بنوك عالمية: السعودية قادرة على ضبط أسعار النفط

محللون: المملكة تستطيع تحمل 70 دولارا للبرميل لعامين

يؤكد باحثون لدى مصارف ومؤسسات مالية عالمية أن السعودية تمتلك القدرات المالية العالية لتتحمل انخفاض الأسعار وحتى مستوى 70 دولارا للبرميل ولمدة عامين (رويترز)
يؤكد باحثون لدى مصارف ومؤسسات مالية عالمية أن السعودية تمتلك القدرات المالية العالية لتتحمل انخفاض الأسعار وحتى مستوى 70 دولارا للبرميل ولمدة عامين (رويترز)
TT

بنوك عالمية: السعودية قادرة على ضبط أسعار النفط

يؤكد باحثون لدى مصارف ومؤسسات مالية عالمية أن السعودية تمتلك القدرات المالية العالية لتتحمل انخفاض الأسعار وحتى مستوى 70 دولارا للبرميل ولمدة عامين (رويترز)
يؤكد باحثون لدى مصارف ومؤسسات مالية عالمية أن السعودية تمتلك القدرات المالية العالية لتتحمل انخفاض الأسعار وحتى مستوى 70 دولارا للبرميل ولمدة عامين (رويترز)

يرجح أن تتجه السعودية إلى خفض إنتاج النفط للمحافظة على الأسعار فوق مستوى 100 دولار للبرميل، حتى بعد أكبر خفض تشهده المملكة خلال عامين، وفقا لبنك «بي إن بي باريبا» فرع السعودية، وبنك «سوسيتيه جنرال» فرع السعودية.
وأخبرت منظمة أوبك أكبر مصدر للنفط في العالم، الأسبوع الماضي، بأنها قد ضخت 408 آلاف برميل في اليوم خلال الشهر الماضي، وهو ما يقرب مما تنتجه أستراليا. وارتفع إنتاج النفط في إيران، والعراق، ونيجيريا، مما عزز كم العرض، وهو ما دفع بدوره العقود الآجلة للنفط الخام القياسي إلى أدنى من 100 دولار للبرميل خلال هذا الشهر لأول مرة منذ يونيو (حزيران) عام 2013. وربما تضطر السعودية إلى خفض الإنتاج بكمية مماثلة مرة أخرى بهدف استقرار الأسعار، حسبما أفادت البنوك.
ومن المتوقع أن يسجل الطلب العالمي على النفط هذا العام أضعف نمو له منذ عام 2011، تماما مثل ارتفاع النفط الصخر الأميركي الذي يعني تسجيل ارتفاع في إنتاج النفط لدى الدول التي ليست أعضاء في منظمة الأوبك لأعلى مستوياته منذ الثمانينات، طبقا لوكالة الطاقة الدولية. ودفعت تلك الوفرة في الإنتاج معظم أعضاء منظمة الأوبك في الشرق الأوسط، بما فيهم المملكة العربية السعودية، إلى خفض الأسعار للعملاء.
وقال مايكل ويتنر، رئيس أبحاث سوق النفط لدى بنك «سوسيتيه جنرال» في نيويورك، عبر الهاتف في التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي «إننا نسبح في النفط الخام، وإنهم يعرفون ذلك أفضل من أي شخص آخر لأنهم أكبر المصدرين. ويظهر لنا التاريخ أن السعوديين سوف يفعلون ما يلزم فحسب».

* الناتج الصناعي
* تداول خام برنت قرابة 99 دولارا للبرميل الأسبوع الحالي، ضمن نطاق يتراوح بين 95 دولارا و110 دولارات، وصف بأنه نطاق عادل من قبل وزير النفط السعودي علي النعيمي، في اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للبترول في شهر يونيو الماضي. وقد تراجعت العقود الآجلة إلى مستوى 96.21 دولار في 15 سبتمبر الحالي، وهو أدنى سعر يسجله خلال يوم في العامين الماضيين، حيث توسع الإنتاج الصناعي الصيني في أضعف وتيرة يشهدها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008. سوف تشكل الصين نسبة 11 في المائة من الطلب العالمي على النفط هذا العام، مقارنة بنسبة 21 في المائة للولايات المتحدة، طبقا لوكالة الطاقة الدولية.
وحققت السعودية أكبر مساهماتها في خفض إنتاج منظمة أوبك في عام 2008 وعام 2009، في الوقت الذي انكمش فيه الطلب في ظل الأزمة المالية العالمية. وسحبت المنظمة نحو خمسة ملايين برميل من الإنتاج اليومي خارج السوق، مما أنعش الأسعار من نحو 30 دولارا للبرميل في نهاية عام 2008 إلى نحو 80 دولارا للبرميل في العام التالي.
يقول هاري تشيلينغوريان، رئيس استراتيجية أسواق السلع لدى بنك «BNP» في لندن، في رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني بتاريخ 11 سبتمبر «سوف تعمل المملكة على استقرار ومن ثم دعم أسعار النفط، ليس فقط بسبب أن ذلك يصب في مصلحتها، ولكنه يصب كذلك في مصلحة أعضاء منظمة الأوبك من منطقة الشرق الأوسط».
من ناحيته، رفض مسؤول إعلامي بوزارة النفط السعودية التعليق على سياسات الدولة حينما جرى اتصال هاتفي معه، طالبا عدم الكشف عن هويته لحديثه عن سياسات الحكومة.

* موازنة الحكومة
* سوف يستقر سعر خام برنت عند متوسط 107 دولارات للبرميل في الربع الأخير وعند مستوى 105.8 دولار للبرميل في عام 2015، طبقا لمتوسط تقديرات أكثر من 31 محللا تم تجميعها بواسطة وكالة «بلومبيرغ». وقد يبلغ متوسط سعر خام برنت 90 دولارا في الربع الأخير إذا اختارت السعودية عدم المحافظة على خفض الإنتاج، طبقا لمايكل ويتنر من «سوسيتيه جنرال».
تمثل الصادرات النفطية نحو 90 في المائة من الميزانية الحكومية السعودية. وقد أعلن الملك عبد الله عن استثمار بقيمة 130 مليار دولار في عام 2011 لخلق الوظائف وخطة بقيمة 500 مليار دولار لبناء المدن في الصحراء بدأت العام الماضي. وقد ترغب السعودية كذلك في زيادة أسعار النفط لمساعدة العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في مجموعة أوبك، حيث يكافح انتشار تنظيم داعش في شمال البلاد، طبقا للسيد هاري تشيلينغوريان.
ومن المتوقع أن تخفض السعودية الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل في اليوم في الربع الأخير مع الذروة الصيفية في الطلب المحلي لتراخيص توليد الطاقة، وفقا لجوليان لي، وهي خبيرة استراتيجية لدى وكالة «بلومبيرغ» للأنباء في لندن، فقد استهلكت المملكة 827 ألف برميل في اليوم لتوليد الطاقة في شهر يونيو الماضي، وهو أكبر معدل مسجل خلال أربع سنوات، طبقا لمبادرة البيانات المشتركة ومقرها الرياض.

