«السندات» الأميركية تتذبذب تحت وطأة مخاوف الركود

«السندات» الأميركية تتذبذب تحت وطأة مخاوف الركود
TT

«السندات» الأميركية تتذبذب تحت وطأة مخاوف الركود

«السندات» الأميركية تتذبذب تحت وطأة مخاوف الركود

بعد أن هوت لأدنى مستوى لها في 3 سنوات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية صباح أمس مع انحسار نسبي لمخاوف المستثمرين التجارية. وبحلول الساعة 11.00 بتوقيت غرينيتش ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 1.727 في المائة، وذلك عقب أن سجل مستوى 1.747 في المائة في وقت سابق من الجلسة.
وكانت عوائد سندات الخزانة الأميركية هوت أول من أمس الأربعاء، واقتربت عوائد السندات لأجل 30 عاماً من مستويات قياسية منخفضة مع تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي ومراهنات على أن «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)» سيتعين عليه أن يسرع وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة للتصدي لمخاطر الركود.
ومساء الأربعاء صعد مؤشر أميركي للركود يحظى بمتابعة وثيقة، وهو علاوة عوائد أذون الخزانة لأجل 3 أشهر على عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، إلى أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2007. وهبطت عوائد السندات حول العالم، وسجلت عوائد السندات الحكومية الألمانية مستويات قياسية منخفضة بالسالب. وذلك في أعقاب قيام بضعة بنوك مركزية آسيوية بخفض معدلاتها الرئيسية للفائدة للتصدي لمخاوف النمو الناتجة عن تصعيد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وقال محللون إن تخفيضات للفائدة في نيوزيلندا والهند وتايلاند أطلقت موجة قوية من مشتريات السندات طويلة الأجل في آسيا، وهو ما استمر في التعاملات الأوروبية والأميركية.
لكن طلب المستثمرين في مزاد لبيع سندات خزانة أميركية لأجل 10 سنوات بقيمة 27 مليار دولار أول من أمس الأربعاء جاء أضعف من المتوقع، حيث بيعت بعائد بلغ 1.670 في المائة، وهو الأدنى في 3 أعوام. ومزاد السندات لأجل 10 سنوات جزء من إعادة تمويل فصلية بقيمة 84 مليار دولار هذا الأسبوع من المتوقع أن تجمع 26.7 مليار دولار نقداً لإنفاق اتحادي جديد. وفي السوق المفتوحة؛ انخفضت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات 2.80 نقطة أساس إلى 1.711 في المائة. وكانت هبطت في وقت سابق إلى 1.595 في المائة؛ وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016.
وارتفعت أسعار السندات لأجل 30 عاماً بما يصل إلى 3 نقاط في سادس يوم من المكاسب. وتراجعت عوائد تلك السندات 3.60 نقطة أساس إلى 2.234 في المائة بعد أن سجلت في وقت سابق 2.123 في المائة غير بعيدة عن أدنى مستوى على الإطلاق البالغ 2.089 في المائة الذي سجلته في يوليو (تموز) 2016، وفقاً لبيانات «ريفينيتيف».
وتعافت عوائد السندات الأميركية مساء الأربعاء من مستوياتها المنخفضة التي هبطت إليها في وقت سابق بفعل المزاد الضعيف لسندات العشر سنوات وتعافي بورصة «وول ستريت» من خسائرها الأولية في أواخر التعاملات.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، تراجع الفارق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل وقصيرة الأجل إلى أدنى مستوى في أكثر من 12 عاماً يوم الاثنين الماضي، مع المخاوف التجارية المتنامية، والتي عززت شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.