حذرت المفوضية الأوروبية في بروكسل، من استخدام الطائرات المسيرة «درون» في أغراض إرهابية، في ظل التطور التكنولوجي السريع. وقال جوليان كينج مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية، في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية تنشرها في عددها اليوم الأحد، «الطائرات المسيرة (درون) تصير أكثر كفاءة وذكاء، ما يجعلها أكثر جاذبية للاستخدامات المشروعة، وكذلك أيضاً للأفعال العدائية».
وذكر السياسي البريطاني أن المفوضية الأوروبية «ترصد التهديد في وضعه الحالي والمستقبلي»، على خلفية التطور السريع لتكنولوجيات الطائرات المسيرة. وقال كينج: «ندعم دول الاتحاد الأوروبي في إقامة شبكة لتبادل المعلومات، وتعزيز الاهتمام بالأمر على المستوى الدولي، وتوفير المخصصات المالية للمشروعات التي تخدم درء خطر الطائرات (درون) (المسيرة)». وذكرت الصحيفة، استناداً إلى مصادر مطلعة، أن وحدة التنسيق الفرنسية لمكافحة الإرهاب حذرت في تقرير مصنف على أنه سري من خطر هجوم إرهابي محتمل على ملعب لكرة القدم بواسطة طيارة مسيرة مزودة بمواد قتالية بيولوجية. وتم تقديم هذه الوثيقة في إطار الإعداد للتقرير الختامي للجنة الخاصة بمكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
كان البرلمان الأوروبي قد أقر إنشاء هذه اللجنة خلال جلسة علنية في 6 يوليو (تموز) 2017، وحدد لها مدة عمل لعام واحد قابل للتجديد، وذلك رغبة من البرلمانيين الأوروبيين في الاضطلاع بدور أكبر في العمل المؤسساتي الأوروبي الرامي لمحاربة الإرهاب.
وعملت اللجنة على «تقييم التهديد الإرهابي على التراب الأوروبي، والإبلاغ عن مواطن الخلل في الإجراءات المطبقة من قبل الدول الأعضاء، كما اضطلعت بمهمة اقتراح الحلول للمشكلات التي يتم اكتشافها»، حسب بيان برلماني. وقامت اللجنة بتقييم الإجراءات المتبعة من أجل إدارة الحدود الخارجية للاتحاد، وتحديد مواطن الخلل في عمليات تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين الدول الأعضاء.
وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، صوت أعضاء اللجنة الخاصة في البرلمان الأوروبي، المعنية بمكافحة الإرهاب، على تقريرها بشأن أوجه القصور العملية والتشريعية في مكافحة الإرهاب في أوروبا، وجاء التصويت بعد ثلاث سنوات بالضبط من سلسلة هجمات أودت بحياة 130 شخصاً في العاصمة الفرنسية باريس، وهي واحدة من هجمات إرهابية ضربت عدة مدن أوروبية، خلال السنوات القليلة الماضية، ومنها الهجوم على بروكسل في مارس (آذار) 2016، وأودى بحياة 32 شخصاً، وأصيب 300 آخرين، وشمل مطاراً ومحطة للقطارات الداخلية في العاصمة البلجيكية.
يذكر أنه مع حلول ديسمبر (كانون الأول) 2017 كان البرلمان الأوروبي في بروكسل، أعلن عن التوصل إلى اتفاق مع المجلس الوزاري الأوروبي، حول قواعد أوروبية بشأن استخدام الطائرات من دون طيار، وفي مقدمتها ضرورة تسجيل كل الطائرات من دون طيار، ومستخدميها، وأيضاً ضرورة الامتثال لمعايير السلامة والخصوصية في الاتحاد الأوروبي.
وأشار البيان الصادر وقتها عن المؤسسة التشريعية الأوروبية إلى أن الطائرات «درون» من دون طيار المستخدمة حالياً هي أخف وزناً من 150 كلغم، ومعظمها يقع تحت ولاية السلطات الوطنية، وبالتالي يخضع مصممو ومشغلو هذه الطائرات لمتطلبات التصميم والسلامة، وبناءً على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه فإن تصميم وتصنيع الطائرات من دون طيار يجب أن يلتزم بالمتطلبات الأساسية للاتحاد الأوروبي حول السلامة والأمن وحماية البيانات الشخصية.
وقد جرى الاتفاق خلال المفاوضات بين البرلمان والمجلس على تكليف المفوضية الأوروبية بوضع متطلبات أكثر تحديداً، على سبيل المثال بشأن أي نوع من الطائرات من دون طيار ينبغي أن تكون مجهزة بميزات مثل حدود الارتفاع والحد الأقصى لمسافة التشغيل، وتجنب الاصطدام، وتثبيت الطيران، والهبوط الآلي. كما تحتاج بلدان الاتحاد الأوروبي إلى ضمان تسجيل مشغلي الطائرات من دون طيار، وضمان تفادي حدوث أضرار جسيمة للناس مثل تحطم هذه الطائرات، أو أن تشكل خطراً على الخصوصية والأمن أو البيئة، كما تحتاج هذه الطائرات إلى أن تكون مميزة بشكل فردي ليتم تحديدها بسهولة. كما سيتم تحديث تشريعات السلامة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي لقطاع الطيران مع ازدواجية الحركة الجوية في العقود المقبلة، وفي ظل هدف مشترك، وهو إنشاء نظام أكثر مرونة، لتحديد التهديدات والمخاطر المحتملة بشكل مسبق، مع الحفاظ على مستوى عال من السلامة، وبقاء قدرة الصناعة الأوروبية على المنافسة.
الاتحاد الأوروبي يحذر من استخدام «درون» لأغراض إرهابية
تقرير سري تخوف من استخدامها لتنفيذ هجوم على ملعب لكرة القدم
الاتحاد الأوروبي يحذر من استخدام «درون» لأغراض إرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة