نصر الله يتوعّد تل أبيب بردّ

TT

نصر الله يتوعّد تل أبيب بردّ

توعّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أمس، بالرد على مقتل اثنين من مقاتلي الحزب في غارة جوية في ريف دمشق، ليل أول من أمس، في لبنان، وليس في «مزارع شبعا» الحدودية المتنازع عليها، كما في مرات سابقة، معلناً في الوقت نفسه الاستعداد للقيام بكل شيء من أجل منع إسرائيل من تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، وتهديده باستهداف الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تجوب الأجواء اللبنانية، طالباً من المسؤولين اللبنانيين الذين يتواصلون مع الأميركيين الطلب من تل أبيب الكفّ عن تسيير طائراتها المسيرة في الأجواء اللبنانية منعاً لإسقاطها.
ويمثل تصريح نصر الله في خطاب في البقاع، أمس، أول تهديد بفضّ قواعد الاشتباك مع إسرائيل المعمول بها منذ حرب يوليو (تموز) 2006 وصدور القرار 1701، وبإعادة تفعيل العمل العسكري ضد الخروقات الإسرائيلية، التي أوقفت بعد تحرير جنوب لبنان في العام 2000.
واعتبر نصر الله أن حادثة الطائرتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية لبيروت «هو خطير جداً»، واصفاً العملية بـ«هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت»، وأنه «أول عمل عدواني منذ 14 أغسطس (آب) 2006 (وقف الأعمال الحربية بعد 33 يوماً من حرب تموز) وهذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز، وهذا خرق كبير وخطير». وقال: «أي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي في لبنان». وأضاف: «بالنسبة لنا في لبنان، نحن لا نسمح بمسار من النوع المتبع في العراق، وسنفعل كل شيء لمنع حصوله مهما كلف الثمن».
وقال نصر الله: «من الآن وصاعداً سنواجه المسيّرات الإسرائيلية في سماء لبنان، وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على إسقاطها». وأضاف: «إذا كان أحد في لبنان حريصاً على عدم حصول مشكل، فليتحدث مع الأميركان كي يطلبوا من الإسرائيليين} التوقف عما يقومون به.
وأشار نصر الله إلى أن الجيش الإسرائيلي أغار على مركز لـ«حزب الله» في عقربا في ريف دمشق، و«هو بيت، وليس موقعاً إيرانياً، والمكان المستهدف في سوريا لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيون من (حزب الله)». وقال: «إذا قتلت إسرائيل أياً من إخواننا في سوريا فسنرد في لبنان، وليس في مزارع شبعا» اللبنانية المحتلة، التي تعتبرها إسرائيل متنازعاً عليها.
وقال نصر الله أيضاً إن الطائرة الأولى التي سقطت في الضاحية كانت خالية من المتفجرات، أما الثانية فكانت معدة لعملية انتحارية هجومية.

وقال إن الحزب لم يسقط الطائرة الأولى، بل رمى مواطنون بالحجارة عليها بعد تحليقها على علو منخفض جداً في الأبنية، ولم يُعرف ما إذا كانت سقطت نتيجة إصابتها بحجر، أو نتيجة عطل تقني.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.