* أسعار النفط
* صرح المسؤولون في منظمة أوبك، ومن بينهم النعيمي وزير النفط السعودي، بأنهم لا يرون حاجة ملحة للاستجابة إلى الهبوط في أسعار النفط، والتي لا تزال أكثر من ضعف مستواها منذ عقد من الزمان.
وقد صرح النعيمي للصحافيين في الكويت بتاريخ 11 سبتمبر الحالي بأن «الأسعار دائما ما تتقلب وهذا أمر طبيعي». ويعتبر الهبوط الحالي من قبيل التقلبات الموسمية، وسوف تتعافى الأسعار بحلول نهاية العام الحالي، وحسبما صرح الأمين العام السيد عبد الله البدري في فيينا بالأمس، فقد ينخفض إنتاج المنظمة إلى 29.5 مليون برميل في اليوم خلال العام التالي من واقع 30 مليون برميل في اليوم حاليا.
ربما تكون هناك محفزات للسعودية لكي تسمح باستمرار تراجع أسعار النفط، طبقا لمؤسسة «بنك أوف أميركا» وبنك «DNB ASA»، أكبر بنوك النرويج. والسماح لخام برنت بالهبوط تحت مستوى 85 دولارا للبرميل من شأنه إبطاء ازدهار الصخر الزيتي الأميركي نظرا لأن بعض المنتجين قد يخسرون أموالا إذا ما استمر الضخ وفق السعر المذكور، حسبما صرح السيد فرانشيسكو بلانش، رئيس أبحاث السلع لدى «بنك أوف أميركا»، بتاريخ التاسع من سبتمبر الحالي.
وقال آدم سيمنسكي، مسؤول إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بتاريخ التاسع من سبتمبر، إن إنتاج الخام الأميركي سوف يرتفع بمقدار مليون برميل في اليوم وصولا إلى 9.53 مليون برميل في اليوم خلال العام المقبل، وهو أعلى إنتاج يسجل منذ السبعينات.

* القدرات المالية العالية
* يقول بلانش، لدى «بنك أوف أميركا»، إن الحد من طفرة الصخر الزيتي الأميركي من شأنه ضمان استمرار اعتماد الولايات المتحدة على الطاقة الشرق أوسطية. وانخفضت صادرات النفط الخام السعودي إلى أكبر مستهلك عالمي بمقدار مليون برميل يوميا في شهر يونيو الماضي، مقارنة بمتوسط 1.4 مليون برميل خلال الشهور الخمسة الأولى، طبقا لوكالة الطاقة الدولية، وهي هيئة استشارية مقرها باريس تقدم خدماتها إلى 29 دولة صناعية.
يقول توربغورن كجوس، وهو محلل لدى بنك «DNB» في أوسلو، عن طريق الهاتف «بالنسبة للسعوديين، لا أتفهم لماذا يتدخلون ويديرون الأسعار ما لم تهبط تحت مستوى 90 دولارا للبرميل. إن السعوديين يستفيدون من ذلك لاختبار الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه الصخر الزيتي الأميركي».
وطبقا لمؤسسة جوانب الطاقة المحدودة الاستشارية في لندن، فإن الزعيمة الفعلية لمنظمة أوبك تمتلك القدرات المالية العالية لتتحمل انخفاض الأسعار وحتى مستوى 70 دولارا للبرميل ولمدة عامين من دون مواجهة أي صعوبات اقتصادية. حيث تحتفظ المملكة بأصول احتياطية قدرت بـ741 مليار دولار في شهر يوليو (تموز) الماضي، أي تقريبا ضعف المستوى المسجل منذ خمس سنوات ماضية، طبقا لمؤسسة النقد العربي السعودي.

* الخصومات المنعكسة
* ينبغي على السعودية عدم التركيز على مستويات الأسعار فحسب، وفقا إلى سيث كلاينمان، رئيس أبحاث الطاقة الأوروبية لدى مجموعة «سيتي غروب» في لندن. وأضاف «يعد خفض الإنتاج ضروريا لعكس الخصم على التسليمات الفورية مقابل التسليمات اللاحقة للنفط الخام، وهو هيكل في السوق يعرف باسم التأجيل ومن شأنه تشجيع التجار على تخزين النفط الخام. يمكن إعادة النفط الخام المخزن إلى السوق خارج سيطرة المملكة، ويحتمل أن يحبط ذلك جهود استقرار الأسعار»، على حد زعمه.
واستطرد كلاينمان قائلا عبر الهاتف «يوجد فائض كبير وواضح في السوق. ليست علامة المائة دولار هي ما يتطلع إليه الجميع، لكن الحقيقة أنك قد وصلت إلى مستوى التأجيل الحاد».
* بالاتفاق مع {بلومبيرغ}



مصر تبحث مع السعودية زيادة الاستثمارات

رئيس الوزراء المصري لدى استقبال وفد سعودي رسمي في القاهرة يوم الخميس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري لدى استقبال وفد سعودي رسمي في القاهرة يوم الخميس (الشرق الأوسط)
TT

مصر تبحث مع السعودية زيادة الاستثمارات

رئيس الوزراء المصري لدى استقبال وفد سعودي رسمي في القاهرة يوم الخميس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري لدى استقبال وفد سعودي رسمي في القاهرة يوم الخميس (الشرق الأوسط)

بحث رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع الدكتور عصام بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، ومحمد التويجري، المستشار بالديوان الملكي، والسفير السعودي في القاهرة أسامة نقلي، زيادة استثمارات المملكة في مصر وتذليل العقبات أمام المستثمرين السعوديين.

وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء في مصر، بأن الاجتماع شهد التأكيد على عمق العلاقات القوية والروابط الوثيقة التي تربط مصر بالمملكة العربية السعودية، وأن هذه العلاقات شديدة التميز على مستوى القيادة السياسية في البلدين. وشدد على أن هناك حرصاً شديداً على دفع التعاون المشترك نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر.

وأشار البيان إلى أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات التي تستهدف تذليل مختلف التحديات والمعوقات أمام الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وأكد حرص الحكومة على زيادة الاستثمارات السعودية في مصر، وحل مشكلات المستثمرين السعوديين.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول عدداً من المحاور حول زيادة الاستثمارات السعودية، وفي هذا الصدد تم التأكيد على أن هناك مفاوضات جارية حالياً بين وزراء ومسؤولين معنيين من الجانبين المصري والسعودي لبحث أوجه فتح مجالات أوسع للتعاون المشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتم التأكيد من الجانبين على أهمية ضخ استثمارات جديدة في عدد من القطاعات، بجانب عقد شراكات استثمارية جديدة بالاستفادة من الفرص المتوافرة في السوق المصرية.

جدير بالذكر أن بندر العامري، رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، أفاد في مقابلة سابقة مع «الشرق بلومبرغ» بأن حجم استثمارات القطاع الخاص السعودي في مصر بلغ 35 مليار دولار، في حين ذكرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، في تقرير أصدرته منتصف العام الماضي، أن حجم الاستثمارات السعودية في مصر وصل إلى نحو 32 مليار دولار.

