النفط يتراجع 4 % بسبب زيادة غير متوقعة في المخزونات الأميركية وحرب التجارة

وزيرا الطاقة السعودي والأميركي قلقان من تهديدات الملاحة في الخليج

منصة حفر في حقل نفطي بالقرب من نيو مكسيكو الأميركية (رويترز)
منصة حفر في حقل نفطي بالقرب من نيو مكسيكو الأميركية (رويترز)
TT

النفط يتراجع 4 % بسبب زيادة غير متوقعة في المخزونات الأميركية وحرب التجارة

منصة حفر في حقل نفطي بالقرب من نيو مكسيكو الأميركية (رويترز)
منصة حفر في حقل نفطي بالقرب من نيو مكسيكو الأميركية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط أمس (الأربعاء)، بأكثر من 4 في المائة، بعد زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الأميركية، مع استمرار تأثر السوق بالضرر المحتمل على الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود بفعل تصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.2 دولار أو 4.3 في المائة عن آخر تسوية إلى 51.33 دولار للبرميل. وتراجع خام القياس العالمي برنت 2.12 دولار أو 3.59 في المائة إلى 56.85 دولار للبرميل، وجرى تداولها بالقرب من أدنى مستوى في 7 أشهر.
وهوت أسعار خام برنت بأكثر من 9 في المائة الأسبوع الماضي، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه قرر فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتباراً من الأول من سبتمبر (أيلول) ما أحدث اضطراباً في أسواق الأسهم.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي على عكس التوقعات، كما زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وارتفعت مخزونات الخام الأميركية 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس (آب)، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.8 مليون برميل. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك مصافي التكرير من الخام زاد بواقع 786 ألف برميل يومياً مع ارتفاع معدلات التشغيل 3.4 نقطة مئوية.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات البنزين زادت 4.4 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع أجرته «رويترز» قد توقعوا هبوطاً قدره 722 ألف برميل. وزادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.5 مليون برميل مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 482 ألف برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي زاد بواقع 1.19 مليون برميل يومياً إلى 5.28 مليون برميل يومياً. وزادت أسعار النفط من خسائرها عقب نشر تقرير إدارة معلومات الطاقة، وهبطت عقود الخام الأميركي أكثر من 3 في المائة إلى 51.90 دولار للبرميل
في غضون ذلك، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، ونظيره الأميركي ريك بيري، الثلاثاء، إن الجانبين عبرا عن قلقهما بشأن تهديدات تستهدف حرية النقل البحري في الخليج أثناء اجتماعهما في واشنطن.
وقال الفالح، في سلسلة من التغريدات على موقع «تويتر»: «تناول اللقاء قلق البلدين إزاء التهديدات التي تستهدف حرية الملاحة البحرية في الخليج العربي. وأكدنا عزمنا على العمل سوياً لضمان أمن إمدادات الطاقة العالمي».
وتصاعدت التوترات بين إيران والغرب منذ العام الماضي، حين انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق العالمي الذي يكبح برنامج طهران النووي، في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية.
وتأججت المخاوف من نشوب حرب في الشرق الأوسط لها تداعيات عالمية حين احتجز «الحرس الثوري» الإيراني الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو قرب مضيق هرمز في يوليو (تموز) بزعم ارتكابها انتهاكات بحرية، وذلك بعد أسبوعين من احتجاز القوات البريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق بدعوى انتهاكها عقوبات على سوريا. وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء من أن الملاحة في مضيق هرمز ربما لا تكون آمنة.
وقال الفالح إنه ناقش مع بيري أوضاع سوق النفط العالمية، وحرص المملكة على استقرارها. وأضاف: «أكدت في هذا السياق التزام أعضاء (أوبك) والمنتجين من خارجها بتنسيق الإنتاج، والسعي الجاد إلى تحقيق التوازن في السوق البترولية».
وتعكف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وبعض المنتجين غير الأعضاء، فيما يعرف باسم تحالف «أوبك+»، على خفض إمدادات النفط منذ 2017 للحيلولة دون هبوط الأسعار، وسط زيادة المنافسة من الولايات المتحدة، التي تفوقت على روسيا والسعودية، لتصبح أكبر منتج في العالم.
واتفق التحالف في يوليو على تمديد تخفيضات الإنتاج حتى مارس (آذار) 2020، متجاهلاً الضغوط التي مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لضخّ مزيد من الخام.


مقالات ذات صلة

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

تراجعت العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في أسابيع وسط جني المستثمرين الأرباح مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

تسرُّب النفط في مضيق كيرتش بعد انشطار ناقلة نفط روسية جرَّاء عاصفة

لحقت أضرار بناقلتَي نفط روسيتين جراء الطقس العاصف في البحر الأسود، ما تسبب في تسرب منتجات نفطية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

انكماش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي

موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
TT

انكماش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي

موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)

انكمش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي في ديسمبر (كانون الأول)، بسبب ضعف الطلب، في حين استمر قطاع الخدمات في تحقيق مكاسب، مما يبرز الاعتماد الزائد للاقتصاد الياباني على هذا القطاع.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الياباني الصادر عن «جيبون بنك» إلى 49.5 في ديسمبر مقارنة بـ49.0 في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليظل أقل من عتبة 50 التي تفصل بين التوسع والانكماش، وهو ما يعكس استمرار ضعف الطلب في قطاع التصنيع منذ يونيو (حزيران)، وفق «رويترز».

