نزف حتى الموت... كل ما تريد معرفته عن «الإيبولا»

موظف صحة يرش مطهراً على يد امرأة بعد فحص درجة حرارتها عند نقطة تفتيش صحي في غوما (إ.ب.أ)
موظف صحة يرش مطهراً على يد امرأة بعد فحص درجة حرارتها عند نقطة تفتيش صحي في غوما (إ.ب.أ)
TT

نزف حتى الموت... كل ما تريد معرفته عن «الإيبولا»

موظف صحة يرش مطهراً على يد امرأة بعد فحص درجة حرارتها عند نقطة تفتيش صحي في غوما (إ.ب.أ)
موظف صحة يرش مطهراً على يد امرأة بعد فحص درجة حرارتها عند نقطة تفتيش صحي في غوما (إ.ب.أ)

أغلقت السلطات في رواندا اليوم (الخميس) الحدود مع مدينة غوما بالكونغو الديمقراطية أمام الجميع عدا مواطني الكونغو الذين يغادرون رواندا، بعد تأكيد ثالث حالة إصابة بفيروس الإيبولا في المدينة.
وأكد مسؤولون من الكونغو انتقال الفيروس إلى ابنة مريض بالإيبولا في غوما، وهي ثالث حالة إصابة بالمرض في المدينة الواقعة بشرق البلاد والتي يقطنها مليون شخص على الأقل، حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
ويزيد تأكيد الإصابة الثالثة بالمرض في غوما المخاوف من تفشي المرض في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية التي تبعد أكثر من 350 كيلومترا جنوب أول منطقة رُصد المرض فيها.
وبعد تأكيد ظهور أول إصابة بالمرض في غوما في منتصف يوليو (تموز)، أعلنت منظمة الصحة العالمية التفشي حالة طوارئ دولية. ومع أكثر من 2577 حالة إصابة مؤكدة وأكثر من 1803 حالات وفاة مؤكدة، فإن تفشي المرض في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية هو ثاني أكبر نسبة وفاة (بسبب مرض) في التاريخ، كما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
فقد سجلت الإيبولا معدل وفيات 67 ٪، وذلك بعد 11 شهراً من بداية انتشار المرض في هذه المنطقة، ولا تزال الأرقام في تصاعد مستمر. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستويات الخطر على الصعيدين الوطني والإقليمي مرتفعة للغاية، وأن احتواء انتشار المرض أمر مستبعد، إلا إذا توقف القتال في المنطقة التي ينتشر فيها المرض وأصبح لدى العاملين في المجال الصحي بيئة آمنة.
فما هي الإيبولا وكيف نتعامل معها؟
حمى الإيبولا النزفية يسببها فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات البرية، وينتشر عن طريق سوائل الجسم، يسبب الحمى والأوجاع والإسهال ويهاجم الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى خلل في خلايا الدم بحيث ينزف الضحايا على نطاق واسع ويموتون، إذا لم يتمكن جهاز المناعة لديهم من مكافحة العدوى الفيروسية.
ولا تزال الأدوية الخاصة بالمرض في طور التجريب، ويؤدي الإبكار في اكتشافه واحتضان الفرد بالرعاية الطبية اللازمة إلى تعزيز فرص بقائه على قيد الحياة.
ويُعزل المرضى في الحجر الصحي لمدة 21 يوماً ويعالجون بواسطة محاولة تعزيز الاستجابة المناعية للجسم، ويُمنع الملامسة والاحتكاك المباشر مع المريض حتى من جانب فريق التمريض.
وانتشرت الإيبولا وتفشت بين 2013 و2016 في سيراليون وليبيريا وغينيا لعدة أشهر عبر مناطق الغابات في غرب أفريقيا، وسجلت 28600 حالة إصابة و11300 حالة وفاة.
وسبق لجمهورية الكونغو الديمقراطية أن نجحت في القضاء على تفشي الإيبولا تسع مرات في المناطق الريفية في مدة كانت تستغرق بضعة أشهر.
لكن وكالات الإغاثة وخبراء الأمراض المعدية ومنظمة الصحة العالمية تقول إنه سيكون من الصعب للغاية السيطرة على هذا المرض بصورة كبيرة هذه المرة، لأن هناك نقصا شبه تام في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، والطرق، والرعاية الصحية، في معظم أنحاء شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ما العوامل التي تساعد على تفشي الإيبولا في الكونغو؟
حسب تقرير «الغارديان» فإن وجود «أزمة ثقة» يضر بالجهود المبذولة للتصدي لهذا المرض، إذ تنتشر نظريات المؤامرة، ويعتقد البعض أن انتشار المرض هو نتيجة أخبار مزيفة نشرتها المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة لتبرير وجودها في البلاد والسماح باستخراج الموارد المعدنية النفيسة.
ويخشى الكثير من الناس أيضاً الذهاب إلى مراكز علاج الإيبولا، ويختارون بدلاً من ذلك البقاء في المنزل، مما يعني المخاطرة بنقل المرض إلى مقدمي الرعاية الصحية والجيران. ومع انعدام الأمن فإن فرق التطعيم لا تستطيع الوصول إلى بعض المناطق، وهو ما يقلص فرص توفير الرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

العالم طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (أميركا))
بيئة رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الحر قد تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، إلى ضعفين أو 3 أضعاف، لا سيما إذا لم يكن القلب بصحة جيدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة (أ.ف.ب)

تقرير: مستويات قياسية من الوفيات المرتبطة بالحرارة في عام 2023

حذّر تقرير جديد أعدّه مجموعة من الأطباء وخبراء الصحة من أن تغير المناخ يرفع درجات الحرارة إلى مستويات جديدة خطيرة، كما يفاقم مشكلة الجفاف والأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.