اعتقال 5 في الجزائر «خططوا لهجوم بالمتفجرات» ضد الحراك الشعبي

وزير سابق يمثل أمام المحكمة في قضايا فساد

أعلنت الجزائر أمس كشف مؤامرة لشن هجمات ضد الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهور (رويترز)
أعلنت الجزائر أمس كشف مؤامرة لشن هجمات ضد الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهور (رويترز)
TT

اعتقال 5 في الجزائر «خططوا لهجوم بالمتفجرات» ضد الحراك الشعبي

أعلنت الجزائر أمس كشف مؤامرة لشن هجمات ضد الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهور (رويترز)
أعلنت الجزائر أمس كشف مؤامرة لشن هجمات ضد الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهور (رويترز)

أفادت وزارة الدفاع الجزائرية بأن الجيش اعتقل 5 أشخاص محل شبهة إرهاب، كانوا بصدد التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد المتظاهرين المطالبين بـ«رحيل كل رموز النظام»، في إشارة إلى الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهور.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع نشرته بموقعها الإلكتروني، أمس (الأحد)، أن اعتقال الخمسة تم خلال الفترة ما بين 3 إلى 7 من يوليو (تموز) الجاري، في باتنة (400 كلم شرق الجزائر)، مشيراً إلى أنهم «كانوا يخططون لهجمات إرهابية تستهدف المتظاهرين السلميين، عبر مناطق مختلفة من الوطن، وذلك باستعمال عبوات متفجرة».
والأشخاص الخمسة هم، بحسب البيان: «ع. وائل» و«ب. أيمن» و«م. خالد» و«م ساعد» و«م. عبد الرحمن»، من دون ذكر تفاصيل أخرى كأسمائهم الكاملة والجماعة المسلحة التي ينتمون إليها.
وكان قائد الجيش الجنرال قايد صالح حذّر مرات عدة من احتمال تسلل متطرفين مسلحين في الحراك الشعبي، المتواصل منذ 22 فبراير (شباط) الماضي، وكان من أبرز نتائجه تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم (2 أبريل (نيسان) الماضي). وانتقد قطاع من المعارضة تحذيرات رئيس أركان الجيش، بحجة أن فيها «مبالغة الهدف منها ثني المتظاهرين عن مواصلة الحراك».
وكثفت قوات الدرك والشرطة من وجودها بمداخل المدن الكبيرة، منذ بداية المظاهرات. وخلال حراك الجمعة يتعرض المتظاهرون لتفتيش دقيق، وكثيراً ما منعت قوات الأمن دخول متظاهرين إلى العاصمة، لـ«أسباب أمنية»، بحسب الإعلان الرسمي. لكن نشطاء الحراك عدّوا إجراءات الأمن المشددة تضييقاً عليهم. وفتح ذلك مواجهة بينهم وبين رئيس أركان الجيش الذي هاجم أكثر من مرة منتقديه بأن وصفهم بـ«أتباع العصابة» التي يوجد أفرادها بالسجن، وهم مسؤولون مدنيون وعسكريون في عهد بوتفليقة.
وجرى اعتقال العشرات من حاملي راية الأمازيغ خلال المظاهرات، بتهمة «تهديد الوحدة الوطنية»، ويعتبرهم الجيش خطراً طابعه أمني، ما أثار احتجاج منظمات حقوقية.
يشار إلى أن باتنة، حيث اعتقل الأشخاص الخمسة، منطقة ينشط فيها «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن وزير النقل والأشغال العمومية الأسبق، عبد الغني زعلان، مثل أمس الأحد أمام قاضي التحقيق بمحكمة الشراقة بالجزائر العاصمة، للاستماع لأقواله في إطار التحقيق في قضايا فساد.
وأوضحت أنه سيتم الاستماع إلى أقوال الوزير السابق في القضايا المتابع فيها والمتعلقة بـ«جنح تتمثل أساساً بمنح امتيازات غير مبررة للغير في مجال الصفقات وتبديد أموال عمومية وسوء استغلال الوظيفة».
وكان قاضي التحقيق لدى المحكمة العليا قد أمر في منتصف يونيو (حزيران) الماضي بوضع عبد الغني زعلان تحت الرقابة القضائية رفقة عدد من الوزراء.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.