ومن جهة أخرى، تركز «الشركة السعودية المصرية للاستثمار»، التي أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن تأسيسها في أغسطس (آب) 2022، على الاستثمار في عدة قطاعات رئيسية، من ضمنها: البنية التحتية، والتطوير العقاري، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، بالإضافة إلى الاستثمار في المشروعات الغذائية والزراعية والصناعية، مثل الصناعات الدوائية وغيرها من الفرص الاستثمارية الجاذبة.

وخلال الأيام الأخيرة، تدوولت أنباء حول اعتزام «الشركة السعودية المصرية للاستثمار» الاستحواذ على ما لا يقل عن 75 في المائة من أسهم شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا للتعليم) مقابل 14 جنيهاً (نحو 29 سنتاً) للسهم الواحد، بحسب إفصاح على موقع «بورصة مصر» الأسبوع الماضي، أشار إلى أن نسبة الاستحواذ قد تصل إلى 100 في المائة.

وعملية الاستحواذ بقصد الاندماج، ستتم من خلال زيادة رأسمال شركة «سوشيال إمباكت كابيتال» المالكة لنحو 51.5 في المائة من أسهم «سيرا للتعليم».

وبحسب المعلومات المتاحة، يتضمن العرض شطب قيد أسهم «سيرا للتعليم» بشكل اختياري من البورصة المصرية بعد إتمام إجراءات الاستحواذ، والإسهام في تحويلها بعد ذلك إلى شركة إقليمية رئيسية رائدة في قطاع التعليم.


السعودية تُصدر 12 رخصة تعدينية جديدة خلال مارس

أحد المواقع التعدينية في السعودية (موقع وزارة الصناعة والثروة المعدنية)
أحد المواقع التعدينية في السعودية (موقع وزارة الصناعة والثروة المعدنية)
TT

السعودية تُصدر 12 رخصة تعدينية جديدة خلال مارس

أحد المواقع التعدينية في السعودية (موقع وزارة الصناعة والثروة المعدنية)
أحد المواقع التعدينية في السعودية (موقع وزارة الصناعة والثروة المعدنية)

أصدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، 12 رخصة تعدينية جديدة خلال شهر مارس (آذار) الماضي، للعمل على استغلال الثروات المعدنية في المملكة التي تقدّر قيمتها بنحو 9.3 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار). وأفاد المتحدث الرسمي للوزارة جراح الجراح، بأن إجمالي عدد الرخص التعدينية السارية في القطاع حتى نهاية شهر مارس بلغ 2453 رخصة، تتصدرها رخص محاجر مواد البناء بـ1587 رخصة.

وأكد الجراح أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تسعى إلى حماية قطاع التعدين وتعظيم قيمته وفق مستهدفات «رؤية 2030»، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية، لتحويل التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية، والعمل على استغلال الثروات المعدنية في المملكة التي تنتشر في أكثر من 5300 موقع وتقدر قيمتها بنحو 9.3 تريليون (2.5 تريليون دولار).

وفي التفاصيل، ذكرت الوزارة أنها أصدرت خلال مارس 10 رخص محجر مواد بناء، ورخصة واحدة لكل من «فائض الخامات المعدنية»، و«الاستطلاع»، وفقاً لتقرير «المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية».


1.78 مليار دولار حجم سوق مراكز البيانات في السعودية 2023

جناح شركة «إنفوبيب» أثناء مشاركتها بمعرض ليب في السعودية مؤخراً (موقع الشركة)
جناح شركة «إنفوبيب» أثناء مشاركتها بمعرض ليب في السعودية مؤخراً (موقع الشركة)
TT

1.78 مليار دولار حجم سوق مراكز البيانات في السعودية 2023

جناح شركة «إنفوبيب» أثناء مشاركتها بمعرض ليب في السعودية مؤخراً (موقع الشركة)
جناح شركة «إنفوبيب» أثناء مشاركتها بمعرض ليب في السعودية مؤخراً (موقع الشركة)

تدير شبكة واسعة من مراكز البيانات الدولية أعمالها في السعودية التي تعد أن هذه المراكز هي عصب التحول الرقمي، وكان آخرها شركة «إنفوبيب» (infobip) العالمية الرائدة في منصات الاتصالات السحابية، التي اختارت مؤخراً المملكة لاستضافة أول مركز بيانات لها، كونها تمثل إحدى الأسواق الرئيسية ذات الدور الحيوي في عملية اتخاذ القرارات الإقليمية، وفق ما أكده مديرها في السعودية أمسال كابيتانوفيتش لـ«الشرق الأوسط».

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة «أريزتون» العالمية للأبحاث والأسواق، بلغ حجم سوق مراكز البيانات في السعودية 1.78 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.18 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.13 في المائة خلال المدة المتوقعة.

ووفق التقرير، تعتمد سوق مراكز البيانات في السعودية على مبادرات التحول الرقمي، والتي تعد «رؤية 2030» بمثابة تغيير رئيسي في تحويل المشهد الرقمي في البلاد، مرجحاً أن يؤدي اعتماد الحكومة والقطاع العام لاستراتيجية السحابة أولاً إلى تعزيز اعتماد السحابة والسوق في البلاد. علماً أن كثيراً من الشركات السحابية العالمية، مثل «غوغل»، و«مايكروسوفت»، و«أوراكل كلاود»، و«علي بابا كلاود» أعلنت عن خططها لدخول سوق مراكز البيانات في المملكة العربية السعودية.

وأوضح كابيتانوفيتش أن المنصة الأولى للشركة في الرياض لن تكون الوحيدة، إذ إنها تعمل حالياً على اختيار موقع ثانٍ يتم إنشاؤه لأغراض متعلقة بالتعافي من الكوارث، وسيعزز الالتزام بتقديم حلول موثوقة، وضمان امتثالها للمتطلبات التنظيمية.

وكشف عن التعاون في الوقت الراهن مع الأجهزة المختصة السعودية التي تقدم لها النصائح والإرشادات التي تساعدها على ضمان الامتثال الكامل للمتطلبات التنظيمية، ما يجعل من هذه الجهات عامل تمكين حقيقياً يبين لها الطريق الصحيحة التي ستتيح إظهار الإمكانات الحقيقية لـ«إنفوبيب» للحلول في إجراء التحول الرقمي لصالح العملاء.

خدمة العملاء

وسرد كابيتانوفيتش الأسباب الرئيسية لاختيار إطلاق مركز البيانات في المملكة، أبرزها أن السوق تمثل إحدى الأسواق الرئيسية في عملية اتخاذ القرارات الإقليمية، بالإضافة إلى تزويد العملاء المحليين بالمجموعة الكاملة من الحلول.

ولفت إلى أن شركته تعد وجهة موحدة وشاملة لاستراتيجيات الاتصالات لصالح العملاء، ما يؤكد حرص «إنفوبيب» على استثمار جميع المصادر المتاحة من أجل تحسين الحلول المقدمة إلى أقصى حد ممكن، مع ضمان الامتثال في الوقت ذاته للقوانين المحلية المعمول بها.

