«التحالف» يؤكد استمرار انسحاب «الانتقالي» من المعسكرات في عدن

TT

«التحالف» يؤكد استمرار انسحاب «الانتقالي» من المعسكرات في عدن

أكدت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن استمرار عمل لجنة سعودية إماراتية مشتركة، وعلى مدار 24 ساعة تسلم المقار الحكومية والمعسكرات التي سيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن، وعودة الوضع لما قبل 7 أغسطس (آب) الحالي.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن استهداف حقل الشيبة أول من أمس، لا يستهدف المملكة فقط، بل أمن الطاقة والاقتصاد العالمي، وأشار إلى أن التحالف يتخذ كافة الإجراءات لحماية البنية التحتية والمنشآت للحفاظ على أمن الطاقة العالمي، وأوضح أن التحقيقات لا تزال مستمرة بشأن هذا العمل الإرهابي.
وأضاف «نثمن قبول الطرفين بالحوار، تم عمل لجنة مشتركة من السعودية والإمارات، ووصل فريق من القوات المشتركة للإشراف على انسحاب القوات العسكرية من المقار والمعسكرات، وبدأ الانسحاب من مستشفى عدن والبنك المركزي ودار القضاء والأمانة العامة لمجلس الوزراء، وما زلنا مستمرين مع كافة المكونات السياسية في عدن لتهدئة الموقف، وهناك حوار منتظر نتمنى أن يكون فعّالاً بين الشرعية والمكون السياسي في عدن».
وشدد العقيد المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض على أن التحالف ملتزم بإعادة الشرعية اليمنية، وهي أهم مقاصد التحالف على حد تعبيره، وأضاف: «الحرب فرضت على التحالف للحفاظ على الأمنين الإقليمي والدولي (...) كانت هناك هزة في المجتمع اليمني بسبب أحداث عدن، ولذلك دعونا إلى ضرورة توحيد الصفوف في الداخل والوقوف مع الشرعية لإنهاء الانقلاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية».
ولفت إلى أن «أي خلاف في الموقف يضعف الشرعية، وأن السعودية والإمارات بذلتا جهوداً مشتركة مع كافة المكونات، كما مارست الحكومة الشرعية ضبط النفس».
وفيما يتعلق بموعد الحوار المزمع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أوضح العقيد تركي المالكي أن «القوات المشتركة تثمن استجابة المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية للدعوة السعودية». لافتاً إلى أنه «من المناسب للانتقالي الانخراط في الحوار مع الشرعية للمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة في عدن».
وتابع: «ننظر لليمن بعين واحدة في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، الأحداث الأخيرة في عدن أثرت على الحالة المعيشية وعطلت مصالح الشعب، ونأمل تغليب الحكمة والحوار لأجل مصلحة أبناء عدن، كما أن وحدة الصف اليمني تصب في مصلحة الشرعية».
وفي تعليقه على قيام الميليشيات الحوثية الإرهابية بتعيين سفير لها لدى النظام الإيراني، جدد العقيد المالكي تأكيده أن «النظام الإيراني يمارس الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية في العراق ولبنان واليمن وحول العالم، وليس غريباً عليه احتضان جماعة إرهابية وتبنيها».
واعتبر المالكي الإعلان الحوثي بتعيين سفير في طهران بأنه «اعتراف رسمي بعلاقة إيران بالحوثيين، وهي علاقة بين نظام مارق وتنظيم إرهابي». مشيراً إلى أن «أي حل سياسي في اليمن لا بد أن يكون عبر الأمم المتحدة لأنها تحت الفصل السابع، وأي مساع من إيران في هذا الجانب هي إضرار بالنظام العالمي».
في الجانب الإنساني، أوضح المالكي استمرار جميع المعابر اليمنية بالعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، وفي الشأن العملياتي يحقق الجيش الوطني اليمني بمساندة طيران التحالف تقدماً نوعياً في مختلف الجبهات الساخنة مع الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
إلى ذلك قال الدكتور أنور قرقاش وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات إن الحوار الدائر حول اليمن وجنوبه بين مجموعة من المثقفين الذين نحترمهم مهم ويعبر عن اهتمام خليجي بمستقبل المنطقة واستقرارها، مشيراً في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس إلى أن القرار يجب أن يكون حصيلة حوار يمني، وأن يتم في سياق الحل السياسي الذي ينشده الجميع، وأضاف: «الأولوية الآن هي التصدي للانقلاب الحوثي».
وكان وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات قال في وقت سابق حول الأحداث في عدن إن التطورات حول قصر المعاشيق مقلقة والدعوة إلى التهدئة ضرورية، ولا يمكن للتصعيد أن يكون خياراً مقبولاً بعد العملية الإرهابية التي وصفها بـ«الدنيئة».
وأضاف «الإطار السياسي والحوار ضروريان تجاه إرهاصات وتراكمات لا يمكن حلها عبر استخدام القوة».
على صعيد آخر، أعربت تونس عن استنكارها الشديد وإدانتها للاعتداء الإرهابي والتخريبي الذي استهدف حقل الشيبة البترولي، وأكد بيان للخارجية التونسية أمس، تضامن تونس الكامل ووقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها لكّل ما تتّخذه من إجراءات لضمان أمنها واستقرارها وحماية مصالحها ومنشآتها أمام تكرار هذه الاعتداءات السافرة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.