مخاوف من تراجع النمو الألماني إلى «الصفر»

«المركزي» يدعو للإقلال من التشاؤم

يثير تراجع النمو الألماني قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية (رويترز)
يثير تراجع النمو الألماني قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية (رويترز)
TT

مخاوف من تراجع النمو الألماني إلى «الصفر»

يثير تراجع النمو الألماني قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية (رويترز)
يثير تراجع النمو الألماني قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية (رويترز)

حذر رئيس البنك المركزي الألماني من الإفراط في التشاؤم تجاه الوضع الاقتصادي للبلاد، وذلك بعد أيام من تحذير البنك من أن أكبر اقتصاد في أوروبا قد يدخل في حالة ركود في الربع الحالي. رغم ذلك تتزايد التقارير السلبية التي تشير إلى نقاط ضعف قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الاقتصاد الألماني.
ووفقاً لما ذكره البنك، الأحد، فقد تقلص الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1 في المائة، خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى يونيو (حزيران) الماضيين، وأضاف أن هذه النسبة قد «تنخفض قليلاً» مرة أخرى في الصيف.
لكن رئيس البنك، ينس ويدمان، قال لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ»، إنه لا يرى «سبباً للذعر». وأشار إلى أن اقتصاد ألمانيا بدأ في التراجع منذ فترة طويلة بسبب سجل التوظيف، وتابع أن «التوقعات غير مؤكدة بشكل خاص في الوقت الراهن»، مشيراً لعوامل سياسية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والنزاعات التجارية الدولية.
وذكر ويدمان أن الرد لا ينبغي أن يكون هو التشاؤم، أو اتخاذ إجراء بناءً على ذلك.
لكن في مقابل اللهجة التي تدعو إلى الإقلال من التشاؤم، فإن مجتمع الأعمال لا يزال قلقاً. وحذر رئيس اتحاد الصناعات الألمانية ديتر كيمبف، من أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية تؤثر سلباً على فرص النمو بالبلاد. وقال كيمبف لوكالة الأنباء الألمانية، إن «حالة الغموض التي تكتنف الاقتصاد لا تزال مرتفعة، لأسباب على رأسها الصراعات التجارية الدولية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)»، وأضاف أن «الطلبات الواردة والإنتاج الصناعي في تراجع، كما أن استثمار الشركات قد انخفض».
كانت المخاوف بشأن وضع أكبر اقتصاد في أوروبا قد تزايدت خلال الشهر الحالي، بعد نشر بيانات الربع الثاني، ما أثار مخاوف من أن البلاد تتجه نحو تسجيل ركود خلال هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن الركود الفني عادة ما يعني تسجيل ربعين متتاليين من الانكماش. ويتوقع معظم المحللين أن يكون معدل النمو لعام 2019 ككل ضعيفاً، إلا أنه سيظل في المنطقة الموجبة.
وقال كيمبف: «نتوقع نمواً لا يتجاوز 0.5 في المائة لهذا العام. وفي حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من دون اتفاق، فإن هناك مخاوف بشأن تراجع النمو إلى الصفر». وأعرب عن رفضه لأي تأجيل جديد للانسحاب، والمقرر له حالياً الحادي والثلاثين من أكتوبر. وقال إن «الشركات في نهاية المطاف تريد الوضوح. الأفضل سيكون ألا تخرج بريطانيا من الاتحاد على الإطلاق، وثاني أفضل خيار هو أن تخرج باتفاق؛ أي خروج من دون اتفاق أو أي تأجيل جديد سيكون مؤلماً للغاية».
في سياق ذي صلة، كشف استطلاع حديث أن هناك توقعات باستمرار ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا خلال شهر أغسطس (آب) الحالي. وأظهر استطلاع تم إجراؤه لصالح وكالة الأنباء الألمانية، وشمل خبراء اقتصاد بمؤسسات مالية ألمانية كبرى، أن أغلب الخبراء يتوقعون زيادة عدد العاطلين بألمانيا في أغسطس الحالي بواقع 35 ألف شخص تقريباً، ليصل إجمالي عدد العاطلين إلى نحو 2.311 مليون شخص.
وأوضح الخبراء أن هناك تأثيرات اقتصادية وهيكلية - في صناعة السيارات مثلاً - تؤدي دوراً في ذلك إلى جانب التأثيرات الموسمية المعتادة. وذكرت كاتارينا أوترمول الخبيرة الاقتصادية بشركة «أليانز» الألمانية للتأمينات، أنه لم يعد ممكناً توقع تراجع سريع مجدداً في معدل البطالة عما قريب.
وسوف تعرض الوكالة الاتحادية للعمل بألمانيا إحصائياتها لشهر أغسطس يوم الخميس المقبل.
كان عدد العاطلين قد ارتفع في شهر يوليو (تموز) الماضي، بإجمالي 59 ألف شخص، مقارنة بما كان عليه في يونيو السابق عليه، أي بنسبة 5 في المائة، وبلغ إجمالي العدد 2.275 مليون شخص.
وتتوقع الخبيرة بشركة «أليانز» أن يشهد عام 2019 بشكل عام زيادة طفيفة لمعدل البطالة مقارنة بالعام الماضي، موضحة أن ذلك سيكون المرة الأولى التي لا يتم فيها تسجيل تراجع منذ عام 2013.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.