وتمكّن الاستثمارات والجهود التي تبذلها الشركة في المملكة، عملاءها الحاليين والمستقبليين من بناء علاقات متينة، وضمان امتثالهم التام بالقوانين، إضافة إلى تخزين ومعالجة بياناتهم بأمان.

وقال مدير «إنفوبيب» في السعودية: «نعمل بدأب على توسيع نطاق عملياتنا في المملكة ليس من منظور استثمارات البنية التحتية فحسب، بل أيضاً من حيث تطوير رأس المال البشري الموجود، ومن ضمن ذلك المجالات القيادية والأنشطة التي ستؤثر في كامل المنطقة».

مشاريع جديدة

وأفصح عن تحركات متسارعة حالياً لإصدار عدد من الرخص وعمليات النشر الإضافية التي سيتم الإعلان عنها قريباً، حيث ستسهم هذه الخطوات جميعها في منح «إنفوبيب» وعملائها مزايا كبيرة خلال ابتكار لمشاريع التحول الرقمي التي ستقوم بإطلاقها خلال العام الحالي

وتابع أن استضافة البيانات في المملكة سيكون لها الأثر الملموس لصالح الشركات الكبيرة والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى تلك الناشئة والصغيرة والمتوسطة، موضحاً أن عملية النشر التي قامت بها الشركة تسهم في إتاحة المنصة العالمية للعملاء في البلاد، وتمكّن المنشآت الخاصة من تطوير كامل استراتيجيات التواصل والدعم الخاصة بعملائها ونشرها عبر منصة موحدة.

وأكمل كابيتانوفيتش أن الشركات ستحصل بفضل إمكانية الوصول إلى منصة «إنفوبيب» على وحدة متعددة القنوات ومتكاملة الخصائص، وعلى وحدات البرمجيات المقدمة مثل خدمة «إس إيه إيه إس»، مثل روبوتات الدردشة، ومراكز الاتصال الرقمية، ومراكز التفاعل مع العملاء، وملف بيانات العملاء وغيرها، والتي تم تطويرها جميعاً، وتجري صيانتها من قبل الفرقة الداخلية.


غرين: على بنك إنجلترا انتظار المزيد من الأدلة قبل خفض الفائدة

منظر عام لمبنى بنك إنجلترا في بريطانيا (رويترز)
منظر عام لمبنى بنك إنجلترا في بريطانيا (رويترز)
TT

غرين: على بنك إنجلترا انتظار المزيد من الأدلة قبل خفض الفائدة

منظر عام لمبنى بنك إنجلترا في بريطانيا (رويترز)
منظر عام لمبنى بنك إنجلترا في بريطانيا (رويترز)

قالت صانعة السياسات في بنك إنجلترا، ميغان غرين، الخميس، إن بنك إنجلترا يجب أن ينتظر المزيد من الأدلة القاطعة على أن ضغوط التضخم القوية في بريطانيا أصبحت أقل عناداً، قبل أن يتحرك لخفض أسعار الفائدة.

وقالت غرين، في كلمة ألقتها في مقر شركة «مايك يو كيه»، وهي هيئة صناعة تصنيعية، إن هناك المزيد من عدم اليقين بشأن مدى تراجع استمرار التضخم، خاصة في سوق العمل الضيقة في البلاد، مقارنة بكيفية تأثير أسعار الفائدة المرتفعة لبنك إنجلترا على الاقتصاد، وفق «رويترز».

وأضافت: «بالنظر إلى المدة التي يجب أن نحتفظ فيها بموقفنا التقييدي قبل تخفيف السياسة النقدية، أعتقد أن عبء الإثبات يجب أن يكمن في استمرار التضخم في التراجع».

وصوتت غرين، الأسبوع الماضي، لصالح إبقاء سعر الفائدة عند 5.25 في المائة - وهو أعلى مستوى له منذ عام 2008 - إلى جانب أغلبية لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء في بنك إنجلترا، على الرغم من أن عضوين أيّدا عملية التخفيض.

وفي أبريل (نيسان)، قالت إن تخفيضات أسعار الفائدة في بريطانيا يجب أن تظل «بعيدة المنال»؛ بسبب استمرار الضغوط التضخمية.

وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، الأسبوع الماضي، إن تخفيض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل للمصرف المركزي في يونيو (حزيران) «ليس مستبعداً ولا أمراً واقعاً».

وتتوقع الأسواق المالية فرصة بنسبة 50 في المائة تقريباً لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الشهر المقبل، ويُنظر إلى التخفيض في أغسطس (آب) على أنه أمر مؤكد، يليه خفض آخر قبل نهاية العام.

ومن المتوقع أن تُظهر البيانات الرسمية، الأسبوع المقبل، تباطؤ تضخم أسعار المستهلكين البريطاني ليقترب من هدف بنك إنجلترا البالغ 2 في المائة في أبريل، مدعوماً بانخفاض تكاليف الطاقة، وانخفاضه من الذروة البالغة 11.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

لكن تضخم أسعار الخدمات - الذي بلغ 6 في المائة في الأشهر الـ12 حتى مارس (آذار)، مما يعكس نمواً قوياً في الأجور - من المرجح أن يظل أعلى من المعدل الرئيسي، مما يشكل خطر ضغوط الأسعار الطويلة الأجل، ويمنع بنك إنجلترا من التحرك بسرعة لخفض تكاليف الاقتراض.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، إن المصرف المركزي قد يكون قادراً على التفكير في خفض أسعار الفائدة خلال الصيف، على الرغم من أنه كرر مخاوفه من أن سوق العمل في بريطانيا لا يزال متشدداً وفقاً للمعايير التاريخية.


«المركزي» الأوروبي يُحافظ على غموض موعد خفض أسعار الفائدة

منظر يظهر مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت - ألمانيا (رويترز)
منظر يظهر مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت - ألمانيا (رويترز)
TT

«المركزي» الأوروبي يُحافظ على غموض موعد خفض أسعار الفائدة

منظر يظهر مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت - ألمانيا (رويترز)
منظر يظهر مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت - ألمانيا (رويترز)

قال صانع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي، ماريو سنتينو، يوم الخميس، إن معدل التضخم في منطقة اليورو في انخفاض مستمر باتجاه 2 في المائة، وإن أسعار الفائدة في المصرف ستبدأ بالتأكيد في الانخفاض، رافضاً التنبؤ بما إذا كان ذلك سيحدث في الاجتماع المقبل، في يونيو (حزيران).

وقال في مؤتمر صحافي في لشبونة: «هذا الاقتراب من معدل التضخم إلى 2 في المائة أمر حقيقي، ونحن على يقين من أن سعر الفائدة في السياسة النقدية سينخفض»، وفق «رويترز».

وتابع قائلاً: «تتوقع السوق أن يبدأ خفض أسعار الفائدة في يونيو... لن أتوقع القرار»، مضيفاً أن المعدل سيحدد بناءً على البيانات في كل اجتماع، وأنه يفضل تخفيضات تدريجية بدلاً من خفض حاد مفاجئ.

