نجيب عياد أعاد مجد مهرجان قرطاج وبيتر فوندا خرج عن التقليد في أميركا

المنتجان رحلا بفارق ساعات

نجيب عياد  -  صورة أرشيفية للممثل الأميركي الراحل بيتر فوندا (إ.ب.أ)
نجيب عياد - صورة أرشيفية للممثل الأميركي الراحل بيتر فوندا (إ.ب.أ)
TT

نجيب عياد أعاد مجد مهرجان قرطاج وبيتر فوندا خرج عن التقليد في أميركا

نجيب عياد  -  صورة أرشيفية للممثل الأميركي الراحل بيتر فوندا (إ.ب.أ)
نجيب عياد - صورة أرشيفية للممثل الأميركي الراحل بيتر فوندا (إ.ب.أ)

لم تمض سوى بضع ساعات على وفاة المنتج مدير مهرجان قرطاج السينمائي نجيب عياد حتى رحل الممثل - والمنتج والمخرج أحياناً - بيتر فوندا. السينما هي جامعهما من على بعد شديد. كل منهما ساهم في وضع رؤية أخرى مختلفة في المجال الذي عمل فيه. نجيب عياد طرح نفسه منتجاً لأفلام منفذة بعناية، و- لاحقاً - مدير أيام قرطاج السينمائي بالعناية ذاتها. في كلا الحقلين، مارس رغبته في توفير منصات فنية تونسية يخدم بها طموحه وبلاده معاً.
بيتر فوندا، بدوره، بلور في الستينات ومطلع السبعينات شخصية البديل السينمائي للثقافة السائدة؛ سعى لتمثيل أدوار تعكس لا مرحلة شبابه فقط، بل تلك المرحلة بالتزامن مع بحث أميركا في تلك الفترة عن بديل لأميركا المؤسسات المحافظة.
- مهّد لسنة الحسم
جاء نبأ وفاة نجيب عياد مفاجئاً. كان يمضي ساعات عمله حثيثاً في سبيل تقديم دورة جديدة من المهرجان التونسي العريق، بعدما كان قد أدار دورتين سابقتين، وودع أصدقاءه وجمهور المهرجان في دورته السابقة في العام الماضي، مؤكداً أنه يريد العودة إلى حياته الفنية السابقة، مكتفياً بالإنتاج وحده. هذا لم يتيسر له لأن وزارة الثقافة أقنعته بأن النجاح الذي حققه في الدورتين السابقتين (2017 و2019) ليس من السهل تركهما من قبل تعزيزهما بدورة ثالثة، يستطيع بعدها ترك إدارة المهرجان وقد أرسى قواعده الجديدة. وافق نجيب على ذلك، وحضر مهرجان «كان» الفرنسي الماضي، حيث بدا بكامل نشاطه، متحدثاً للصحافة العالمية عن الخطوات التي قطعها المهرجان حتى الآن، والاستعدادات الجارية للدورة الثالثة.
ولد نجيب في الثالث عشر من ديسمبر (كانون الأول) 1953. وبعد سنوات الدراسة، توجه صوب العمل الفني، ناقداً في البداية (لخمس سنوات بين 1975 و1980)، ثم منتجاً لحساب وزارة الثقافة، قبل قيامه بالإنتاج لشركة أسسها باسم «ضفاف».
قام نجيب بإنتاج أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية عدّة. في السينما يحضرنا «مملكة النمل» الذي أخرجه شوقي الماجري، وتم تصويره في الأردن، من بطولة عابد فهد وصبا مبارك. فيه سردٌ خيالي لعالم تحت الأرض، يعيشه الفلسطينيون بعدما استطاعوا بناء أنفاق توصلهم بعضهم ببعض، تجاوزاً للجدار القائم وللمستوطنات التي تفصل بين البلدات والمدن.
من أفلامه أيضاً «الحي يروّح» لمحمد أمين بوخريص (2013)، وهو فيلم غير روائي يتعامل وثورات الربيع العربي التي بدأت شرارتها في تونس، ثم امتدت لما امتدت إليه من دول عربية أخرى. وقبل هذا الفيلم بعشر سنوات، أنتج «أوديسة» للمخرج التونسي المعروف إبراهيم باباي. ذلك الفيلم، على الأرجح، كان آخر ما حققه باباي الذي صاحب مهرجان قرطاج منذ إنشائه في الستينات.
