السيسي: استطعنا محاصرة الإرهاب ودحر بؤر التطرف

TT

السيسي: استطعنا محاصرة الإرهاب ودحر بؤر التطرف

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن خطر الإرهاب يأتي على رأس ما واجهته بلاده من تحديات خلال السنوات الماضية. وقال السيسي، في كلمة أمس بمناسبة تخرج دفعات من الكليات العسكرية والاحتفال بذكرى ثورة «23 يوليو» 1952، إن «خطر الإرهاب البغيض كان على رأس ما واجهناه من تحديات على مدار السنوات الماضية، لكن بفضل تضحيات رجال جيش مصر العظيم، ورجال شرطتها الباسلة، استطعنا محاصرته، وتدمير بنيته التحتية، ودحر بؤر التطرف التي تنطلق منها العناصر الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية».
وتشهد مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، عام 2013، هجمات إرهابية تستهدف بصورة أساسية قوات الجيش والشرطة، أسفرت عن مقتل المئات. وتنحصر معظم تلك الهجمات في شمال شبه جزيرة سيناء، إلا أن بعضها طال العاصمة القاهرة ومدناً أخرى.
ولفت السيسي إلى أن «مصر كانت سباقة في التحذير من هذا الخطر، وطالبنا المجتمع الدولي بالتكاتف لحماية الإنسانية من شروره... والقضاء على مسبباته».
وأكد السيسي أن شعب مصر أثبت أن لديه من قوة الإرادة والصلابة ما يكفي للمضي دائماً للأمام، متخطياً في كل مرحلة تاريخية مرت بمصر جميع الصعاب والتحديات، مشدداً على الاستمرار في العمل على الإصلاح والتطوير إدراكاً لضرورة مواجهة الأزمات التي طال أمدها.
وأضاف: «اعتمدنا خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي الشامل، ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني، ليصبح قائماً على الإنتاج، وجاذباً للاستثمارات، ويعظم الاستفادة من طاقات الشباب في خدمة الوطن».
وعن «ثورة يوليو» عام 1952 التي أسست النظام الجمهوري، أكد السيسي أنها «استطاعت تغيير وجه الحياة في مصر على نحو جذري، وقدمت لشعبها كثيراً من الإنجازات الضخمة، وأحدثت تحولاً عميقاً في تاريخ مصر المعاصر، أنهى مرحلة ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة دعمت من قدرة الوطن على مواصلة مسيرة البناء والتقدم».
وقال السيسي إن «هذه الثورة العظيمة لم يقتصر تأثيرها على الداخل المصري فحسب، بل امتدت آثارها وصداها إلى جميع الشعوب الأخرى التي كانت تتطلع إلى الحرية والاستقلال. فقد شهد العالم انحسار موجة الاستعمار، لتبدأ مرحلة ميلاد وتكوين التكتلات الدولية لدول العالم الثالث، لتسيطر تلك الدول على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، وتتجه إلى تنمية كوادرها البشرية، بما يتناسب مع التحديات المتزايدة والمتجددة».
وأضاف: «إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من حلقات هذا التاريخ المتصل، نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة، ونحاول بكل ما أوتينا من قوة وجهد أن نبني وننمي، لنغير هذا الواقع إلى الأفضل على نحو نرضاه ونفتخر به، ويليق بمصر، ملتزمين في وجداننا بالأهداف العليا بأن تكون مصر قادرة على توفير حياة أفضل لأبنائها ولأجيالها القادمة، محافظين في ذلك على ثوابت تجربتنا الوطنية والتزاماتنا القومية، ومدركين لمتغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.