على صعيد آخر، استقرت عوائد سندات منطقة اليورو عند أدنى مستوياتها في شهر واحد، يوم الخميس، حيث استفادت السندات في جميع أنحاء العالم من بيانات أميركية صدرت في اليوم السابق أظهرت تراجع التضخم بشكل طفيف في أبريل (نيسان).

وتدعم البيانات الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي يمكنه خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، مما يجعل الأمور في المقابل أسهل على المركزي الأوروبي، والذي من المرجح أن يبدأ دورة خفض أسعاره في الشهر المقبل.

واستقر عائد سندات ألمانيا لأجل 10 سنوات، وهو المعيار لسندات منطقة اليورو، عند 2.43 في المائة في يوم التداول، بعد أن انخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 2.4 في المائة في التعاملات المبكرة إلى أدنى مستوى له منذ 15 أبريل.

وانخفض العائد الألماني بأكثر من 12 نقطة أساس، يوم الأربعاء، موسعاً الانخفاضات السابقة في أعقاب الأرقام الأميركية التي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي بنسبة 0.3 في المائة، الشهر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 0.4 في المائة في مارس (آذار) وفبراير (شباط).

وباستثناء مكوِّنات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.3 في المائة في أبريل بعد أن ارتفع بنسبة 0.4 في المائة لمدة 3 أشهر متتالية.

وقال رئيس الدخل الثابت الأميركي في «يانوس هندرسون إنفسترز»، غريغ ويلنسكي: «سيعتبر الاحتياطي الفيدرالي تقرير التضخم هذا الأسبوع مشجعاً، حيث تستجيب أسعار الفائدة وأسواق المخاطر أيضاً بشكل إيجابي مناسب».

وتقوم الأسواق حالياً بتسعير تخفيضين لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي لعام 2024، من المحتمل أن يبدأ في سبتمبر (أيلول)، و3 تخفيضات من المركزي الأوروبي، بدءاً من الشهر المقبل.

وقال محللو «آي إن جي» في مذكرة: «مع استمرار غموض خفض أسعار الفائدة من (المركزي الأوروبي) بعد يونيو، تظل أسواق اليورو حساسة لتحركات الولايات المتحدة».

واستقر عائد سندات إيطاليا لأجل 10 سنوات عند 3.73 في المائة في يوم التداول، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى شهر واحد عند 3.71 في المائة في التعاملات المبكرة. وانخفض العائد بمقدار 16 نقطة أساس يوم الأربعاء، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد خلال عام.

ويبلغ الفارق بين عائد سندات إيطاليا وألمانيا لأجل 10 سنوات 130 نقطة أساس، أي في منتصف نطاقه الأخير.

وارتفع عائد سندات ألمانيا لأجل سنتين نقطة أساس واحدة إلى 2.90 في المائة. ومثل نظيرتها ذات الأجل الأطول، فقد لامست أدنى مستوى لها منذ 15 أبريل في التعاملات المبكرة.


صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025

أشار صندوق النقد إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي لكن كبير في العراق (أ.ف.ب)
أشار صندوق النقد إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي لكن كبير في العراق (أ.ف.ب)
TT

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025

أشار صندوق النقد إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي لكن كبير في العراق (أ.ف.ب)
أشار صندوق النقد إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي لكن كبير في العراق (أ.ف.ب)

قال صندوق النقد الدولي إن الاقتصاد العراقي انكمش بنسبة 2.2 في المائة عام 2022، متوقعاً نموه بنسبة 1.4 في المائة في 2024 و5.3 في المائة في 2025. كما توقع اتساع عجز الموازنة العراقية إلى 7.6 في المائة في 2024 من 1.3 في المائة في 2023. وأشار الصندوق إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي لكن كبير في العراق لتحقيق الاستقرار في الديون على المدى المتوسط وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.

وكان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي اختتم مشاورات المادة الرابعة مع العراق، وأشار في بيان إلى تحسن الاستقرار الداخلي منذ أن تولت الحكومة الجديدة مهامها في أكتوبر (تشرين الأول) 2022؛ مما سهّل إقرار أول موازنة للعراق مدتها ثلاث سنوات، والتي استلزمت توسعاً مالياً كبيراً بدءاً من عام 2023. وقد دعم ذلك التعافي القوي في الاقتصاد غير النفطي في العراق بعد انكماش في عام 2022 - 2023، في حين لم يتأثر العراق إلى حد كبير بالصراع الدائر في المنطقة.

وقال الصندوق إن التضخم المحلي في العراق انخفض إلى 4 في المائة بحلول نهاية عام 2023؛ مما يعكس انخفاض أسعار المواد الغذائية الدولية، وإعادة تقييم العملة ابتداءً من فبراير (شباط) 2023، وعودة تمويل التجارة إلى طبيعته.

لكنه أشار إلى تفاقم الاختلالات بسبب التوسع المالي الكبير وانخفاض أسعار النفط، متوقعاً أن يؤدي التوسع المالي المستمر إلى تعزيز النمو في عام 2024، على حساب المزيد من التدهور في الحسابات المالية والخارجية وضعف العراق أمام تقلبات أسعار النفط. وقال: «من دون تعديل السياسات، فإن مخاطر ضغوط الديون السيادية متوسطة الأجل مرتفعة ويمكن أن تنشأ مخاطر على الاستقرار الخارجي. وتشمل المخاطر السلبية الرئيسية انخفاض أسعار النفط بشكل كبير أو انتشار الصراع في غزة وإسرائيل».

وأشار البيان إلى أن الاقتصاد العراقي انكمش بنسبة 2.2 في المائة عام 2022، متوقعاً نموه بنسبة 1.4 في المائة في 2024 و5.3 في المائة في 2025. كما توقع اتساع عجز الموازنة العراقية إلى 7.6 في المائة في 2024 من 1.3 في المائة في 2023.

كما توقع أن يبلغ دين الحكومة العراقية 48.2 في المائة من الناتج المحلي في 2024 و54.6 في المائة في 2025. وأكد المديرون في بيانهم أن هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي، لكن كبير، لتحقيق استقرار الدين على المدى المتوسط وإعادة بناء هوامش الأمان المالية، وشجّعوا السلطات على التركيز على السيطرة على فاتورة الأجور العامة، والإلغاء التدريجي لسياسات التوظيف الإلزامية، وتعبئة الإيرادات غير النفطية، مع توجيه المساعدات الاجتماعية بشكل أفضل. واتفق المديرون على أن التنفيذ الفوري لإصلاحات إدارة الجمارك والإيرادات، والتنفيذ الكامل لحساب الخزانة الموحد، والرقابة الصارمة والحد من استخدام الأموال من خارج الميزانية والضمانات الحكومية، هي أمور أساسية لدعم ضبط أوضاع المالية العامة. ومن المهم أيضاً الحد من التمويل النقدي وإصلاح نظام التقاعد.

وأشاد المديرون بجهود المصرف المركزي لتشديد السياسة النقدية وتعزيز إطار إدارة السيولة. ومن شأن تحسين التنسيق بين العمليات المالية والنقدية أن يساعد على امتصاص السيولة الفائضة وتعزيز انتقال السياسة النقدية. واتفقوا على أن تسريع عملية إعادة هيكلة البنوك الكبيرة المملوكة للدولة أمر ضروري أيضاً. وشجعوا على مواصلة تحديث القطاع المصرفي الخاص، من خلال تسهيل إنشاء علاقات مصرفية مراسلة، والحد من الشكوك التنظيمية، وتعزيز كفاءة البنوك الخاصة وقدرتها التنافسية.

وشدد المديرون على ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية لإطلاق العنان لتنمية القطاع الخاص، وشجعوا على تكافؤ الفرص بين الوظائف العامة والخاصة، وتعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة، وإصلاح قوانين التعليم والعمل. واتفق المديرون على أن تحسين الحوكمة ومكافحة الفساد أمران أساسيان أيضاً، وشجعوا على مواصلة تعزيز إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز أنظمة المشتريات العامة والأعمال التجارية، ومعالجة أوجه القصور في قطاع الكهرباء.

ورحب المديرون بالجهود المتجددة نحو الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. كما شجعوا السلطات على تحسين تغطية الإحصاءات وتوقيتها.


أميركا تبحث مع الصين مخاوفها بشأن «إساءة استخدام» الذكاء الاصطناعي

مقر لشركة «مايكروسوفت» الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
مقر لشركة «مايكروسوفت» الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
TT

أميركا تبحث مع الصين مخاوفها بشأن «إساءة استخدام» الذكاء الاصطناعي

مقر لشركة «مايكروسوفت» الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)
مقر لشركة «مايكروسوفت» الأميركية في العاصمة الفرنسية باريس (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة مساء الأربعاء أنها أثارت مع الصين مخاوفها بشأن «إساءة استخدام» الأخيرة للذكاء الاصطناعي، لكنها أعربت عن أملها في إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين القوتين الكبريين بشأن هذه التقنية السريعة النمو.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إن مسؤولين من الجانبين أجروا محادثات «صريحة وبناءة» الثلاثاء في جنيف تناولت الذكاء الاصطناعي. وأضافت في بيان: «شددت الولايات المتحدة على أهمية ضمان أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة وجديرة بالثقة من أجل الاستفادة منها ومواصلة بناء إجماع عالمي على هذا الأساس».

وتابعت: «أثارت الولايات المتحدة أيضا المخاوف بشأن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك من قبل جمهورية الصين الشعبية»... لكنها أكدت حاجة الولايات المتحدة «للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي وسلامته، كجزء مهم من إدارة المنافسة بشكل مسؤول» بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتعد هذه المحادثات أحدث الجهود التي تبذل لتحسين العلاقات بين الطرفين بعد سنوات من التوتر المتصاعد.

لكن الدبلوماسية لم تمنع إدارة بايدن من مواصلة تكثيف ضغوطه على بكين، حيث أعلن الثلاثاء زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية. وتشعر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بالقلق من التقدم السريع الذي تحققه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك براعتها في التزييف العميق الذي يخشى خبراء من استخدامه على وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب بالرأي العام.

وتعرض تطبيق «تيك توك» أيضا لضغوط أميركية، حيث وقع بايدن على قانون يتيح حظر التطبيق ما لم يتخل عن مالكيه الصينيين.

قالت شركة «مايكروسوفت» يوم الخميس إنها تطلب من بعض موظفيها المقيمين في الصين التفكير في الانتقال خارج البلاد، مع تزايد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسبب تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي نشرت الخبر لأول مرة، إن «مايكروسوفت» تطلب من نحو 700 إلى 800 شخص يشاركون في التعلم الآلي والأعمال الأخرى المتعلقة بالحوسبة السحابية أن يفكروا في الانتقال.

وقال متحدث باسم «مايكروسوفت» لـ«رويترز» في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: «توفير الفرص الداخلية جزء منتظم من إدارة أعمالنا العالمية. وكجزء من هذه العملية، شاركنا فرصة نقل داخلي اختيارية مع مجموعة فرعية من الموظفين»، دون تحديد عدد الموظفين. وقال المتحدث إن «مايكروسوفت» تظل ملتزمة تجاه الصين وستواصل العمل هناك وفي أسواق أخرى.

وذكرت «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن الموظفين، ومعظمهم مهندسون من الجنسية الصينية، عُرض عليهم في وقت سابق من الأسبوع خيار الانتقال إلى الولايات المتحدة وآيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد العلاقات الصينية الأميركية، حيث قامت إدارة الرئيس جو بايدن برفع التعريفات الجمركية على مختلف الواردات الصينية، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية ورقائق الكومبيوتر والمنتجات الطبية.

وذكرت «رويترز» في وقت سابق من هذا الشهر أن وزارة التجارة الأميركية تدرس دفعة تنظيمية جديدة لتقييد تصدير نماذج الذكاء الاصطناعي المملوكة أو مغلقة المصدر، والتي يتم الاحتفاظ ببرامجها وبياناتها التي تم التدريب عليها طي الكتمان.


الرياض وباريس تبحثان آفاق التعاون في قطاع السكك الحديدية

صورة على هامش مؤتمر «أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية» (الشرق الأوسط)
صورة على هامش مؤتمر «أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية» (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وباريس تبحثان آفاق التعاون في قطاع السكك الحديدية

صورة على هامش مؤتمر «أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية» (الشرق الأوسط)
صورة على هامش مؤتمر «أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية» (الشرق الأوسط)

أكد السفير الفرنسي لدى السعودية لودوفيك بوي أن مؤتمر «أيام السكك الحديدية والنقل الفرنسية السعودية» يشكل ترسيخاً للتعاون النوعي بين البلدين في مجال السكك الحديدية، حيث توجد 160 شركة فرنسية في المملكة تعمل في مجالات متنوعة. وأشار إلى أن هناك ثلاث شركات فرنسية تكثف وجودها في المملكة في مجال السكك الحديدية، موضحاً أنها مسؤولة عن مشاريع عدة في هذا الإطار في كل من الرياض والعلا والقدية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعد فرنسا رائدةً في قطاع السكك الحديدية، حيث يبلغ حجم مبيعاتها 4 مليارات يورو، وقد حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في صناعة السكك الحديدية، وهي اليوم تركز اهتمامها الكامل على إزالة الكربون، ورقمنة قطاع السكك الحديدية، بوصف ذلك أولوية في خطة استثمار فرنسا 2030، بمبلغ قدره 75 مليون يورو».