وقبل تسلم نجيب عياد إدارة مهرجان قرطاج، كان قد أنشأ مهرجانه المستقل باسم «مهرجان الأطفال والشباب»، وأنجز منه عدة دورات ناجحة. ونظير كل ذلك، لم يكن غريباً أن تتوجه إليه وزارة الثقافة التونسية بطلب إدارته لمهرجان قرطاج الذي هو العنوان الأكبر للنشاطات التونسية في السينما. ما كان سيبدو غريباً هو عدم إسناد هذه المهمة إليه، نظراً لخبرته. وما هو غريب بالفعل عدم إسناد المهمّة إليه من قبل، عندما تواكبت الإدارات السابقة عليه، التي كانت قد أصبحت وظيفيه خالية من الجهد الذاتي والرؤية المستقبلية، ومليئة بثقوب الشللية والمحسوبيات.
خلال حديث قصير بيننا، إثر مؤتمر نجيب عياد الصحافي في مدينة «كان»، قال: «عدت عن قرار الاستقالة من مهرجان أيام قرطاج السينمائي لأني أدركت أنني لم أنجز بعد كل ما أردت إنجازه، وأدركت أنني إذا ما تركته من دون تكملة، فإن من سيخلفني قد يجد من الصعوبة بمكان مواصلة ما بدأته».
ووعد أن تأتي دورة أكتوبر (تشرين الأول) المقبلة وقد تخلصت من كل عثرات الدورتين السابقتين: «المهمة كانت صعبة في البداية، وكان عليّ تذليل هذه المصاعب، لأن مهرجان قرطاج مثّل دائماً الفرصة الكبيرة لكي يتبوأ المهرجان مكانته المنفردة على ساحة السينما العربية والأفريقية. الدورة الجديدة ستؤكد على هذا الشأن، وستكون أفضل تنظيماً، بعدما عملت منذ عامين على تأسيس فريق عمل دائم يتابع العمل في مختلف نشاطاته وأقسامه».
يأتي غياب نجيب عياد بعد أسابيع قليلة من رحيل السينمائي الآخر يوسف شريف رزق الله الذي ترك بصمته الكبيرة على مهرجان القاهرة، وكان عماده الفعلي.
- الخارج عن المألوف
بيتر فوندا، على جناح الطرف الآخر من العالم، هو ابن الممثل الراحل هنري فوندا (1905 - 1982)، وشقيق الممثلة جين فوندا (ولدت سنة 1937، وتبلغ حالياً 81 سنة). الشقيق الأصغر بيتر اتجه للسينما باكراً مثل جين، وكلاهما اختلف عن والده. لقد غرفا حب المهنة منه، لكنهما اختلفا عنه بانتمائهما لمرحلة سياسية واجتماعية جديدة. وفي حين اتجهت جين فوندا لنشاط سياسي مناوئ للحرب الفيتنامية، حصر بيتر فوندا نشاطه في أفلام تعبر عن أميركا الشابة في تلك الفترة.
كلاهما يلتقي في أنهما من جيل مختلف لم يتفق مع الكلاسيكيين في شيء يذكر، خصوصاً أن والدهما، كما نشرت جين فوندا في مذكراتها، كان من النوع الذي لا يمكنه إظهار حبه لأولاده. هذا من قبل أن يختفي برود العلاقة بين جين وأبيها، عندما قاما بتمثيل فيلم مشترك (الأول والأخير بينهما)، وعنوانه «على بحيرة ذهبية» (1981).
كان بيتر ما زال شاباً يافعاً عندما صفّق له الجمهور والنقاد، حين شاهدوه على خشبة مسارح برودواي سنة 1961 يؤدي الدور الرئيسي في مسرحية بعنوان «دم وعرق وستانلي بول»، وضعها الأخوين جيمس وويليام غولدمان عن تجربتهما في الجيش.وشجع هذا النجاح الممثل الشاب على الظهور في مسلسلات تلفزيونية في أدوار مختلفة، منها المسلسل البوليسي «Naked City» ومسلسل الوسترن «Wagon Train»، وأحياناً في مسلسل أكشن مشابه بعنوان «المدافعون» (The Defenders).
وبعد عامين على ظهوره على خشبة المسرح، اختير لبطولة فيلم «تامي والطبيب»، أمام ساندرا دي: كوميديا عابرة انتقل بعدها إلى فيلم «المنتصرون» لكارل فورمان (1963 أيضاً)، الذي تجلّى عن نيله جائزة غولدن غلوب كـ«أفضل ممثل جديد». لكن معظم سنوات تلك الفترة المنتصفة من الستينات أمضاها بيتر في المسلسلات التلفزيونية المختلفة (من بينها أيضاً حلقات من «ساعة ألفرد هيتشكوك»، وكل حلقات المسلسل الدرامي «شانينغ»). فوندا شارك كذلك في عام 1964 الممثل وورن بايتي بطولة فيلم «ليليث».
