مسؤول إسرائيلي: سنواجه ترمب إذا تضمنت خطته إخلاء مستوطنات أو عودة لاجئين

تل أبيب أبلغت واشنطن بأنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية «غرب النهر»

قوات إسرائيلية تقوم بهدم منزل عائلة فلسطينية شرق القدس أمس بحجة عدم الحصول على إذن (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تقوم بهدم منزل عائلة فلسطينية شرق القدس أمس بحجة عدم الحصول على إذن (أ.ف.ب)
TT

مسؤول إسرائيلي: سنواجه ترمب إذا تضمنت خطته إخلاء مستوطنات أو عودة لاجئين

قوات إسرائيلية تقوم بهدم منزل عائلة فلسطينية شرق القدس أمس بحجة عدم الحصول على إذن (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تقوم بهدم منزل عائلة فلسطينية شرق القدس أمس بحجة عدم الحصول على إذن (أ.ف.ب)

قال مسؤول إسرائيلي كبير، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيكون مستعداً للوقوف في وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن خطة إدارته للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن»، «إذا كانت هذه الخطة تتضمن مطالب ترفضها الحكومة الإسرائيلية».
وقال المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته، إن رئيس الوزراء أثبت في الماضي أنه قادر على مواجهة الرؤساء الأميركيين، وأنه مستعد لفعل الشيء نفسه مع ترمب، إذا لزم الأمر.
ووفقاً للمسؤول الذي يبدو أنه يتحدث لتعزيز صورة نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ ترمب سلفاً بالسياسات التي سيرفضها. وأوضح المسؤول الإسرائيلي: «من بينها هدم منازل في مستوطنات الضفة الغربية، أو تقسيم القدس، أو السماح للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم بالعودة إلى المنازل التي فروا أو تم طردهم منها، بعد قيام إسرائيل في عام 1948».
وأضاف المسؤول الذي وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ«الكبير» وضمن حاشية نتنياهو، وقال بعضها إنه قد يكون نتنياهو نفسه: «إن نتنياهو شدد أيضاً على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الكاملة على جميع المناطق الواقعة غرب نهر الأردن»، في إشارة إلى منطقة الأغوار الحدودية، في حال لم يكن الحديث متعلقاً بكل الضفة الغربية. وجاهر نتنياهو بذلك مراراً، وقال إنه يرفض التخلي عن أراضي غرب نهر الأردن، وسيحتفظ بالسيطرة العسكرية على تلك المناطق، حتى مع توقيع اتفاق سلام. ورد الفلسطينيون برفض بقاء أي جندي إسرائيلي واحد على أراضيهم بعد إقامة الدولة الفلسطينية.
وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي بعد أيام من تصريح ترمب بأن إدارته ستعلن عن خطة السلام التي طال انتظارها، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال ترمب إن الولايات المتحدة قد تقوم بنشر أجزاء صغيرة من الخطة قبل ذلك. ومن المقرر إجراء الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر؛ لكن من المرجح أن يمنح الأميركيون الفائز في الانتخابات فرصة لتشكيل حكومة قبل نشر الخطة، وهو ما قد يعطي بضعة أسابيع إضافية إلى الجدول الزمني.
وحث نتنياهو الإسرائيليين على اختياره في الانتخابات المقبلة؛ لأنه الشخص الذي تجب عليه قيادة محادثات السلام. وقال نتنياهو: «على إسرائيل أن تقرر من هو الشخص الذي تريده أن يجري المفاوضات حول اقتراح السلام: نتنياهو أم لابيد وغانتس؟».
وحتى الآن لم تقدم الولايات المتحدة خطتها السياسية التي طال انتظارها، بسبب مخاوف من فشل الخطة، مع معارضة فلسطينية شديدة لها، وخشية من رفضها عربياً؛ لكنها أطلقت خطة اقتصادية في شهر يونيو (حزيران) تستهدف جلب استثمارات بقيمة 50 مليار دولار للفلسطينيين والمنطقة.
ورفض الفلسطينيون الخطة، وقالوا إنهم أيضاً يرفضون سلفاً خطة السلام الأميركية؛ لأنها حسمت لصالح إسرائيل الملفات الأهم: القدس والحدود واللاجئين. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراراً أن موقفه من خطة السلام الأميركية لم يتغير. وكان وفد أميركي قد ناقش في المنطقة الشهر الماضي الخطة الأميركية وموعد إعلانها.
وحاول الوفد الذي رأسه صهر ترمب جاريد كوشنير استكشاف المواقف؛ لكنه سمع في الدول العربية إصراراً على إقامة الدولة الفلسطينية من أجل إنهاء هذا الصراع.
ويتوقع الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء أن تنحاز خطة السلام الأميركية لـ«إسرائيل» ما دامت على الأقل لا تتعامل مع فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وتحسم سلفاً مصير القدس، وبالتالي تلغي فكرة حدود 1967، وترفض الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين.
ولا تعمل الولايات المتحدة من أجل حل سلمي يقوم على أساس حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، كما قال سفيرها في إسرائيل ديفيد فريدمان الشهر الماضي. ويقول الفلسطينيون إنهم لن يستمعوا حتى للخطة الأميركية، ما دامت الولايات المتحدة لم تتراجع عن قرارات لها علاقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واللاجئين، والدعم المالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».