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، إن الاتجاهات المتباينة في الطلب استمرت، حيث شهدت شركات الخدمات أكبر زيادة في الأعمال الجديدة خلال أربعة أشهر، بينما انخفض الطلب على المنتجات الصناعية بشكل أكبر. كما تراجعت ثقة الشركات في قطاع التصنيع إلى أدنى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2022.

وفيما يتعلق بالضغوط التضخمية، سجل مؤشر التضخم في المدخلات أسرع وتيرة له منذ أربعة أشهر، في حين ارتفعت أسعار الإنتاج إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو (تموز) الماضي.

من جهة أخرى، ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 51.4 في ديسمبر، مقارنة بـ50.5 في نوفمبر، مسجلاً أعلى مستوى له في أربعة أشهر. ومع ذلك، تراجعت معنويات الأعمال بسبب المخاوف من نقص العمالة وارتفاع التكاليف. وبسبب تضخم المدخلات، ارتفع متوسط سعر البيع بأسرع وتيرة له في ثمانية أشهر.

وبلغ المؤشر المركب لمديري المشتريات، الذي يجمع بين قطاعي التصنيع والخدمات، 50.8 في ديسمبر، مرتفعاً من 50.1 في نوفمبر.

وأظهر مسح «تانكان» ربع السنوي لبنك اليابان، الذي نُشر يوم الجمعة، تحسناً طفيفاً في معنويات الشركات المصنعة الكبرى، بينما استمرت الشركات غير المصنعة في التفاؤل بشأن ظروف العمل في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر. ومع ذلك، توقعت الشركات تدهوراً في ظروف العمل في الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب ضعف الطلب العالمي، والتهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مما يهدد بتأثير سلبي على التوقعات الاقتصادية.

في سياق آخر، انخفض مؤشر «نيكي» الياباني ليغلق تقريباً دون تغيير، الاثنين، حيث طغى الحذر قبل اجتماعات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع على ارتفاع أسهم الشركات الكبرى المرتبطة بالرقائق. وقد محا مؤشر «نيكي» المكاسب التي حققها في وقت مبكر من الجلسة ليغلق منخفضاً بنسبة 0.03 في المائة عند 39457.49، في حين تراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 2738.33.

وقال هيروشي ناميوكا، كبير الاستراتيجيين في شركة «تي آند دي» لإدارة الأصول: «هناك شعور قوي بأن المستثمرين يتبنون نهج الانتظار والترقب قبل اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع». ويتوقع على نطاق واسع أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، مع تركيز الأسواق على التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة في عام 2025. في الوقت نفسه، ذكرت «رويترز» ووسائل إعلام أخرى أن بنك اليابان يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر يومي 18 و19 ديسمبر.

وفي قطاع الشركات، ارتفع سهم «إيسوزو موتورز» بنسبة 1.9 في المائة، وكان من بين الأسهم التي حققت مكاسب بفضل ضعف الين، رغم أن تأثير العملة الأضعف كان محدوداً بسبب تعديل المستثمرين لمراكزهم. من جهة أخرى، تراجع سهم «تويوتا» بنسبة 0.2 في المائة، وهبط سهم «هوندا موتور» بنسبة 0.5 في المائة، بينما انخفض سهم «ميتسوبيشي موتورز» بنسبة 0.9 في المائة.

وكان الين يتداول عند 153.73 ين للدولار الأميركي، ليواصل معاناته بعد أسوأ أسبوع له منذ سبتمبر (أيلول).

وفي قطاع الرقائق، تابعت الأسهم اليابانية المكاسب التي حققتها نظيراتها الأميركية، بعد أن سجل مؤشر «فيلادلفيا إس إي» لأشباه الموصلات ارتفاعاً بنسبة 3.4 في المائة يوم الجمعة في جلسة هادئة في «وول ستريت». وقدمت شركة «أدفانتست»، المصنعة لمعدات اختبار الرقائق والمورّد لشركة «إنفيديا»، أكبر دفعة للمؤشر بارتفاع بلغ 1.9 في المائة، كما صعد سهم «سوسيونكست» بنسبة 8.1 في المائة ليحقق أكبر مكاسب على المؤشر القياسي. ومع ذلك، انخفض سهم «طوكيو إلكترون» بنسبة 0.9 في المائة في تعاملات بعد الظهر.

ومن بين الأسهم الرئيسة الأخرى، ارتفع سهم مجموعة «سوفت بنك»، التي تركز على استثمارات الذكاء الاصطناعي، بنسبة 1 في المائة، في حين زاد سهم «تشوجاي» للأدوية بنسبة 2.7 في المائة. من ناحية أخرى، تراجع سهم «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، بنسبة 0.9 في المائة، بينما هبط سهم مجموعة «سوني» للترفيه بنسبة 1 في المائة.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.06 في المائة، في حين انخفضت عقود سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات 0.23 نقطة أساس إلى 142.34 ين. كما شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات ارتفاعاً إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع يوم الجمعة، وذلك قبيل إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، مع الإشارة إلى أنه سيوقف تخفيضات أسعار الفائدة في ظل مواجهته ارتفاع التضخم الذي تجاوز هدفه السنوي البالغ 2 في المائة.

وارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 0.575 في المائة، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل خمس سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 0.71 في المائة. كما شهد العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً زيادة قدرها 3.5 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى في أسبوع واحد عند 1.875 في المائة قبل مزاد السندات المقرر يوم الثلاثاء. كذلك ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 2.27 في المائة، بينما زاد العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 40 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 2.64 في المائة.