متاحف مصرية تعرض قطعاً نادرة تؤرخ للحج

فيها أقدم مفتاح للكعبة يعود للعصر المملوكي

حزام من كسوة الكعبة يعود لعهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة  -  أقدم مفتاح للكعبة يعود لعام 765 هـ
حزام من كسوة الكعبة يعود لعهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة - أقدم مفتاح للكعبة يعود لعام 765 هـ
TT

متاحف مصرية تعرض قطعاً نادرة تؤرخ للحج

حزام من كسوة الكعبة يعود لعهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة  -  أقدم مفتاح للكعبة يعود لعام 765 هـ
حزام من كسوة الكعبة يعود لعهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة - أقدم مفتاح للكعبة يعود لعام 765 هـ

للقطع الأثرية طريقتها الخاصة في رواية التاريخ، فهي لا تنحاز لوجهة نظر بعينها، أو تُطلق أحكاماً مطلقة، لكنّها تحكي قصصاً عن أشخاص وأماكن في أزمان أخرى، وتتبنّى المتاحف المصرية رؤية تسعى خلالها إلى إطلاق العنان لمقتنياتها المتنوعة كي تروي للجماهير والأجيال الجديدة قصصاً وحكايات تاريخية في مناسبات مختلفة تُضفي على مشاهدة القطع الأثرية أبعاداً إنسانية تربط بين الماضي والحاضر.
وتُعد مناسك الحج واحدة من أهم المناسبات الإسلامية التي يجتمع عليها المسلمون من أقطاب الأرض كافة، لذا بدأت المتاحف المصرية عرض قطعٍ نادرة من مقتنياتها طوال شهر أغسطس (آب) الحالي، تؤرخ للحج وكسوة الكعبة الشريفة، التي كانت تُنقل من مصر إلى الحجاز سنوياً منذ نحو سبعة قرون في احتفالات رسمية وشعبية مهيبة.
ويعرض متحف النسيج المصري في شارع المعز بقلب القاهرة التاريخية، عدداً من القطع النادرة، منها قطعة من كسوة الكعبة يُطلق عليها «ستارة باب التوبة» يعود تاريخها إلى عام 1359 هجريا، 1940 ميلاديا، وهي مستطيلة الشكل، عليها زخارف نباتية وآيات قرآنية وكتابات مُطرزة بخيوط معدنية فضية بأسلوب (السيرما) نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذه الستائر الشريفة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر بن فؤاد الأول بن إسماعيل باشا بن الحاج إبراهيم باشا 1359».
وتتضمن المعروضات كذلك قطعاً تعود إلى عصور مختلفة، بينها قطعة من نسيج الحرير الأخضر من كسوة القبر النبوي الشريف تعود إلى نهاية العصر المملوكي، وتشتمل على ثلاث وحدات من الزخارف الزجزاجية التي تحصر فيما بينها وحدات نباتية مُكرّرة، وتشتمل كل وحدة على كتابات مُكرّرة بخط الثُلث المملوكي تتضمن الشهادتين، يحيط بها إطار ضيق من أعلى وأسفل.
ومن العصر المملوكي نفسه، تُعرض قطعة من نسيج الحرير الكحلي اللون من كسوة القبر النبوي الشريف مزخرفة بزخارف زجاجية تحصر فيما بينها كتابات بخط الثُلث المملوكي تتضمن الشهادتين «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ومدوّن عليها كلمة «الله» مكررة مرتين.
ومن بين المعروضات المميزة في المعرض أيضاً، حزام من كسوة الكعبة يعود تاريخه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز آل سعود، وهو مستطيل الشكل مصنوع من الحرير الكحلي، عليه كتابات مُطرزة بخيوط الفضة بأسلوب السيرما نصها: «صُنعت هذه الكسوة بأمر المتوكل على الله فاروق الأول ملك مصر، أُهديت إلى الكعبة المشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية»، ومدون عليها تاريخ 1355 - 1361هـجريا، الذي يوافق 1936 - 1942 ميلاديا، ويحيط بالكتابات من أعلى وأسفل إطار من زخارف نباتية مطرزة بالأسلوب نفسه.
ويفسر الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري اختلاف التاريخين: «كانت مصر تُرسل كسوة الكعبة الشريفة سنوياً في قافلة تسمى (المحمل) مصحوبة باحتفالات رسمية وشعبية، وفي كل عام تعود القافلة بالكسوة القديمة التي سبق إرسالها العام السابق، فكانت أحيانا تُقطع إلى قطع وتهدى للأمراء والأعيان، وأحيانا أخرى يتم الاحتفاظ بها وتجديدها لإعادة إرسالها العام التالي، وهذا سبب اختلاف التاريخ على قطعة كسوة الكعبة، فمن المرجح أن تكون أُرسلت أكثر من مرة عقب تجديدها».
ويقول أبو اليزيد لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من عرض القطع الخاصة بالحج هو تعريف الجمهور بالتاريخ بطريقة بسيطة واقعية، فالقطع الأثرية تروي قصصاً تاريخية حقيقية، وهي رؤية نقوم بها في كل المناسبات، حيث نحرص على عرض قطع تؤرخ للمناسبة».
ويعرض متحف الفن الإسلامي في وسط القاهرة عدداً من القطع النادرة التي تتعلق بتاريخ الحج، بينها دليل القِبلة، الذي يعود إلى القرن الثاني عشر الهجري خلال العصر العثماني، وهو مصنوع من الخشب المدهون باللاكيه، وأيضاً مفتاح الكعبة، المصنوع من النّحاس المكفت بالفضة، ويعود تاريخه إلى العصر المملوكي في القرن الثامن الهجري، ويُنسب المفتاح للسلطان المملوكي الأشرف شعبان، لذلك يُعد أقدم نموذج باق من مفاتيح الكعبة حتى الآن، وقد نُقشت عليه آيات قرآنية من سورة الفتح بخط النسخ، كما سُجل عليه اسم وألقاب السلطان الأشرف شعبان، ويحمل تاريخ صنعه، وهو عام 765 هـجريا، 1363 إلى 1364 ميلاديا.
الدكتورة ولاء النبراوي وكيل متحف الفن الإسلامي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «القطع التي تؤرخ لتاريخ الحج تُعرض طوال الشهر الحالي في قاعة الحضارة الإسلامية في المتحف، بهدف تعريف الجمهور بتاريخ الحج، ونحرص دائماً على عرض قطع جديدة تُعرض للمرة الأولى في مناسبات مختلفة، كي تحظى بتركيز الجمهور واهتمامه، الذي يسعى إلى معرفة المزيد من المعلومات التاريخية عن المناسبة».


