أسماء المحلات العربية في بروكسل تثير غضب اليمين المتشدد

يعتبرها محاولة لتعريب وأسلمة عاصمة أوروبا الموحدة

أسماء المحلات العربية في بروكسل تثير غضب اليمين المتشدد
TT

أسماء المحلات العربية في بروكسل تثير غضب اليمين المتشدد

أسماء المحلات العربية في بروكسل تثير غضب اليمين المتشدد

عندما تتجول في شوارع بروكسل، تجد مقهى ومطعماً يحمل اسم مدينة تطوان المغربية، وآخر يحمل اسم العاصمة المصرية، القاهرة، ومحلات أخرى تحمل أسماء السلام والإيمان والرسالة وغيرها، كلها أسماء عربية موجودة على واجهات مطاعم ومقاهٍ ومحلات تجارية في العاصمة بروكسل، وغيرها من المدن البلجيكية، وهو أمر طبيعي من وجهة نظر أبناء الجاليات العربية والإسلامية في البلاد، في ظل وجود لافتات أخرى مكتوبة بلغات مختلفة، وذكر أصحاب محلات تجارية ومطاعم من العرب والمسلمين أن المطعم يعبّر من خلال الاسم عن نوع المأكولات، ويضيف شوكت صاحب مطعم فلافل مصرية أنه كتب اسم فلافل مصرية على واجهة المحل، حتى يعلم الجميع أن هذا المطعم مصري ويقدم أكلات مصرية، وأيضاً المطاعم المغربية والتركية والسورية وغيرها تختار أسماء عربية تعكس ما تقدمه من أكلات.
بينما يقول المغربي هشام صاحب مطعم تطوان إن «بروكسل معروفة بالتعدد الثقافي وتنوع السكان ويعيش فيها أكثر من 180 جنسية، وبالتالي من الطبيعي أن تجد أصحاب وأنواع مطاعم مختلفة من جنسيات وثقافات متعددة».
بينما يشير عصام صاحب محل لبيع الهواتف الجوالة إلى أنه لا يرى أي مبرر لغضب اليمين المتشدد بسبب كتابة أسماء عربية على المحلات، وتساءل قائلاً: «لماذا لا يغضبون من وجود لافتات تحمل أسماء إيطالية أو إسبانية أو غيرها».
على الجانب الآخر، يصف اليمين المتشدد الأمر بأنه محاولة لتعريب وأسلمة عاصمة أوروبا الموحدة، ونشر المسؤولون في «حزب فلامس بلانغ» المتشدد فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أحد قادة الحزب وهو يحاول إخفاء معالم أحد الأسماء العربية من على واجهة أحد المحلات.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال سام فان روي، برلماني من «حزب فلامس بلانغ»: «هذه مشكلة كبيرة، حيث نرى الأسماء العربية في المدن الكبرى وعبارات مثل (جزارة حلال) أو (مدارس تحفيظ القرآن) إنها محاولة لتعريب وأسلمة المجتمع الذي نعيش فيه، وتلقينا شكاوى كثيرة من المواطنين البلجيكيين، لدرجة أن البعض منهم اضطر إلى الرحيل من بعض الأحياء، ونحن نرى أنه لا بد من احترام لغة البلد، وما قمنا به وجاء في الفيديو هو لإظهار رفضنا لنشر عبارات باللغة العربية في شوارعنا».
أما على صعيد الشارع البلجيكي، فيرى معظم من تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يوجد أي مبرر لانتقاد وجود أسماء عربية، ما دامت أسماء مفهومة ومكتوبة بإحدى اللغتين الرسميتين في البلاد، وهما الفرنسية والفلامانية، وفي الوقت نفسه، فالأمر يعكس التنوع الثقافي. وقالت سيدة بلجيكية في مطلع الخمسين: «هذا الأمر لا يزعجني على الإطلاق، وإن كنتُ أفضل أن أقرأ الاسم باللغة الفرنسية، ولكن لا توجد أي مضايقة»، بينما قال شاب بلجيكي في العشرين: «أنا غير منزعج على الإطلاق، ويجب على الأحزاب المتشددة أن تكون جزءاً من المجتمع الديمقراطي وأن تحترم هذه المبادئ، أتفهم رغبتهم في الحفاظ على هويتهم، ولكن يجب أيضاً إدماج الآخرين والنظر إلى المستقبل، حيث يعيش الجميع في مجتمع متعدد الثقافات».
وتشتهر بروكسل بالتنوُّع والتعدد الثقافي للسكان ويعيش فيها ما يزيد على مائة وثمانين جنسية، كما تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف سكان العاصمة في عام 2050 سيكون من المسلمين. ومن وجهة نظر كثير من المراقبين، فإن انتقادات اليمين المتشدد البلجيكي على وجود لافتات تحمل أسماء عربية وإسلامية على واجهات المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية أمر يطرح تساؤلات من جانب البعض، حول تجاهل انتقاد لافتات أخرى تحمل أسماء صينية وعبرية ولغات أخرى.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.