في تلك الفترة، تعالى صدى الأحداث والمتغيرات الطارئة على المجتمع الأميركي الذي انقسم لواحد تقليدي محافظ، في مقابل آخر شبابي معارض. شارك فوندا سنة 1966 في مظاهرة في لوس أنجليس أراد منظموها التعبير عن رغبتهم في التغيير، والاعتراف بمطالب الجيل الجديد. لكن المظاهرة انقلبت، في الواقع، إلى أعمال شغب، ووجد بيتر فوندا الذي شارك في شكلها السلمي الأول نفسه مقيد اليدين، بعدما ألقى البوليس القبض عليه، وتم اتهامه بإثارة الشغب.
الحادثة ساهمت في تحويل اهتمام فوندا، على نحو أو آخر، صوب ما كان الشباب الأميركي آنذاك يريد التعبير عنه من مناهضة النظام السياسي السائد. هذا ما دلف به إلى أفلام دراجات شبابية، بعضها كان من إنتاج روجر كورمان الذي كان قد ألّف من حوله عدداً من الكتاب والممثلين الشبان، بينهم جاك نيكولسون وبروس ديرن ودايان لاد (ابنة الممثل الراحل ألان لاد).
كانت الدراجة النارية بمثابة رمز لسعي الشباب الخارج عن القانون إلى الانتماء بعضهم لبعض، وليس إلى الوطن كما عهدوه. إلى هذا الخضم انضم بيتر فوندا، ومثل بطولة «الملائكة المتوحشون» (The Wild Angels)، ثم فيلم آخر عن ثقافة العصر، عنوانه «الرحلة» (The Trip)، الذي كتبه جاك نيكولسون، وشارك في تمثيله شاب آخر اسمه دنيس هوبر.
الثلاثة (فوندا ونيكولسون وهوبر) أمّوا في عام 1969 فيلماً آخر عن شباب الدراجات النارية، هو «إيزي رايدر» الذي لم يتبوأ فقط المركز الرابع في أعلى إيرادات ذلك العام، بل تبوأ كذلك الصدارة بين كل الأفلام الشبابية التي تحدثت عن فتيان أميركيين ينشدون الحرية، بعيداً عن التزامات المجتمع التقليدية.
ولم يكن النجاح محلياً فقط، بل عالمياً، إذ تحلى الفيلم بجديد طارئ، وتمتع بتوزيع شركة كولمبيا ذات النفوذ. ووفر الفيلم لجاك نيكولسون ترشحه لأوسكار أفضل ممثل عنه، ولدنيس هوبر مهنة، ولو قصيرة، في مجال الإخراج.
بعد ذلك بعامين، بلور بيتر فوندا فيلم وسترن أكثر هدوءاً والتزاماً، بعنوان «The Hired Hand»، الذي قام ببطولته وإخراجه. في هذه الفترة، وبينما كان بيتر قد بدأ يشق طريقه، مبتعداً أكثر فأكثر عن صورة الهيبي الجانح صوب التغيير، كانت شقيقته تتخذ مواقف يسارية أشد، وتقف ضد حرب فيتنام في الواقع، كما في الأفلام.
استمر هنري بعد ذلك في العمل السينمائي بلا توقف (رصيده من الأفلام التي مثلها يبلغ 75 فيلماً)، وهو الوحيد الذي لم يفز بأوسكار في عائلته، لكن هذا لم يشغله عن المتابعة، متحوّلاً بالتدريج إلى الممثل المختلف عن أي مرجعيات سياسية، وقابلاً بأدوار في أفلام مختلفة. وباستثناء «3:10 ليوما» لجيمس مانغولد (2007)، قلما وجدناه في فيلم رئيسي خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة التي حفلت بأدوار مساندة، آخرها فيلم لم يعرض بعد، بعنوان «المعيار الكامل الأخير» (The Last Full easure)، يشارك فيه إلى جانب سامويل ل. جونسون وإد هاريس وكريستوفر بلامر وويليام هيرت.
وإلى جانب «اليد المأجورة» سنة 1971، أخرج فيلمين آخرين، هما: «Idaho Transfer» سنة 1973 و«واندا نيفادا» (1979)، لكن أي من أفلامه مخرجاً لم ينجز أكثر من حضور في ذاكرة الراغبين في الاستعادة.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.