«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

ترمب اعلن اتصالات مع لندن وهانت طالب طهران بالإفراج عن السفينتين ... تضارب أدلة حول إسقاط {درون} إيرانية

مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
TT

«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)

احتجز الحرس الثوري الإيراني أمس ناقلتين نفط مما ينذر بتفاقم التوتر في الخليج وسط سجال إيراني أميركي .
وقال «الحرس الثوري» الإيراني في بيان عبر موقعه الرسمي (سباه نيوز) أن بحرية الحرس الثوري احتجزت ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو» أثناء عبورها من مضيق هرمز لـ«لعدم مراعاتها القوانين والأحكام الدولية بطلب من منظمة الموانئ والملاحة في محافظة هرمزغان».
وقال وزير الخارجية جيرمي هانت «أشعر بقلق شديد إزاء احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز».
وصرح هانت في حديث قبل حضور اجتماع أمني بـ«أننا نستعرض ما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينتين، سفينة ترفع علم بريطانيا وأخرى ترفع علم ليبيريا».
وقال هانت: «احتجاز (السفن) غير مقبول. من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة».
واتهمت الولايات المتحدة إيران بـ«تصعيد العنف»، ولمّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى احتمال أنّ يكون الإيرانيون قد احتجزوا أكثر من ناقلة.
ورداً على سؤال عن احتجاز الحرس الثوري السفينة البريطانية، قال ترمب لدى مغادرته البيت الأبيض: «قد تكون (ناقلة) واحدة، قد تكون اثنتين». وأضاف: «سنتحدث مع بريطانيا. سنعمل مع بريطانيا».
وبدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جاريت ماركيز: «نحن على علم بالتقارير التي تفيد بأن زوارق إيرانية احتجزت ناقلة نفط بريطانية».
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن ماركيز أنه قال في بيان: «إنها المرة الثانية خلال ما يزيد قليلاً على أسبوع التي تكون فيها المملكة المتحدة هدفاً لتصعيد العنف من قبل النظام الإيراني»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا ضد سلوك إيران الخبيث».
وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها فجأة شمالاً صوب ساحل إيران مساء أمس، بعد مرورها غرباً عبر مضيق هرمز إلى الخليج.
وأظهرت البيانات أن الناقلة حولت اتجاهها في نحو الساعة 16:00 ت. غ، بعد نحو 40 دقيقة من تحويل الناقلة ستينا إمبيرو مسارها على نحو مماثل صوب إيران.
وأوضح البيان الإيراني أن وحدة المنطقة الأولى البحرية «الحرس الثوري» اصطحبت ناقلة النفط الإيرانية إلى الشواطئ الإيرانية وسلمتها إلى إدارة الموانئ لاتخاذ الإجراء القانوني بحقها.
وقبل بيان «الحرس الثوري» بقليل قالت بريطانيا إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن الناقلة البريطانية «أغلقت جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات كثيرة من الحرس قبل احتجازها».
وذكر المصدر نفسه أن «انتهاكات الناقلة شملت أيضاً الإبحار في الاتجاه الخاطئ في ممر ملاحي وتجاهل التعليمات».
ونسبت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس» إلى مصادر عسكرية مطلعة في منطقة الخليج أن «إيران لم توقف سفينة تدعى (مصدر) وتحمل علم ليبريا» وتابعت المصادر أن «البحرية الإيرانية أطلقتها بعدما تلقت إنداراً بشأن حماية البيئة في الخليج».
من جانبها قالت الشركة التي تدير الناقلة ستينا إمبيرو المسجلة في بريطانيا إنها لم تتمكن من التواصل مع طاقمها بعد أن اقتربت منها زوارق صغيرة غير محددة الهوية وطائرة هليكوبتر أثناء عبورها مضيق هرمز.
وقالت (نورثيرن مارين مانجمينت) التابعة لشركة «ستينا إيه.بي» إن 23 بحارا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات وإن الناقلة تتجه حاليا شمالا صوب إيران.
وكان «الحرس الثوري» قد أعلن أول من أمس عن احتجاز «ناقلة أجنبية»، متهما السفينة بنقل حمولة مهربة من الوقود الإيراني. وقال إن «الناقلة سعتها مليونا ليتر وعلى متنها 12 من أفراد الطاقم الأجانب وكانت في طريقها لتسليم وقود مهرب مصدره زوارق إيرانية».
وتعهد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي العمل «بقوة» مع شركاء لضمان حرية الملاحة في مياه الخليج.
وجاء الإعلان بعد أقل من ساعتين على تأكيد ترمب إسقاط درون إيرانية بنيران المدمرة الحربية بوكسر في مضيق فيما ظهر تناقض في الرواية الإيرانية، ففي حين رجح مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، ساخرا، أن تكون واشنطن ضربت عن طريق الخطأ طائرة أميركية، قال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي إن سرب من طائرات درون إيرانية عادت إلى قواعدها سليمة، فيما أصدر «الحرس الثوري» بيان رفض توعد فيه بنشر صور التقطتها طائرات درون إيرانية من البارجة الأميركية، إلا أن مسؤولا أميركيا رفض إنكار إيران، مشيرا إلى «دليل واضح للغاية» بحوزة واشنطن.
وقال ترمب أول من أمس إن الطائرة اقتربت إلى مسافة ألف ياردة (914 مترا) من السفينة الحربية بوكسر «في تحرك مستفز وعدواني»، متجاهلة تحذيرات متكررة بالتراجع، وذلك في أحدث واقعة لاختبار ضبط النفس في الممر الاستراتيجي، بحسب وكالة «رويترز».
وجاء إعلان ترمب بعد ساعات من بيان رسمي لـ«الحرس الثوري» الإيراني باحتجاز ناقلة نفط في جزيرة لارك قبالة مضيق هرمز. وادعت مصادر إيرانية أنها تحمل علم بريطانيا وهو ما نفته الحكومة البريطانية.
عسكريا، لم تنف إيران تحليق طائرات درون فوق المدمرة بوكسر، رغم أنها نفت تحطم أي من طائرات الدرون بنيران أميركية في المنطقة التي تتزايد المخاوف الدولية من انزلاق الجانبين إلى حرب فيها بسبب تهديدات إيرانية بعرقلة التجارة والإمدادات النفطية العالمية ردا على العقوبات الاقتصادية الأميركية؛ ما أسفر عن أجواء مشحونة بالتوتر في الخليج.
وتراجع ترمب الشهر الماضي في آخر لحظات عن شن ضربة لثلاثة مواقع عسكرية إيرانية ردا على إسقاط درون تابعة للجيش الأميركي بصاروخ سطح جو أطلقته الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري». وتضاربت رواية الجانبين حول موقع إسقاط الدرون. وقالت طهران إنها أسقطت الدرون بعدما دخلت مجالها الجوي. وتقول واشنطن إن الطائرة كانت في المجال الدولي.
ونقلت وكالتا «فارس» و«تسنيم» التابعتان لـ«الحرس الثوري» الإيراني عن المتحدث الأعلى باسم القوات المسلحة الإيرانية: «كل الطائرات المسيرة التابعة لإيران في الخليج ومضيق هرمز... عادت سالمة إلى قواعدها بعد مهمة للتحقق والمراقبة ولم يرد أي تقرير عن أي رد من (السفينة الأميركية) بوكسر».
وفي تأكيد على تحليق طائرات درون إيران فوق المدمرة قالت إدارة العلاقات العامة في «الحرس الثوري» إنها ستنشر صورا التقطتها طائرات درون الحرس من المدمرة الأميركية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان الحرس أنه سينشر صورا تدحض تأكيد الرئيس الأميركي أن البحرية الأميركية دمرت الطائرة المسيرة الإيرانية. وتابع البيان «قريبا، ستنشر الصور التي التقطتها طائرات الحرس المسيرة للسفينة الحربية الأميركية بوكسر لفضح مزاعم إسقاط طائرة مسيرة إيرانية فوق مضيق هرمز أمام الرأي العام العالمي باعتبارها أكاذيب لا أساس لها من الصحة».
وتناقض مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي مع رواية الحرس عندما حاول أن ينفي ضمنا تحليق درون إيرانية، وقالت واشنطن إنها دُمرت عند اقترابها من المدمرة بوكسر. وقال عراقجي في تغريدة ساخرة على «تويتر» أمس: «نخشى أن تكون (السفينة الأميركية) يو إس إس بوكسر أسقطت واحدة من طائراتهم الأميركية بالخطأ!».
في المقابل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس إن الولايات المتحدة ستدمر أي طائرات إيرانية مسيرة تحلق على مقربة من سفنها، وأضاف أن بلاده لديها أيضا «دليل واضح» على أنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية أمس الخميس.
وصرح المسؤول في إفادة صحافية «إذا حلقت (أي طائرة) على مسافة أقرب من اللازم من سفننا فسنستمر في إسقاطها». وفي السياق نفسه، نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، أن الطائرة المسيرة أسقطت أول من أمس عن طريق التشويش الإلكتروني. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن السفينة «كانت في المياه الدولية» عندما اقتربت طائرة مسيرة. وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن «السفينة قامت بعمل دفاعي ضد الطائرة المسيرة لضمان سلامة السفينة وطاقمها».
ويثير استخدام إيران وحلفائها المتزايد للطائرات المسيرة في عمليات الاستطلاع والهجمات عبر الشرق الأوسط قلقا في واشنطن. ورغم الحرب الكلامية بين الجانبين، فقد التزما حتى الآن جانب الحذر.
إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، إنها تشعر بقلق بشأن الوضع في الخليج. وقالت خلال مؤتمر صحافي: «بالطبع أشعر بقلق. لا تستطيع أن تنظر إلى تلك المنطقة من دون أن تشعر بقلق في هذه اللحظة... ينبغي اغتنام كل فرص التواصل الدبلوماسي لتفادي أي تصعيد».
وفي أحدث تطور في المواجهة بين إيران وبريطانيا، ذكرت صحيفة «جبل طارق كرونيكل» أن المحكمة العليا مدت احتجاز ناقلة النفط الإيرانية (غريس 1) ‬ 30 يوما أخرى حتى 15 أغسطس (آب). وهدد المرشد الإيراني بالرد على ما يسميه «قرصنة» بريطانية بشأن احتجاز السفينة.
وقال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أول من أمس، إن إيران لا تسعى «لبدء حرب» لكنها سترد على أعمال عدائية. ونقل «سباه نيوز» الموقع الرسمي لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله «إذا ارتكب العدو خطأ في الحسابات، تتغير استراتيجيتنا الدفاعية وجميع قدراتنا إلى (استراتيجية) الهجوم».
وجاءت تصريحاته في أعقاب إعلان «الحرس الثوري» احتجاز «ناقلة أجنبية» يعتقد أنها السفينة «رياح» التي ترفع علم بنما، وطاقمها الـ12.
واحتجزت البحرية البريطانية الناقلة قبالة ساحل جبل طارق في وقت سابق هذا الشهر للاشتباه في انتهاكها العقوبات على سوريا. وألقت الولايات المتحدة باللوم على طهران في سلسلة من الهجمات على ناقلات وسفن حول مضيق هرمز منذ منتصف مايو (أيار)، وهو ما تنفيه طهران. ويقول المسؤولون البريطانيون والأميركيون إن الناقلة كانت في طريقها لتسليم النفط إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي وأخرى تفرضها الولايات المتحدة.
ووصفت إيران احتجاز الناقلة بعمل «قرصنة» وبعد أسبوع قالت لندن إن زوارق إيرانية هددت ناقلة بريطانية في الخليج قبل أن تقوم فرقاطة تابعة للبحرية الملكية بإبعاد تلك الزوارق.
وعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، للتأكيد على إسقاط طائرة «درون» إيرانية فوق مضيق هرمز. وقال في تصريح من البيت الأبيض: «ما من شك في أننا أسقطناها». وبدوره، قال جون بولتون مستشار الأمن القومي: «ما من شكّ في أنها كانت طائرة من دون طيار إيرانية».
وبث التلفزيون الحكومي الإيراني تسجيلاً مصوّراً، بعد ساعات من مزاعم لـ«الحرس الثوري» بالتقاط صور لطائرات «درون» إيرانية تحلق فوق سفينة أميركية في مضيق هرمز، وذلك في سياق دحض الرواية الأميركية.
ويُظهِر التسجيل في موقع مجهول ناقلات نفط وسفينة حربية أميركية. وزعم التلفزيون الإيراني أن السفينة هي «يو إس إس بوكسر» التي قالت الإدارة الأميركية إنها استهدفت «الدرون» الإيرانية.
وبحسب موقع «ميليتاري دوت كوم»، فإن «الدرون» الإيرانية أُسقِطت بواسطة تقنية يُطلَق عليها «النظام المتكامل للدفاع الجوي البحري الخفيف»، تم ربطها بكاشف لجميع التضاريس على متن السفينة «يو إس إس بوكسر»، ويُستخدم هذا الجهاز عادة على الأرض، ولكن يتم اختباره الآن على متن سفن تابعة للبحرية الأميركية، بحسب تصريح مسؤول بوزارة الدفاع للموقع.
ويستخدم النظام الذي تديره وحدة المشاة البحرية الحادية عشرة، راداراً وكاميرات حساسة للغاية لاكتشاف الطائرات من دون طيار، وتمييزها بين الأهداف الصديقة والمعادية. وفي حالة تحديد موقع التهديد، يستخدم الجهاز ترددات الراديو للتشويش على رابط الطائرة من دون طيار ليقطع التواصل مع المركز الذي يتحكم بها.
من جهة أخرى، وجّه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اتهامات روسية للولايات المتحدة بالسعي إلى تأجيج التوترات في الخليج. وقال: «الوضع مقلق جداً، ونرى أن مخاطر حصول مواجهة مباشر ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة، وازدادت أكثر فأكثر صعوبة توقع التطور المستقبلي للأحداث».



ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، خيارات لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية شن غارات جوية استباقية، مما يشكل خرقاً للسياسة الأميركية القائمة على احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن فريق ترمب الانتقالي يناقش تداعيات ضعف موقف إيران الإقليمي وسقوط نظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى تدمير إسرائيل لميليشيات مثل «حزب الله» و«حماس».

وقال مسؤولون انتقاليون إن ضعف موقف إيران الإقليمي، والكشف عن تقدم الجهود النووية لطهران، قد أديا إلى تفاقم المناقشات الداخلية الحساسة. ومع ذلك، لا تزال جميع المداولات حول هذه القضية في المراحل المبكرة.

تساؤلات حول نوع الضغوط التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

وقال شخصان مطلعان على محادثاتهما، إن ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمات هاتفية حديثة، بأنه قلق بشأن اندلاع حرب نووية إيرانية في عهده، مما يشير إلى أنه يبحث عن مقترحات لمنع هذه النتيجة.

ويريد ترمب خططاً تتوقف عن إشعال حرب جديدة، خصوصاً تلك التي يمكن أن تجرَّ الجيش الأميركي، حيث إن الضربات على المنشآت النووية في طهران لديها القدرة على وضع الولايات المتحدة وإيران على مسار تصادم.

وتمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب وحده لبناء 4 قنابل نووية، مما يجعلها الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج 60 في المائة من المواد الانشطارية التي تقترب من درجة الأسلحة، ولن يستغرق الأمر سوى بضعة أيام لتحويل هذا المخزون إلى وقود نووي صالح للأسلحة.

وقال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق، إن الأمر قد يستغرق من إيران أشهراً عدة لنشر سلاح نووي.

وقال أشخاص مطلعون على التخطيط إن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب يبتكر ما يطلق عليها استراتيجية «الضغط الأقصى 2» ضد النظام الإيراني، وهي استكمال لنهجه في فترة ولايته الأولى، الذي ركز على العقوبات الاقتصادية الصارمة.

وهذه المرة، يقوم الرئيس المنتخب ومساعدوه بوضع خطوات عسكرية يمكن أن تكون محوريةً لحملته المناهضة لطهران، وإن كانت لا تزال مقترنةً بعقوبات مالية أكثر صرامة.

قال 4 أشخاص مطلعون على التخطيط إن خيارين ظهرا في المناقشات، بما في ذلك في بعض المحادثات التي جرت مع ترمب.

وأحد المسارات، الذي وصفه شخصان مطلعان على الخطة، يتضمَّن زيادة الضغط العسكري من خلال إرسال مزيد من القوات الأميركية والطائرات الحربية والسفن إلى الشرق الأوسط، ويمكن للولايات المتحدة أيضاً بيع أسلحة متقدمة لإسرائيل، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، مما يعزز قوتها الهجومية لإخراج المنشآت النووية الإيرانية عن الخدمة.

والتهديد باستخدام القوة العسكرية، خصوصاً إذا اقترن بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والتي تنجح في شلِّ الاقتصاد الإيراني، قد يقنع طهران بأنه لا يوجد خيار سوى حل الأزمة دبلوماسياً.

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

والمسار البديل هو السعي إلى استخدام التهديد باستخدام القوة العسكرية، خصوصاً إذا اقترن بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة؛ لدفع طهران إلى قبول حل دبلوماسي، وهذه هي الاستراتيجية التي استخدمها ترمب مع كوريا الشمالية في ولايته الأولى، على الرغم من تعثر الدبلوماسية في نهاية المطاف.

وليس من الواضح أي خيار سيختاره ترمب، الذي تحدَّث عن تجنب حرب عالمية ثالثة، والتوسط في صفقات مع طهران.

في حين أصرَّ ترمب على أنه يسعى إلى تجنب التصعيد الهائل في الشرق الأوسط، فإنه قال لمجلة «تايم»، في مقابلة نُشرت يوم الخميس، إن هناك فرصةً لأن تخوض الولايات المتحدة حرباً مع إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن طهران خطَّطت لاغتياله، وقال: «أي شيء يمكن أن يحدث. إنه وضع متقلب للغاية».

ولم يقم بعض المسؤولين الجدد في الإدارة بعد بإبداء رأيهم الكامل في هذه القضية، وقد تتغير المقترحات المتعلقة بإيران مع تولي المسؤولين الحكوميين مناصبهم، وتوافر المعلومات السرية، وعقد المناقشات مع الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل.

والأمر الحاسم هو أن ترمب نادراً ما يخوض بعمق في التفاصيل المتعلقة بمسائل السياسة الخارجية حتى يتم تقديم خيارات نهائية له ويجب اتخاذ قرار، كما يقول مسؤولون سابقون في إدارة ترمب.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد إجراء 3 مكالمات مع ترمب، قال نتنياهو إنهما «يتفقان على التهديد الإيراني في جميع مكوناته، والخطر الذي يشكِّله».

وقال مسؤولون سابقون إن ترمب درس فكرة توجيه ضربات استباقية للبرنامج النووي الإيراني نحو نهاية ولايته الأولى، بعد وقت قصير من كشف المفتشين الدوليين عن نمو مخزون إيران من المواد النووية لكن ترمب، الذي كان من بين القادة الذين عارضوا بشدة، لم يعلق على هذا الأمر.

وبعد أن ترك منصبه، نفى منذ ذلك الحين أنه فكَّر في العمل العسكري بجدية، مدعياً أن كبار مساعديه وضعوا خطط حرب ودفعوه إلى تفويض ضربة.

وقال مساعدو ترمب والمقربون منه، الذين يدعمون الخيارات العسكرية لولايته الثانية، إن الفكرة الرئيسية ستكون دعم الضربات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية؛ مثل «فوردو» و«أصفهان»، وربما حتى مشاركة الولايات المتحدة في عملية مشتركة.

ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

يقول كثير من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين إن هناك شكوكاً كبيرة حول مدى نجاح إسرائيل في شن هجوم منفرد على المنشآت النووية الإيرانية، وبعضها مدفون عميقاً تحت الأرض.

