مقاعد أصغر ومساحة أقل... اتجاه جديد لشركات الطيران

الكثير من شركات الطيران يعمل على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات وتقليص حجمها (أرشيف - رويترز)
الكثير من شركات الطيران يعمل على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات وتقليص حجمها (أرشيف - رويترز)
TT

مقاعد أصغر ومساحة أقل... اتجاه جديد لشركات الطيران

الكثير من شركات الطيران يعمل على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات وتقليص حجمها (أرشيف - رويترز)
الكثير من شركات الطيران يعمل على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات وتقليص حجمها (أرشيف - رويترز)

أصبح السفر بالطائرة مؤخراً عبئاً كبيراً بالنسبة إلى كثير من الأشخاص خصوصاً مع تقلص حجم مقاعد الطائرات وعدم وجود مساحة كافية لوضع الأرجل والاسترخاء في أثناء السفر، ولكن يبدو أن هذه المشكلات قد تتفاقم بشكل أكبر في الفترة المقبلة مع سعي الكثير من شركات الطيران إلى زيادة عدد المقاعد الموجودة على طائراتها، ومن ثم تقليص حجم هذه المقاعد بشكل أكبر.
وحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد أصبح هدف الكثير من شركات الطيران مؤخراً، خصوصاً الآسيوية، هو جذب أكبر عدد من الأشخاص للطائرات التابعة لها، دون الحاجة إلى شراء طائرات جديدة، ما يوفر الكثير من الأموال لهذه الشركات، ويجذب عدداً كبيراً من المسافرين الذين يسعون إلى السفر بأقل تكلفة ممكنة.
وبغرض تحقيق هذا الهدف، عمل الكثير من هذه الشركات على زيادة عدد المقاعد الموجودة بالطائرات، الأمر الذي أدى إلى تقليصهم لحجم المقاعد وتصغير المساحات بين صفوف الطائرة.
ففي الشهر الماضي، أعلنت شركة طيران «سيبو إير»، أكبر شركات النقل في الفلبين، أنها ستعدل أماكن ومساحة المطابخ والحمامات الموجودة على بعض طائراتها الجديدة من طراز «إيرباص إيه 330 نيو» لتزويدها بـ460 مقعداً، أي أكثر من الحد الأقصى المسموح به من المقاعد بنحو 20 مقعداً.
وقد علق مايك زوكس، الرئيس التنفيذي للشركة، على هذه الخطوة بقوله إن «راحة العميل وتجربته هما الهدف الأول للشركة. لكننا أيضاً نريد توفير تذاكر طيران بتكلفة مناسبة لجميع المسافرين».
من جهته، قال ماتيو دي مارشي، وهو أحد مستشاري شركة «سيبو إير»، الذين عارضوا الفكرة: «كل ما يريدونه هو نقل أكبر عدد ممكن من الركاب. سوف يزداد الأمر سوءاً خلال العقد المقبل».
أما شركة «طيران آسيا» الماليزية، فقد أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي، أنها ستغير طلباً تقدمت به لشراء عدد كبير من الطائرات، إلى طلب آخر بشراء عدد أقل يسع عدد أكبر من الركاب ويطير لمسافات أطول.
وذكر أيضاً أن شركة «كاثي باسيفيك»، وهي شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ، والتي كانت تعد من أشهر الشركات التي تهتم براحة ورفاهية ركابها، قد قامت في عام 2017 بإضافة مقعد في كل صف من صفوف الدرجة الاقتصادية على طائراتها من طراز «بوينغ إس 300 - 777» ما أدى إلى تقليص مقعد كل شخص بمساحة 1 بوصة (نحو 3 سم).
ولا يقتصر الأمر على الشركات الآسيوية، فقد تقدمت شركة «رايان إير» الآيرلندية منخفضة التكلفة في عام 2014 بطلب لشركة «بوينغ» لشراء عدد من الطائرات «عالية الكثافة»، تحتوي على ثمانية مقاعد إضافية عن الطائرات التقليدية.
ووفقاً لـ«بلومبرغ»، فقد تقلص متوسط المساحة بين صفوف الطائرات بشكل عام في السنوات الأخيرة، ففي أوائل عام 2000، كانت المساحة ما بين الصفوف في الدرجة الاقتصادية تتراوح بين 86 - 88 سم، أما الآن فأصبحت تتراوح بين 76 - 78 سم، كما أن هذه المساحة تتقلص بشكل أكبر في بعض الرحلات القصيرة، حيث قد تصل إلى 71 سم.
ووفقاً لجمعية «حماية حقوق المسافرين» الأميركية، فقد ضاقت مقاعد الطائرات أيضاً في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، لتصل مساحتها إلى نحو 43 سم بعد أن كانت هذه المساحة تقدر بنحو 47 سم.
وقد أشار الخبراء إلى أن هذا التقليص في حجم المقاعد والمساحة بين الصفوف أدى إلى زيادة المشاجرات على متن الطائرات بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «جيت بلو» تقلع من مطار تامبا الدولي بولاية فلوريدا... أعلنت الشركة في 7 يناير الحالي العثور على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة تابعة للشركة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا (أ.ب)