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مقابل 5 آلاف يورو... اتهام زوجين إسبانيين ببيع ابنتهما القاصر

عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
TT

مقابل 5 آلاف يورو... اتهام زوجين إسبانيين ببيع ابنتهما القاصر

عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)
عنصران من الشرطة الإسبانية يظهران في مدريد (رويترز)

وجَّهت السلطات في إسبانيا اتهامات إلى زوجين ببيع ابنتهما البالغة من العمر 14 عاماً إلى رجل (22 عاماً) مقابل 5 آلاف يورو (5200 دولار) قبل نحو 3 أعوام مضت، وفقاً لما أفادت به تقارير وسائل إعلام محلية، أمس (الخميس)، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

وتمكنت الفتاة من الفرار، واعتُقل والداها اللذان ذهبا إلى قسم الشرطة في كاديز في جنوب غربي البلاد للإبلاغ عن فقدانها، جنباً إلى جنب مع الرجل، وفقا لصحيفة «لا فامجارديا» ووسائل إعلام محلية. وجرى الاعتقال في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام.

وقالت الفتاة التي تقدمت بشكوى للشرطة إنها خضعت لاعتداءات نفسية وجسدية وجنسية، وعاشت مع الرجل في مركبة «فان» لتوصيل الطلبات، وأُجبرت على جمع الخردة المعدنية من أجل جني المالي، وفقاً للتقارير.

وأبلغت الشرطة أيضا بأنها تعرضت لانتهاكات جنسية من قبل رجل آخر عندما كان عمرها 12 عاماً، ويبدو أنه تم تنسيق ذلك من قِبَل والدها.

وتم احتجاز الأب بينما تم إطلاق سراح الأم والرجل الذي أُجبرت الفتاة على الزواج منه في عام 2021 تحت المراقبة.

وذكرت التقارير أن الأشخاص الثلاثة متهمون بالاتجار بالبشر والعنف الجنسي وإساءة معاملة الأطفال. وفي حالة إدانتهم قد يواجهون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة.