«المركزي» الصيني يخفض «مرجعية اليوان» لأدنى مستوى منذ 2008

توقعات بكسر «حاجز 7.5» مقابل الدولار حال تصعيد حرب التجارة

يتوقع «بنك أوف أميركا» إمكانية أن يتخطى الدولار حاجز 7.5 يوان حال تصعيد الرئيس الأميركي للحرب التجارية ضد الصين (أ.ب)
يتوقع «بنك أوف أميركا» إمكانية أن يتخطى الدولار حاجز 7.5 يوان حال تصعيد الرئيس الأميركي للحرب التجارية ضد الصين (أ.ب)
TT

«المركزي» الصيني يخفض «مرجعية اليوان» لأدنى مستوى منذ 2008

يتوقع «بنك أوف أميركا» إمكانية أن يتخطى الدولار حاجز 7.5 يوان حال تصعيد الرئيس الأميركي للحرب التجارية ضد الصين (أ.ب)
يتوقع «بنك أوف أميركا» إمكانية أن يتخطى الدولار حاجز 7.5 يوان حال تصعيد الرئيس الأميركي للحرب التجارية ضد الصين (أ.ب)

في تصعيد جديد وسط حرب عملات «تطل برأسها» بين الصين والولايات المتحدة، حدد البنك المركزي الصيني الأربعاء نقطة الوسط المرجعية للعملة الصينية عند 6.9996 يوان للدولار، وذلك في أدنى مستوى له منذ 2008 وبعد يومين من تصنيف واشنطن الصين، بلدا «متلاعبا بالعملة».
ويأتي ذلك بينما أشار تقرير شبكة «سي إن بي سي» الأميركية إلى تداول اليوان أمس داخل الصين عند مستوى 7.0457 يوان للدولار، فيما كانت التعاملات الخارجية تتم عند مستوى 7.0802 يوان للدولار. ورغم التحرك الصيني، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية الأربعاء أن الهيئة التنظيمية للصرف الأجنبي في الصين قالت إن تصنيف الولايات المتحدة للصين «متلاعبا بالعملة» لا أساس له ولا يتسق مع الحقائق. وقالت وانغ تشون يينغ المتحدثة باسم مصلحة الدولة للنقد الأجنبي إن التحرك الأميركي سيؤدي إلى تدهور المناخ الاقتصادي والتجاري العالمي بشدة وسيضر النمو العالمي. وأضافت أن الصين ستُبقي على سياسات إدارة الصرف الأجنبي مستقرة ومتناسقة.
وتوقع «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» في تقرير له أمس إمكانية مزيدا من هبوط اليوان إلى مستوى 7.5 يوان للدولار، في حال تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحربه التجارية ضد الصين برفع مستوى الرسوم الجديدة على بضائع بقيمة 300 مليار دولار من 10 إلى 25 في المائة.
وجاء قرار المركزي الصيني أمس مخالفا للتوقعات، حيث أشارت استطلاعات الخبراء إلى أن بكين ستثبت سعر العملة الصينية عند 6.9683 يوان للدولار. ويربط خبراء اقتصاديون الإجراء الصيني بتهديدات الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية جديدة على بضائع صينية تستوردها الولايات المتحدة، وتحييد تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على ربحية الشركات الصينية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي عن خطة لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10 في المائة على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار، مما حمل الصين بعد أيام من الإعلان على ترك عملتها تهبط إلى مستوى قياسي. ومن جهته اعتبر ترمب هبوط اليوان «انتهاكا كبيرا»، وقررت وزارة الخزانة الأميركية لأول مرة منذ عام 1994 تصنيف الصين بلدا «متلاعبا بالعملة».
ومع اشتعال حرب العملات، تكون المواجهة الاقتصادية بين أقوى اقتصادين في العالم قد دخلت مرحلة جديدة، وسط تحذيرات الخبراء من تداعيات هذه المواجهة على الاقتصاد العالمي، حيث يتخوف المتابعون من تأثيرها على باقي الاقتصادات في العالم.
وجاء قرار المركزي الصيني أمس بعد ساعات من محاولة بث الطمأنينة في الأسواق. وكان مسؤولون بارزون من «بنك الشعب الصيني» (المركزي) طمأنوا شركات أجنبية مساء الثلاثاء بأن العملة الصينية لن تستمر في التراجع بشكل كبير، وذلك بعد يوم من تراجع قيمة اليوان، ليتجاوز سعر صرف الدولار 7 يوانات للمرة الأولى منذ عام 2008.
وذكرت وكالة بلومبرغ أنها اطلعت على بيان أفاد بأن البنك المركزي الصيني عقد اجتماعا مع عدد من المصدّرين الأجانب في بكين، وأن المسؤولين أكدوا خلاله أيضا أن قدرة الشركات على بيع وشراء الدولار ستظل طبيعية. ورصدت الوكالة أن سعر صرف اليوان تحسن في الخارج بعد هذه الأخبار، ليصل الدولار إلى 7.0428 يوان مساء الثلاثاء، وهو أقوى مستوى للعملة الصينية في هذه الجلسة.
وكانت الصين قد سمحت الاثنين بتراجع اليوان في الداخل إلى ما دون المستوى الذي ظلت تدافع عنه لسنوات، في خطوة تم تفسيرها على أنها بمثابة إطلاق نار في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وفي سياق منفصل، نفى البنك المركزي الصيني الأربعاء شائعات متداولة على الإنترنت تحدثت عن اتخاذه قرارا بخفض أسعار الفائدة الأساسية على الإيداع والإقراض اعتبارا من العاشر من أغسطس (آب) الجاري، ووصفها بأنها «غير صحيحة»، مضيفا أنه طلب من الشرطة التحقيق في الأمر.
جاء ذلك في بيان نشره بنك الشعب الصيني على حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من مصدر الشائعات على نحو مستقل. وكانت الصين سمحت لعملتها اليوان بكسر مستوى السبعة يوانات مقابل الدولار يوم الاثنين لأول مرة منذ أكثر من عشرة أعوام، في مؤشر على أن بكين ربما تكون مستعدة لتقبل مزيد من الهبوط للعملة المحلية، وهو أمر قد يؤجج النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت ثلاثة بنوك مركزية إقليمية، هي بنوك الهند ونيوزيلندا وتايلاند، خفض أسعار الفائدة في محاولة لتحفيز النمو.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.