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

أعلنت شركة «جيت بلو» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، العثورَ على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا طائرة من طراز «بوينغ 737» تقلع في مطار بوينس آيرس بالأرجنتين في 26 ديسمبر 2024 (رويترز)

هبوط اضطراري لطائرة «بوينغ 737» تابعة لشركة «يوتير» في موسكو

ذكرت «وكالة الإعلام الروسية» أن طائرة «بوينغ» تابعة لشركة «يوتير» للطيران هبطت اضطرارياً في مطار فنوكوفو بموسكو، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ طائرة «إيرباص A321» لشركة «ديت بلو» في «مطار رونالد ريغان الوطني» في أرلينغتون بولاية فرجينيا، 1 يناير 2025 (أ.ف.ب)

أميركا تعتزم تغريم شركة «جيت بلو» للطيران مليوني دولار بسبب تأخر رحلات

أعلنت وزارة النقل الأميركية، اليوم (الجمعة)، اعتزامها فرض غرامة تُقدر بمليوني دولار على شركة طيران «جيت بلو» بسبب تأخر رحلاتها المستمر على طول ساحل شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أُعلن في الإمارات توقيع اتفاقية تطوير مركبة الهبوط لمهمة استكشاف حزام الكويكبات، حيث تأتي هذه المهمة لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مساعي البلاد إلى جمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في الحزام الرئيسي.

وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، أن اتفاق تطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات يعدّ ثمرة تعاون استثنائي بين المؤسسات الوطنية، ويعكس فلسفة البلاد في تحويل التحديات إلى فرص لبناء مستقبل مشرق تقوده المعرفة.

وقال خلال حضوره توقيع الاتفاقية: «مسيرة الإمارات في استكشاف الفضاء تُعدّ تجسيداً لرؤية قيادتنا لجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وشريكاً رائداً في قطاع الفضاء. الإنجازات المتتالية التي نحققها في قطاع الفضاء، تعكس طموحنا اللامحدود نحو تعزيز تنافسية الدولة عبر خطوات رائدة تجمع بين الرؤية الوثابة للمستقبل والابتكار العلمي».

وأضاف: «إننا اليوم نضع بصمةً إماراتيةً خالصةً في رحلة استكشاف الفضاء، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعم العقول الإماراتية الواعدة، وتحفيز القطاع الخاص ليكون شريكاً استراتيجياً في مشروعاتنا المستقبلية، بما يُجسِّد طموحاتنا الكبيرة في تحويل أحلامنا إلى إنجازات تُسهم في تقدم البشرية، ونؤمن بأن هذا الإنجاز الجديد سيُلهِم أجيال المستقبل في الإمارات للوصول بها إلى قمم تنافسية جديدة».

وكانت «وكالة الإمارات للفضاء» قد اختارت «معهد الابتكار التكنولوجي (TII)» لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا»، التي ستقلّها مركبة «المستكشف محمد بن راشد» الخاصة بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

وقالت: «هذه الاتفاقية تتماشى مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الخاصة والناشئة، وفتح آفاق اقتصادية واسعة من خلال خلق مجالات جديدة للشركات الإماراتية والدولية العاملة في الدولة؛ وذلك ضمن خطتها لتخصيص 50 في المائة من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لصالح شركات القطاع الخاص».

وسيتولى «معهد الابتكار التكنولوجي» الإشراف على مراحل تصميم وتطوير واختبار مركبة الهبوط، مع توزيع المهام على الشركات الناشئة المشارِكة وفقاً للأهداف الاستراتيجية للمشروع. وسيتم تطوير المركبة داخل دولة الإمارات بمساهمة مؤسسات أكاديمية، وعدد من الشركات الناشئة في القطاع الخاص.

يذكر أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتصميم وتطوير المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».