قُدّم مساء السبت، في الرباط، كتاب «المغرب وأفريقيا: رؤية ملك»، للكاتب والصحافي الموريتاني عبد الله محمدي، بحضور شخصيات من آفاق مختلفة.
يسلط الكتاب، الذي يقع في 176 صفحة من القطع الصغير، الضوء على العلاقات التاريخية بين المغرب وأفريقيا، ويقدم منجزات المغرب في القارة الأفريقية على مدى عقدين من الزّمن، بناءً على رؤية الملك محمد السادس، التي شكلت إطاراً لهذه العلاقات في مجال السياسة والاقتصاد والدين.
وقال الكاتب محمدي إنّ هذا المؤلف، الذي صدر عن «المركز الثقافي للكتاب»، محاولة لقراءة التطورات الأخيرة في مسار العلاقات بين المغرب وأفريقيا تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي وضع رؤية لبناء الجسور التي سارت عليها هذه العلاقات في أكثر من مجال، وهو إطلالة في الوقت نفسه على تاريخ هذه العلاقات الممتدة لقرون.
وتابع المؤلف أنّ المغرب أضحى بفضل رؤية الملك محمد السادس، لاعباً مهماً ومؤثراً على الساحة الأفريقية على المستوى السياسي، كما عبدت هذه الرؤية الطريق أمام شركات مغربية للاستثمار في أفريقيا في مجالات اقتصادية عديدة كالاتصالات والتأمين والمقاولات.
وأكد محمدي أنّ هناك مجالاً آخر كان فيه للرؤية الملكية تأثير واضح في مسار علاقة المملكة بالقارة السمراء، وهو الحقل الديني، مبرزاً أنّ المملكة ساهمت في «الأمان الروحي» لأفريقيا، من خلال عدد من المبادرات؛ كان أهمها تكوين طلاب أفارقة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والدروس الحسنية وغيرها.
في سياق متصل، أكّد الكاتب في مقدمة هذا المؤلف أنّ المقولة التي أطلقها الملك الرّاحل الحسن الثاني عن كون المغرب أشبه بشجرة لها جذور عميقة في القارة الأفريقية، بينما أغصانها ممتدة نحو أوروبا، هي بالتأكيد مقولة صحيحة بقوة الجغرافيا السياسية وصلابة التاريخ المشترك ووقائعه.
وأشار، في هذا السّياق، إلى أنّ الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى مختلف أركان القارة الأفريقية لصلة الرحم مع الشعوب الأفريقية، ولفتح أبواب جديدة للتّعاون، تُوّجت بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، ما يؤكد بالملموس أنّ العاهل المغربي يمتلك رؤية استراتيجية لأولويات القارة على المستوى الروحي والمادي والاستثماري، ويمتلك في الوقت نفسه، وصفات حلول لمشكلات مستعصية تتصل بالتطرف الديني وبالهجرة وبعوائق التنمية الذاتية المندمجة وفق حاجيات الشعوب الأفريقية، وكل ذلك جرى بمبادرات ومشروعات مربحة للجميع وبحكمة القادة الأفارقة الكبار.
من جانبه، قال الكاتب الصحافي اللبناني عبد الوهاب بدرخان، إنّ الكاتب محمدي يقدم في مؤلفه مقاربة الملك محمد السادس للعلاقة مع أفريقيا، وقد عنونها المؤلف بـ«رؤية ملك»، إذ تشكل بتنوع محاورها وشمولية أفكارها وتكامل مبادراتها، رؤية تستحق المتابعة، واصفاً الكتاب بالسهل الممتنع الذي استطاع من خلاله الكاتب تبسيط المعقد. وأضاف أنّ إصدار هذا المؤلف يأتي والمغرب يحتفل بالذكرى الـ20 لتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم في بلاده، وهي مناسبة لاستحضار الجهود المبذولة والمتواصلة للإصلاح في مختلف المجالات للحفاظ على الاستقرار وترسيخه، وتعزيز المكانة الدُّولية والإقليمية للمغرب.
وأردف بدرخان قائلاً إنّ «للعلاقات السياسية بين المغرب وأفريقيا تاريخاً استطاع الكاتب أن يلخصه بما يضيء على الحاضر، وللعلاقات الدينية تاريخ عميق استطاع الكاتب أن يثبت أنّه ما زال قائماً ومعاشاً، بل يعطي نموذجاً للروحانية والوسطية».
الكاتب الموريتاني عبد الله محمدي يقدم في الرباط كتابه الجديد «المغرب وأفريقيا: رؤية ملك»
الكاتب الموريتاني عبد الله محمدي يقدم في الرباط كتابه الجديد «المغرب وأفريقيا: رؤية ملك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة