أنقرة تنفي حصار قواتها في مدينة مورك

أنقرة تنفي حصار قواتها  في مدينة مورك
TT

أنقرة تنفي حصار قواتها في مدينة مورك

أنقرة تنفي حصار قواتها  في مدينة مورك

نفت تركيا حصار قوات النظام السوري لنقطة المراقبة التاسعة من نقاط مراقبتها الاثنتي عشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، الواقعة في مدينة مورك، في ريف حماة الشمالي.
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن نقطة المراقبة التركية في مورك غير محاصرة... مضيفاً: «لا يستطيع أحد أن يحاصر قواتنا».
وأضاف جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني جبران باسيل، في بيروت، أمس (الجمعة)، أن هناك اشتباكات وعمليات عسكرية تجري بالقرب من نقطة المراقبة التركية، ويتم التواصل مع روسيا في هذا الشأن.
وتوجد في مورك أكبر نقطة مراقبة للقوات التركية، وهي واحدة من بين 12 نقطة مراقبة نشرتها أنقرة الداعمة للفصائل المسلحة في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاقات مع موسكو وطهران في آستانة.
وتعرض رتل عسكري تركي، الاثنين الماضي، لهجوم جوي من قبل طيران النظام وروسيا، وهو في طريقه إلى نقطة المراقبة في مورك، ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 بجروح، كانوا على مقربة من الرتل العسكري، وفق بيان لوزارة الدفاع التركية.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الأربعاء، أن بلاده لن تغلق أو تنقل موقع نقطة المراقبة التاسعة التركية في إدلب شمال سوريا إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن النقاط ستواصل مهامها من أماكن وجودها.
وشدد المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أكصوي، أول من أمس، على أن نقطة المراقبة التركية في مورك ستبقى في مكانها رغم حصارها من قبل النظام.
في شأن آخر، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كوماندر شون روبرتسون، إن التفاهم المبدئي مع أنقرة حول المنطقة الآمنة، شمال شرقي سوريا، يمنع أي توغل تركي داخل أراضي سوريا.
وأضاف روبرتسون أن وزيري الدفاع الأميركي مارك أسـبر ونظيره التركي خلوصي أكار أنجزا خطوات ملموسة حتى الآن، وطلبا، ليلة الأربعاء، بدء تنفيذ المرحلة الأولى من «خطة أمن الحدود الاستراتيجية»، شمال شرقي سوريا، التي ستستمر لفترة وجيزة تمهيداً لإطلاق مراحل عدّة مستقبلاً، ستشكل كلُّها خارطة طريق لحماية الحدود التركية.
وقال روبرتسون إن المحّرك الأساسي لهذه الخطة هو قناعة «البنتاغون» بشرعية مخاوف أنقرة الأمنية، حيال بعض المجموعات الكردية.
وامتنع روبرتسون عن توصيف الخطة بأنها ستُنشئ منطقة حزام أمني، وقال إن آلية المرحلة الأولى تهدف إلى استحداث منشآت أمنية على الحدود من «أجل حماية المناطق الكردية الواقعة شرق نهر الفرات»، بالإضافة إلى حماية مدينة منبج الواقعة غربها، التي ستكون في صُلب مهام قيادة العمليات العسكرية المشتركة الأميركية التركية التي ستقام في شانلي أورفا جنوب تركيا.
وحول ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد ينفذ تهديده بالهجوم على مناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي ومنبج وريف دير الزور شمال شرقي سوريا، استبعد روبرتسون حصول ذلك، معترفاً بفاعلية قنوات الاتصال المفتوحة مع الأتراك حالياً، وأهمية «التفاهم المبدئي» الذي جرى إبرامه مع أنقرة، والذي يمنع أي توغل تركي داخل سوريا.
وقال إن المرحلة الأولى من الآليات الأمنية قد تشجع مستقبلاً على معالجة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو تحت إشراف وزارة الخارجية الأميركية في شكل يهدف إلى تأمين عودتهم إلى بلادهم.
كان المتحدث باسم الرئاسة التركية أعلن أن أنقرة وواشنطن اتفقا على تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة، قريباً، كمرحلة أولى لعمل مركز العمليات المشتركة التركي الأميركي الذي يجري تأسيسه في جنوب تركيا.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا عمر تشيليك إن المنطقة الآمنة في سوريا ستكون «ممراً للسلام»، وستسهم في وقف تدفق المهاجرين.
وشدد، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للجنة التنفيذية للحزب برئاسة إردوغان في أنقرة، أمس، على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة تحت سيطرة تركيا، وألا يوجد فيها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما يثير خلافاً مع واشنطن التي تعتبر الوحدات الكردية حليفاً موثوقاً في الحرب على «داعش».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.