مخاوف من ظهور جيل جديد لـ«داعش» في الذكرى الخامسة لإبادة الإيزيديين

TT

مخاوف من ظهور جيل جديد لـ«داعش» في الذكرى الخامسة لإبادة الإيزيديين

أكدت النائبة السابقة في البرلمان العراقي عن المكون الإيزيدي فيان دخيل، أن «الجهات الرسمية في بغداد لم تحرك ساكناً حيال ما تعرض له الإيزيديون في البلاد على يد تنظيم (داعش) الإرهابي رغم كل ما يتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام».
وقالت دخيل في حديث لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة الذكرى الخامسة لإبادة آلاف الإيزيديين في منطقة سنجار على يد تنظيم «داعش» عام 2014، إثر احتلاله محافظة نينوى، إن «الحكومات العراقية المتعاقبة لم تقم بواجبها بالقياس إلى حجم الجريمة التي ارتُكبت بحق هذا المكون الأصيل من مكونات الشعب العراقي»، مبينةً أن «الوضع في إقليم كردستان مختلف، حيث تبدي حكومة الإقليم اهتماماً كبيراً بهذا الأمر».
وأوضحت دخيل أن «برلمان إقليم كردستان يعمل حالياً على تشريع قانون عدّ فيه يوم 3 من شهر أغسطس (آب) بمثابة عطلة رسمية في الإقليم ويوماً للإبادة الجماعية للإيزيديين»، مشيرةً إلى أن «مشروع هذا القانون تمت قراءته قراءة ثانية في برلمان الإقليم وينتظر التصويت عليه».
إلى ذلك أكد رئس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، أن «القضاء على (داعش) ليس أمنياً فقط وإنما يتطلب إنهاء كل الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه العصابات»، مشدداً على أنه «يجب أن نمنع ظهور جماعات قد تكون أقسى من (داعش)». وحذر الحكيم في كلمته خلال المؤتمر الثالث لمنظمة «يزدا» في ذكرى الإبادة الايزيدية، «من التساهل في القضايا ذات الصلة بالتعاطي مع المجتمع والتباطؤ في تثبيت الأمن وإعادة الإعمار، والتي من الممكن أن توفر الظروف النفسية لعودة الإرهاب».
وأكد «ضرورة الإسراع في أإعمار المناطق المحررة لا سيما مناطق سنجار وتسهيل عودة النازحين»، مشدداً على «ضرورة حل التقاطع بين الجهات الأمنية المتعددة التي تتصارع في سنجار، كون المواطن هو من يدفع ضريبة هذه الصراعات». كما أكد الحكيم «ضرورة محاسبة (داعش) وجميع المتسببين في محنة الإيزيديين، وأدعو إلى تحقيق الاستقرار الأمني في مناطقهم»، مشيراً إلى «ضرورة تعميق التنسيق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة وإشراك أبنائها في هذا الأمر». ودعا إلى «إقامة صرح تذكاري للمحنة الإيزيدية ليبقى صرحاً شاهداً على هذه الجرائم»، مبيناً أن «مشروع قانون الناجيات الإيزيديات يمثل إضافة مهمة من أجل التعويض المادي والمعنوي للضحايا». وكان رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، قد حذر من جانبه من جيل ثالث للإرهاب. وقال علاوي في مؤتمر صحافي كان قد عقده في بغداد إن «هناك جيلاً ثالثاً للإرهاب والذي سيكون أخطر من السوابق»، مبيناً أن «البيئة السياسية في منطقتنا بدت حاضنة لهذا الإرهاب وليست طاردة له، سواء باعتمادها على الطائفية والتهميش والإقصاء أو ما يحصل في سوريا أو ليبيا أو اليمن». وأضاف علاوي أن «هناك دوراً جديداً لـ(داعش) جديد»، مشيراً إلى أن «(داعش) الجديد بدأ يتكون الآن وملامحه بدت واضحة». من جهته أكد المحلل الاستراتيجي أحمد الشريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تباطؤ أميركا في القضاء على عصابات (داعش) في العراق بات محل استغراب للجميع على اعتبار أن التحالف الدولي تشكل لمحاربة (داعش)»، مضيفاً أن «التحالف الدولي غير جاد في تدمير أوكار (داعش) في العراق»، مبيناً أن «العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي بسيطة على الرغم من أن عدد الدول المتحالفة تجاوز 60 دولة فلا يُعقل أن كل هذه الدول لا تستطيع تأمين ضربات إجهاضية لـ(داعش) وتدميره». وأضاف الشريفي، أن «أميركا بشكل أو بآخر تسعى إلى إبقاء هذا التنظيم لتشكيل ضواغط سياسية على العراق وعموم المنطقة من أجل التأثير على القرار السياسي»، مؤكداً أن «واشنطن ترغب في العودة إلى العراق بحزبيها الجمهوري والديمقراطي وإنْ اختلفوا في طريقة وجودهم على أرض العراق عسكرياً».


مقالات ذات صلة

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.