ومع ذلك، يصرُّ بعض حلفاء ترمب على أن الأشهر الأولى من عودته إلى منصبه تُقدِّم له فرصةً نادرةً لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، بينما النظام في وضع ضعيف.

وفكرت إسرائيل لسنوات في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنها لم تفعل ذلك، جزئياً؛ بسبب الحذر الأميركي ضدها.

وفي عام 2012، حذَّرت إدارة أوباما نتنياهو من شن هجمات، بينما كانت إيران تبني برنامجها النووي قبل الاتفاق النووي لعام 2015. وقالت إدارة بايدن باستمرار إنها تسعى إلى حل دبلوماسي للتقدم النووي الإيراني.

ستكون المناقشات حول ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية مختلفًة هذه المرة.

وقال غابرييل نورونها، الذي عمل على ملف إيران في وزارة الخارجية خلال إدارة ترمب الأولى: «هناك دعم قوي لإسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري كما تراه في مصلحتها، ولا تملك إيران مساحةً كبيرةً قبل أن تصل إلى الخطوط الحمراء لإسرائيل، ولا تزال تبدو عازمة على التصعيد أكثر».

ويقول المسؤولون في فريق ترمب إنهم ينوون فرض العقوبات الحالية وفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك إعادة تصنيف الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن «منظمةً إرهابيةً أجنبيةً»، ومنع الدول التي تشتري النفط الإيراني من شراء الطاقة الأميركية.

لكن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود أكثر من زيادة الضغوط الاقتصادية والمالية؛ لأن إيران «تحاول بنشاط قتل الرئيس ترمب، وهذا يؤثر بالتأكيد في تفكير الجميع عندما يتعلق الأمر بما ستكون عليه العلاقة في المستقبل».

وقدمت إيران للولايات المتحدة تأكيدات بأنها لن تغتال ترمب رداً على أمره الصادر في عام 2020 بقتل الجنرال قاسم سليماني، وهو العمل العسكري الأكثر عدوانية من قبل الولايات المتحدة ضد إيران منذ سنوات.

وأشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أنه منفتح على المحادثات الدبلوماسية مع إدارة ترمب المقبلة، التي تصرُّ على أنه لا يمكن مواجهة شبكة وكلاء طهران بالكامل ما لم يتم حرمان إيران من الموارد الاقتصادية والعسكرية. وقال مسؤول: «إنها رأس الأخطبوط. لن نحلَّ كل هذه القضايا حيث هي. سنحلها في كيفية تعاملنا مع طهران».

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

ويبدو أن الرئيس الإيراني الجديد يستجيب لرغبة ترمب في إبرام اتفاقات رفيعة المستوى، فقد كتب جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، في مجلة «فورين أفيرز»، الأسبوع الماضي: «بزشكيان يأمل في إجراء مفاوضات بشأن الاتفاق النووي... وربما أكثر».

ولكن النهج الدبلوماسي له عيوبه. يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم لن يتفاوضوا مع الولايات المتحدة تحت الضغط، وأخبروا المسؤولين الأوروبيين في جنيف، الشهر الماضي، بأنهم لن يتخذوا أي خطوات أحادية الجانب لتقليص برنامجهم النووي.

وفقاً لتقديرات استخباراتية أميركية، صدرت الأسبوع الماضي، تمتلك طهران بالفعل ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج أكثر من 12 قنبلة نووية، وعلى الرغم من أن إيران لا تبني قنبلة حالياً، فإن التقرير قال إنها مستعدة بشكل أفضل للقيام بذلك بفضل الأبحاث التي أجرتها في الأشهر الأخيرة.

لقد أوضح المسؤولون الإيرانيون، منذ فترة طويلة، أن رد فعلهم على أي ضربة سوف يكون طرد مفتشي الأمم المتحدة، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تلزم إيران بوقف برنامجها النووي.

والدولة الوحيدة التي فعلت ذلك هي كوريا الشمالية، التي بدأت في إنتاج الأسلحة النووية سراً، وهو المسار الذي لمَّحت طهران إلى أنها قد تسلكه.