متجه للبحر، ووراء ظهره الامتداد العمراني للمدينة، وهو يراقب من كثب أطفاله إلى جانب آخرين في أعمارهم يتسابقون لالتقاط أصداف تلقي بها الأمواج على أطراف اليابسة، وهي ترتطم بالرمال محدثة دوياً، يتقاطع مع أصوات تنبعث بين حين وآخر لطلقات نارية ودوي انفجارات.
عبد الستار سليمان، من شمال سيناء، قرر الاحتفال بعيد الأضحى على شاطئ مدينة العريش، ويطلق عليه اسم شاطئ «ظلال النخيل»، غير عابئ بما يسمع من أصوات نيران مبعثها أكمنة وارتكازات أمنية تنتشر على الطرق والمحاور لتحمي المدينة وساكنيها من أي هجمات إرهابية أو محاولات تسلل لعناصر مسلحة للمكان.
وتقاتل القوات المصرية منذ سنوات، ضد مجموعات مسلحة في شمال ووسط سيناء، تَدين في معظمها بالولاء لتنظيم «داعش» الإرهابي، وفي فبراير (شباط) 2018 بدأت القوات عملية واسعة النطاق ضد تلك المجموعات.
وقال سليمان، وهو مدرس في إحدى مدارس العريش لـ«الشرق الأوسط»: «يومياً أحضر للشاطئ مع أسرتي المكونة من والدتي المسنة، وزوجتي أبنائي الأربعة، لأستمتع بالأجواء الهادئة، وأعيش فرحة العيد مع أسرتي في مكان بعيد عن أصوات إطلاق النيران، والسير في الشوارع المزدحمة بالأكمنة الأمنية»، مضيفاً: «خلال أيام تناولنا الغداء على الشاطئ، ووجدت كثيرا من الجيران والأصدقاء توجهوا للبحر بحثاً عن أجواء ترفيهية تشعرهم وأطفالهم بفرحة العيد».
محمد سمير، طالب جامعي من أبناء مدينة الشيخ زويد، قال: «حضرت مع 4 أصدقاء إلى الشاطئ لمعايشة أجواء العيد، بعد أن تم استئجار أحد الشاليهات». وشاطئ مدينة العريش على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ووفقاً للبيانات الرسمية لمحافظة شمال سيناء يمتد لمسافة تصل لنحو 15 كلم، من بين امتداد 150 كلم هي سواحل شمال شبه جزيرة سيناء، ويطلق عليه اسم «شاطئ النخيل» نظراً لكثافة أشجار النخيل.
وقال مراقبون: «تقتصر زيارة شاطئ العريش على ساكني شمال سيناء والعاملين فيها، نظراً لإجراءات أمنية محددة».
واعتبر محمد سليمان، صاحب مكتب تأجير عقارات على ساحل مدينة العريش، أن «موسم العيد أنعش حركة الإقبال على الشاطئ من جديد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأسر البسيطة تأتى لتقيم خلال ساعات النهار، والبعض يقوم باستئجار شاليه على الشاطئ، تتراوح أسعاره ما بين 150 إلى 250 جنيها في الليلة»، موضحاً أن «أصحاب المشروعات السياحية يتفننون في تقديم كل ما تبحث عنه الأسر، وهي ألعاب ترفيهية للأطفال، وحفلات ليلية، فضلاً عن انتشار مظاهر ركوب الخيل والإبل على الشاطئ وجميعها مظاهر بهجة تشعر من يحضر للمكان بفرحة العيد».
شواطئ شمال سيناء قبلة الفارين من «نيران الإرهاب»
https://aawsat.com/home/article/1856011/%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%C2%BB
شواطئ شمال سيناء قبلة الفارين من «نيران الإرهاب»
الأهالي تسابقوا إليها للاحتفال بعيد الأضحى
شواطئ شمال سيناء قبلة الفارين من «نيران الإرهاب»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة