طائرات حوثية تستهدف حقل الشيبة السعودي ولا تأثير على إنتاج النفط

الفالح: الحادثة تمثل تهديداً لاقتصاد وأمن إمدادات الطاقة للعالم

وزير الطاقة السعودي خالد الفالح (رويترز)
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح (رويترز)
TT

طائرات حوثية تستهدف حقل الشيبة السعودي ولا تأثير على إنتاج النفط

وزير الطاقة السعودي خالد الفالح (رويترز)
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح (رويترز)

أكد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي، أن الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، تهدد الاقتصاد العالمي وإمدادات البترول، بأعمالها الإرهابية، وذلك بعد اعتداء جماعة الحوثي، صباح أمس، على إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في حقل الشيبة البترولي (شرق السعودية)، وتم السيطرة عليه في حينه.
وأوضح الفالح، في بيان، أنه عند الساعة 6:20 بتوقيت مكة المكرمة، من أمس (السبت)، تعرضت إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في حقل الشيبة البترولي لاعتداء عن طريق طائرات مسيرة من دون طيار (درون) مفخخة، ونجم عن ذلك حريق تمت السيطرة عليه، بعد أن خلَّف أضراراً محدودة، ودون أي إصابات بشرية، مؤكداً أن إنتاج المملكة، وصادراتها من البترول، لم يتأثرا من هذا العمل الإرهابي.
وشدد وزير الطاقة السعودي، على أن المملكة تدين بأشد العبارات، هذا الهجوم الجبان، وتؤكد أن هذا العمل الإرهابي والتخريبي ما هو إلا امتداد لتلك الأعمال التي استهدفت مؤخراً سلاسل إمداد البترول العالمية، بما في ذلك أنابيب النفط في السعودية، وناقلات النفط في الخليج العربي، وغيرها، و«أن هذا الاستهداف لمنشآت حيوية لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم، وبالتالي يمثل تهديداً للاقتصاد العالمي». وأضاف: «يُبرز هذا الهجوم الجبان، مرة أخرى، أهمية تصدي المجتمع الدولي لجميع الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران».
وقالت شركة «أرامكو» أيضاً، في بيان لها، إن فرق الاستجابة في «أرامكو السعودية» سيطرت على حريق محدود وقع صباح اليوم (أمس)، في أحد مرافق معمل شيبة للغاز، ولم يتسبب الحادث في وقوع أي إصابات. وأكدت الشركة أن إمدادات عملائها من النفط الخام لم تتأثر نتيجة لهذا الحادث.
ويعد استهداف الميليشيات الحوثية لإحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في حقل الشيبة النفطي، هو الاستهداف الثاني لموقع نفطي في السعودية، إذ تعرضت، في مايو (أيار) الماضي، محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب، الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، لهجوم بطائرات «درون» مفخخة، ونجم عن ذلك حريق في المحطة رقم 8، تمت السيطرة عليه، بعد أن خلَّف أضراراً محدودة.
من جهتها، استنكرت البحرين، الاعتداء الإرهابي، ووصفت الحادث بأنه يشكل خطراً جسيماً على إمدادات الطاقة للعالم أجمع، ودعت إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة وصارمة لوقف هذه الأعمال والاعتداءات الإرهابية وكل من يدعمها ويمولها.
وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار بلاده للاعتداء، موضحاً أن هذا العمل يتطلب جهداً عالمياً لوقفه بما يجنب المنطقة أزمات وصراعات ومزيداً من التوتر، مؤكداً وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لصيانة أمنها واستقرارها.
من جهته، قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن «الهجمات الحوثية على حقل الشيبة، وبرغم طبيعتها الإعلامية، دليل آخر على ازدراء الميليشيا للجهود السياسية التي تقودها الأمم المتحدة. فتوحيد الصفوف وتعزيز أداء الحكومة ضروري في المرحلة القادمة، ولا شك أن استمرار الاعتداءات الحوثية هو الخطر الأكبر على ستوكهولم».
كما أعربت أفغانستان عن استنكارها الشديد للهجوم الإرهابي.
وأدان مايكل آرون السفير البريطاني لدى اليمن، كل الهجمات على السعودية، وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، «نسعى إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الجزيرة العربية وتحقيق السلام لكل شعوب المنطقة، ونحن على قناعة تامة بأن تحقيق ذلك يتأتى فقط من خلال المفاوضات، وعليه نحث كل الأطراف للانخراط بشكل كامل والتعاون مع المبعوث الأممي لليمن الذي ندعم جهوده».
من جهته، يرى كامل الحرمي، المحلل النفطي الكويتي، أن هذه الحادثة تشكل تهديداً مباشراً على المنشآت النفطية في السعودية، مضيفاً: «السعودية لديها طاقات إنتاجية فائضة، ومن الممكن لو حدث أي خلل في أحد الحقول النفطية السعودية أن تعوضه في حقول أخرى». وأضاف «وقد لا يؤثر ما حدث إطلاقاً على الإمدادات النفطية السعودية من خارج المملكة والمصدرة إلى دول العالم».
إلى ذلك، ذكر اللواء المتقاعد محمد القبيبان، وهو خبير عسكري سعودي، أن حقل الشيبة يبعد مئات الكيلومترات عن اليمن، وأن إيران تمد الجماعات الحوثية «بأسلحة وتقنيات نوعية» لاستهداف منشآت الطاقة، مؤكداً أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك، وأفاد بأهمية دعم الولايات المتحدة لإنشاء قوة بحرية لحفظ أمن الطاقة وأمن البحار وأمن الخليج العربي، مردفاً: «هذا الحادث يؤكد أن هناك مخاطر كبيرة على أمن الطاقة، ولا بد أن نرى تحركاً دولياً».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
TT

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

وجّهت أمانة مجلس التعاون الخليجي، الخميس، دعوة رسمية لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية؛ لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وفق توجيهات القادة.

جاء ذلك خلال استقبال الوزير بوريطة، لجاسم البديوي أمين عام المجلس، الذي يقوم بزيارة رسمية للرباط في إطار تعزيز العلاقات الخليجية - المغربية، حيث استعرضا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

بوريطة والبديوي ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك (مجلس التعاون)

وناقش الجانبان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، أبرزها بحث مسيرة التعاون المثمر بين المجلس والمغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية ضمن خطة العمل المشتركة، وسبل تطويرها والارتقاء بها إلى المستوى المنشود.

وثمّن البديوي اهتمام العاهل المغربي الملك محمد السادس بالعلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط بلاده بالخليج على المستويات والأصعدة كافة، مؤكداً على ما تضمنه بيان القمة الخليجية الـ45، من أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة.

ناصر بوريطة وجاسم البديوي خلال مؤتمر صحافي في الرباط (مجلس التعاون)

وأضاف أمين عام المجلس، خلال مؤتمر صحافي، أن الشراكة الخليجية - المغربية انبثقت عنها خطة طموحة للعمل المشترك في كثير من المجالات، وتعمل على تنفيذها لجنة من الجانبين.

وشدّد على مواقف دول المجلس وقراراتها الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن واستقرار المغرب ووحدة أراضيه، وقرار مجلس الأمن 2756 بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن الصحراء المغربية.