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس400»، في عملية تستغرق شهراً.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إنه تم البدء في نقل معدات البطارية الثانية لمنظومة «إس400» الصاروخية من روسيا إلى أنقرة، وإن الطائرة التي تقل أجزاءً من معدات البطارية الثانية للمنظومة الروسية حطّت في مطار «مرتد» قرب العاصمة أنقرة. وأشار البيان إلى أن عملية نقل معدات البطارية الأولى إلى تركيا، جرت خلال الفترة الممتدة بين 12 و25 يوليو (تموز) الماضي، وأن نقل معدات البطارية الثانية، قد يستغرق شهراً.
في سياق متصل، قالت مستشارة وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إيلين لورد، إن تركيا بلد حليف وشريك استراتيجي لبلادها، وإن واشنطن على تواصل دائم مع أنقرة.
تصريحات لورد جاءت خلال مؤتمر صحافي عقدته في البنتاغون، أجابت فيه عن تساؤلات حول أزمة الطائرة المقاتلة «إف35» بين الولايات المتحدة وتركيا، وإمكانية تراجع واشنطن عن استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلة.
وقالت لورد إن المهام التي كانت موكلة لتركيا قبل إقصائها من البرنامج هي إنتاج أكثر من 900 جزء من المقاتلة «إف35»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستنتج جميع هذه الأجزاء على أراضيها.
وأوضحت أن الولايات المتحدة كانت تدرس منذ نحو عام إنتاج هذه الأجزاء في أراضيها، وأن الشركات التركية ستواصل إنتاج أجزاء المقاتلة «إف35» حتى مارس (آذار) 2020. وأشارت لورد إلى أن مقاتلات «إف35» الخاصة بتركيا لا تزال موجودة في قاعدة «لوك» الجوية في الولايات المتحدة. وأضافت أن الولايات المتحدة تواصل دراساتها في رسم كثير من خرائط الطرق حول مصير هذه الطائرات.
وفيما يتعلق بالمدة الزمنية لاستبعاد تركيا رسمياً من برنامج طائرات «إف35»، قالت المستشارة الأميركية: «أعتقد أن هذا قد يستغرق عاماً، حيث إننا نعمل على مواصلة الإنتاج وتعديل مذكرة التفاهم، وهي أشمل وثيقة للشراكة».
وفيما إذا كان استبعاد تركيا من برنامج طائرات «إف35»، سيؤثر على المشتريات الدفاعية التركية الأخرى من الولايات المتحدة، أكدت لورد أن بلادها تبقي أنشطتها الأخرى مع تركيا بشكل منفصل عن موضوع «إف35».
وأضافت أن استبعاد تركيا من البرنامج متعلق بشرائها منظومة الدفاع الروسية «إس400»، كما ذكرت وكالة «الأناضول».
وكررت لورد المخاوف الأميركية قائلة إن «منظومة (إس400) لا تتطابق مع طائرات (إف35)، وتشكل خطراً عليها، وتركيا بلد حليف وشريك استراتيجي، لذا نحن على تواصل دائم معها». واختتمت لورد بأن ملف المشاركة في برنامج «إف35»، أغلق في 2002، وفي حال خروج تركيا منه، فلن يكون هناك شريك بديل يحل مكانها في البرنامج.
وفي 17 يوليو الماضي، أعلن البنتاغون عن بدء مرحلة استبعاد تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات «إف35» بسبب شرائها منظومة «إس400». وكانت الإدارة الأميركية هددت تركيا بإقصائها من برنامج مقاتلات «إف35»، إذا حصلت على منظومة «إس400» من روسيا.
وفي 12 يوليو نفسه، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء وصول أجزاء المنظومة الدفاعية «إس400»، فيما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عن بدء تسلم تركيا المنظومة الثانية والأخيرة منها أمس الثلاثاء.
وتعد «إس400» من بين أكثر منظومات الدفاع الجوي تطوراً في العالم، وهي من إنتاج شركة «ألماز أنتي»، المملوكة للحكومة الروسية.
على صعيد آخر، تواصلت الاحتجاجات على قيام الحكومة التركية بعزل 3 رؤساء بلديات منتخبين في ديار بكر ووان وماردين الأسبوع الماضي. وهاجمت قوات الأمن التركية، نواباً من «حزب الشعوب الديمقراطي» (المؤيد للأكراد) بمدينة وان (شرق) بغاز الفلفل، واعتقلت كثيراً من الأشخاص في مسيرة احتجاجية بالمدينة.
وتوالت الاحتجاجات على عزل رؤساء البلديات وتعيين ولاة المدن الثلاث أوصياء عليها في قرار أصدرته الداخلية التركية الاثنين قبل الماضي، وبررته بانضمام رؤساء البلديات إلى تنظيم إرهابي ودعمه، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني» (المحظور). واعتدت الشرطة بالضرب بالعصي على مجموعة متظاهرين، من بينهم نواب عن «حزب الشعوب الديمقراطي» الكردي في ماردين وديار بكر.


مقالات ذات صلة

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووفد المكتب السياسي لحركة «حماس» في أكتوبر الماضي (الخارجية التركية)

تركيا: الأنباء عن استضافة قيادة «حماس» لا تعكس الحقيقة

نفت تركيا ما يتردد عن انتقال أعضاء المكتب السياسي لحركة «حماس» إلى أراضيها عقب تقارير عن طلب قطر منهم مغادرة الدوحة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسة بلدية بطمان جنوب شرقي تركيا (إعلام تركي)

تركيا: احتجاجات واعتقالات بعد عزل رؤساء 3 بلديات موالين للأكراد

شهدت تركيا مصادمات عنيفة بين الشرطة ومحتجين على عزل 3 رؤساء بلديات من حزب موالٍ للأكراد، مع استمرار التوتر على خلفية اعتقال أحد رؤساء البلديات في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قوات الأمن التركية تفرض طوقاً حول مبنى بلدية أسنيورت منذ اعتقال رئيسها أحمد أوزار الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

إردوغان يقاضي أوزال وإمام أوغلو لـ«إهانتهما» له... ووقفات احتجاجية يومية للمعارضة

تتواصل تداعيات اعتقال رئيس بلدية أسنيورت أحمد أوزار، بعدما قرر إردوغان مقاضاة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».