كلام السفير الفرنسي جاء على هامش المؤتمر السعودي - الفرنسي الذي عقد في الرياض برعاية وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، ووزارة الاستثمار، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية «ندلب»، والخطوط الحديدية السعودية «سار». ويستهدف المؤتمر، الذي يختتم أعماله يوم الخميس، استكشاف آفاق التعاون الثنائي في مجال السكك الحديدية، وذلك بمشاركة 25 شركة فرنسية عملاقة وناشئة رائدة في مجالات الهندسة والتشغيل والصيانة والتحول الرقمي للسكك الحديدية.

جانب من حضور مؤتمر «أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية» (الشرق الأوسط)

وشهد المؤتمر حضور نائب وزير النقل والخدمات اللوجيستية ورئيس الهيئة العامة للنقل في السعودية الدكتور رميح الرميح، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لـ«ندلب» سليمان المزروع، وممثّل وزارة الصناعة، والمسؤولين عن تنفيذ مشاريع السكك الحديدية الكبرى في المملكة؛ مثل «نيوم»، ومشروع القدية، والهيئات الملكية لكل من مدينة الرياض والعلا ومكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة وجبيل وينبع، إضافة إلى شركة المباني وبعض الشركات المسؤولة عن مشاريع الباصات، مثل «سابتكو».

كذلك شارك فيه عدد من صنّاع القرار السعوديين بالمجال ومع الشركات السعودية المتخصصة في هذا القطاع، بالتعاون مع الخطوط الحديدية السعودية «سار»، والهيئة الملكية لمدينة الرياض.

المؤتمر، الذي نظمته وكالة «بيزنس فرنس»، ناقش الفرص التي يستفيد منها القطاعان العام والخاص، وفرص التنقّل الذكي، وكيفية النهوض بالمشاريع الكبرى في المملكة لخلق جيل جديد من التنقّل، بالإضافة إلى الابتكارات الجديدة في قطاع النقل العام، في حين بدأت بعض الشركات الفرنسية تعمل في المملكة على تطوير قطاع السكك الحديدية.

وجاء انعقاد المؤتمر، بعد توقيع مذكرات تفاهم في مارس (آذار) 2022 بين وزارتي النقل الفرنسية والسعودية لتعزيز التعاون بينهما في قضايا السكك الحديدية والابتكارات ووسائل النقل الجديدة، حيث أعيد طرحه من جديد على الطاولة بعد زيارة وفد شركات فرنسية متخصصة في هذا القطاع إلى المملكة.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة الفرنسية «RATP-DEV»، تعد المشغّل للنقل العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتولى حالياً تنفيذ كثير من المشاريع المهمة، مثل مترو الرياض والعلا، وتقوم منذ عام 2014 بدعم مشاريع النقل العام الضخمة في السعودية، تصميماً وتنفيذاً وتشغيلاً.

وتركّز «RATP-DEV» على وضع معايير سلامة عالية لضمان خدمات نقل آمنة وموثوقة، كما تهتم بتولي وإعادة هيكلة الشبكات الحالية بما يتماشى مع طموحات وموارد السلطات التنظيمية، وتناسب سياق «رؤية 2030»، من خلال المساهمة في تطوير المدن المستدامة، حيث تعطي المدن الأولوية للنقل العادل، والاستخدام الفعّال للموارد، والشمولية، والحيوية، والتكامل داخل المناطق.

ويعد النقل والتنقل الجديد من القطاعات الرئيسية في «رؤية 2030»، حيث يهدف المشروع إلى تطوير وسائل نقل جديدة ومبتكرة وصديقة للبيئة ومضاعفة شبكة السكك الحديدية السعودية ثلاث مرات بإضافة 8000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة بحلول عام 2030، حيث بدأ في عام 2023 العمل على تطوير هذا القطاع في المملكة بعد تخصيص أكثر من 9 مليارات دولار له.


وزير الاقتصاد السعودي وغرفة التجارة الأميركية يبحثان سبل تعزيز التعاون

جانب من اجتماع وزير الاقتصاد السعودي ووفد غرفة التجارة الأميركية (إكس)
جانب من اجتماع وزير الاقتصاد السعودي ووفد غرفة التجارة الأميركية (إكس)
TT

وزير الاقتصاد السعودي وغرفة التجارة الأميركية يبحثان سبل تعزيز التعاون

جانب من اجتماع وزير الاقتصاد السعودي ووفد غرفة التجارة الأميركية (إكس)
جانب من اجتماع وزير الاقتصاد السعودي ووفد غرفة التجارة الأميركية (إكس)

بحث وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، الخميس، مع وفد من غرفة التجارة الأميركية في العاصمة الرياض، سبل تعزيز التعاون بين الجانبين. وناقش الإبراهيم مع وفد غرفة التجارة الأميركية، برئاسة نائب الرئيس لشؤون الشرق الأوسط ستيف لوتس، تعزيز التعاون وآخر التطورات ذات الاهتمام المشترك.

وتعمل غرفة التجارة الأميركية في المملكة كمنصة خاصة بمجتمع الأعمال الأميركي من أجل تعزيز تواصله ونموه وازدهاره. كما تقوم بتقديم وتحليل رؤى حول السياسات والتغييرات الهيكلية التي تؤثر على المصالح التجارية الأميركية. وبحسب الموقع الإلكتروني لغرفة التجارة، فإن لديها 11 لجنة متخصصة في قطاعات متعددة، تمثل الصناعات القائمة والأسواق الناشئة في السعودية. ويقع مقرها في العاصمة الرياض، وتنشط فروعها في المنطقة الشرقية وجدة، وهي منظمة غير ربحية وليست حكومية.


«بي إم آي»: انتعاش اقتصاد مصر سيكون مدفوعاً بنمو أقوى للإنفاق الاستثماري

ركاب في مترو الأنفاق بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
ركاب في مترو الأنفاق بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

«بي إم آي»: انتعاش اقتصاد مصر سيكون مدفوعاً بنمو أقوى للإنفاق الاستثماري

ركاب في مترو الأنفاق بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
ركاب في مترو الأنفاق بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

أبدت شركة «بي إم آي» للأبحاث التابعة لـ«فيتش سولويشنز» تفاؤلاً حذراً إزاء آفاق نمو الاقتصاد المصري في السنة المالية المقبلة.

وقالت، في تقرير نشرته «وكالة أنباء العالم العربي»، إن تسارع نمو الاقتصاد المصري في السنة المالية 2024 - 2025 سيكون مدفوعاً بنمو أقوى في الإنفاق الاستثماري، ما سيوازن تباطؤاً في نمو الطلب من الاستهلاك الخاص، وضعفاً في أداء قطاعات تصديرية رئيسية.

وتبدأ السنة المالية في مصر في أول يوليو (تموز)، وتنتهي في نهاية يونيو (حزيران).

وأبقت الشركة، في تقريرها، على توقعاتها للنمو في مصر عند 3.2 في المائة في 2023 - 2024، و4.2 في المائة في 2024 - 2025 دون تغيير عن توقعاتها في الرُّبع الماضي. لكنها قالت إنها عدّلت هيكل محركات النمو الاقتصادي في مصر بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للرُّبع الثاني من السنة المالية الحالية، إذ تتوقع حالياً تباطؤاً في الطلب المحلي، وانتعاشاً أقل في الصادرات، مقابل تحسّن النشاط الاستثماري والاستهلاك الحكومي.

وقالت «بي إم آي» إن الاستثمار الأجنبي سيكون عنصراً أساسياً في دعم النشاط الاستثماري في مصر. وأضافت أن تراجع الاستثمارات التي تقودها الدولة ضغطَ بشكل كبير على النشاط الاستثماري في السنة المالية 2023 - 2024.

في الوقت ذاته، فإن البيئة التشغيلية الزاخرة بالتحديات ثبطّت الاستثمار المحلي، وأسفرت عن تقدم محدود في برنامج «التخارج من الاستثمارات». أما في السنة المالية 2024 - 2025، فتتوقع «بي إم آي» إنفاقاً رأسمالياً محدوداً، لكن إحراز تقدم في خطة الخصخصة سيؤدي إلى انتعاش الأنشطة الاستثمارية.

وأضافت شركة الأبحاث أنه على الرغم من أن النشاط الاستثماري سيرتفع على أساس سنوي، فإنه سيكون أضعف مما كان يُعتقد في السابق؛ وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في تكاليف الاقتراض.

وقالت «بي إم آي»: «بينما يُتوقع أن تبدأ مصر دورة تيسير السياسة النقدية في عام 2025، فإن أثرها لن يكون ملموساً سوى في السنة المالية 2025 - 2026».

وبالمقابل، عزت «بي إم آي» تباطؤ الطلب المحلي إلى تأثيرات غير مواتية تتعلق بفترة الأساس وضعف هيكلي، وقالت إن تكاليف المعيشة ما زالت مرتفعة بعد عامين من تجاوز التضخم 20 في المائة وعدم قدرة الأجور الحقيقية على مواكبته. وأضافت أنه في الوقت ذاته، ارتفعت تكاليف الاقتراض بشدة، خصوصاً بعد زيادة أسعار الفائدة الرئيسية 800 نقطة أساس في فبراير (شباط) ومارس (آذار). علاوة على ذلك، فإن الزيادة في الأسعار المدارة مثل الكهرباء والاتصالات والوقود تعني أن فواتير المرافق ستستهلك قدراً كبيراً من دخل الأسر، مما يترك مساحة أقل للإنفاق على السلع غير الأساسية.

وقال التقرير: «في الواقع، أشارت الشركات في أحدث استطلاع للأنشطة التجارية في البلاد إلى ضعف في أوضاع الطلب. وتشير بيانات إلى انكماش أكثر حدة في نشاط القطاع الخاص».

لكن التقرير قال إن مساهمة الاستهلاك الخاص في النمو ستكون أعلى مما كان يُعتقد سابقاً. وكشفت بيانات الناتج المحلي عن الرُّبع الثاني من السنة المالية الحالية نمو الاستهلاك الخاص 13.2 في المائة على أساس سنوي؛ بسبب انحسار التضخم وزيادة الإنفاق الاجتماعي الذي تضخم بفعل عوامل مواتية لفترة الأساس.

وأضافت أنه بالنظر إلى استمرار انخفاض التضخم، حيث قامت «بي إم آي» بخفض توقعاتها للتضخم في ديسمبر (كانون الأول) 2024 من 30 في المائة إلى نحو 25 في المائة، وكذلك نظراً لرفع الحكومة منذ ذلك الحين الإنفاق الاجتماعي والحد الأدنى للأجور، فإنها تتوقع أن يكون الاستهلاك الخاص أقوى مما كانت تعتقد في السابق.

كما تتوقع «بي إم آي» ارتفاع تدفقات تحويلات العاملين المصريين في الخارج؛ لا بسبب قوة النشاط الاقتصادي في الدول المستضيفة فحسب، ولكن أيضاً بسبب توحيد أسعار الصرف في أوائل مارس، مما جعل من الأسهل إجراء التحويلات عبر السوق الرسمية في زمن مناسب.

وفي حين تتوقع «بي إم آي» أن يسهم صافي الصادرات بشكل إيجابي في النمو في السنة المالية 2024 - 2025، فإنها تتوقع في الوقت الحالي مساهمة أقل مما كانت تعتقد في السابق. وأضافت أن مساهمة صافي الصادرات تحوّلت إلى السالب في الرُّبع الثاني من السنة المالية 2023 - 2024، لأسباب على رأسها انخفاض صادرات السلع والخدمات وهو ما تتوقع استمراره حتى النصف الأول من السنة المالية 2024 - 2025.

وقالت إن السبب في ذلك يرجع إلى أزمة البحر الأحمر التي بدأت في ديسمبر 2023، التي ستواصل إحداث اضطراب في عوائد النقل حتى ديسمبر 2024، بينما كانت الشركة تعتقد في السابق حل الأزمة في يونيو 2024.

في الوقت ذاته، انخفضت صادرات النفط والغاز بأكثر مما توقعته «بي إم آي»؛ نتيجة الطلب المرتفع وانخفاض إنتاج الغاز مما دفعها إلى خفض توقعاتها للصادرات السلعية المصرية. وأضافت أن السلطات المصرية ستوقف صادرات الغاز المسال في الفترة بين مايو (أيار) وسبتمبر (أيلول) 2024؛ لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال موسم الصيف. في المقابل، تتوقع «بي إم آي» تحسناً طفيفاً في أنشطة الاستيراد بفضل توفر السيولة المصرفية؛ مما سيسمح بتمويل السلع غير الأساسية.

وقالت إن رجوع حركة الملاحة إلى طبيعتها نوعاً ما في البحر الأحمر اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2025 فصاعداً، إلى جانب التأثيرات المواتية لفترة الأساس، سيوفران دعماً لنمو الصادرات في النصف الثاني من السنة المالية 2024 - 2025. في الوقت ذاته من المتوقع أن تسجل الصادرات غير النفطية نشاطاً قوياً بفضل مكاسب التنافسية بعد خفض قيمة العملة وزيادة إتاحة النقد الأجنبي لتمويل شراء المواد الخام. وستسهم تلك العوامل مجتمعة في تحول صافي الصادرات من عائق للنمو في السنة المالية 2023 - 2024 إلى داعم له في السنة المالية 2024 - 2025.

وعلى صعيد المخاطر التي تواجه تلك التوقعات، قالت «بي إم آي» إنها مخاطر متوازنة. وأضافت أن عودة الملاحة في البحر الأحمر لوضعها الطبيعي في وقت مبكر عن المتوقع ستحفّزها لتعديل توقعات النمو للاقتصاد المصري بالرفع.

لكنها أشارت إلى أنه على النقيض، فإن تداعيات الحرب في غزة على مصر، خصوصاً بعد هجوم إسرائيل على رفح، ستؤثر في الاقتصاد المصري عبر السياحة والاستثمار. وأضافت أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ضعف سعر الصرف، الذي سيقود بالتبيعة إلى حركة عكسية لمعدل التضخم المتباطئ، وتحفيز مزيد من التشديد في السياسة النقدية، وهو ما سيضغط على الاستثمار والطلب المحلي.