«تحدي العمر» يجتاح منصات التواصل

وسط تحذيرات من اختراق البرنامج لخصوصية المستخدمين

الفنان عمرو دياب بعد تعديل صورته
الفنان عمرو دياب بعد تعديل صورته
TT

«تحدي العمر» يجتاح منصات التواصل

الفنان عمرو دياب بعد تعديل صورته
الفنان عمرو دياب بعد تعديل صورته

بمجرد أن نشر الشاب عبد العزيز الأسطل 24 عاماً صورته بعد إجرائه تعديلاتٍ عليها باستخدام تطبيق إلكتروني على صفحته، عبر موقع «فيسبوك»، يظهر فيها توقع لشخصيته بعد 40 عاماً، حتّى انهالت عليه تعليقات الأصدقاء، بعضها حملت الفكاهة والاستغراب وأخرى أشبهته بوالده وجده، وجزء رأى أنّ «شخصيته في المستقبل ستكون قريبة جداً من الحالية مع تغيّر لون الشعر فقط».
الأسطل الذي يعتبر ضمن عدد كبير من المستخدمين لتطبيق «فيس آب» الجديد الذي ظهر خلال الأيام الماضية، يذكر لـ«الشرق الأوسط» أن استخدامه للتطبيق جاء بهدف التسلية بعد مشاهدته لصور مئات الأصدقاء التي انتشرت بشكلٍ هيستري في ساعاتٍ قليلة، مبيّناً أنّه لا يعطى ثقة كاملة للتطبيق، فهو منحه فقط انطباعاً تقديرياً بعمر افتراضي.
وكان التطبيق الذي يحمل اسم «فيس آب» أو «تحدي العمر»، قد أشعل حالة من الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية؛ إذ بدأ المستخدمون بنشر صورٍ لهم بعد التعديل عليها، من خلال التطبيق الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويستطيع تغيير أشكال المستخدمين لصورة قريبة جداً من الواقعية، من خلال إحداث تغيرات في الشعر ولون البشرة والعيون، وتجاعيد الوجه.
وأظهرت عشرات الصور المنشورة مستخدمي التطبيق بهيئة بيّنتهم في عمر الشيخوخة أو حوّلت ملامحهم من الذكر للأنثى أو العكس، الأمر الذي ترك حالة الجدل تلك، حيث إن بعض الأشخاص تفاعلوا بإيجابية مع فكرة التطبيق، وشاركوا صورهم مع أصدقائهم على هاشتاغ FaceApp# الذي تصدّر «الترند» في منصات التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر رفض الفكرة واعتبرها ضرباً من الخيال، ولا تمتّ للواقعية بصلة.
خلال ساعات قليلة وصل عدد تحميل البرنامج لملايين المرّات، وتفاعل معه عدد كبير من المشاهير في العالم، وشاركوا صورهم مع المعجبين، لتتباين ردود الفعل عليها بشكلٍ واضح، وإضافة لذلك قام ناشطون ومواقع إلكترونية بإدخال صور لقادة سياسيين بارزين ولفنانين ولشخصياتٍ تاريخية على التطبيق، ونشروها بعد التعديل لتحظى بانتشارٍ واسع خلال فترة محدودة.
ويتم تحميل التطبيق بشكلٍ مجاني، من المتاجر الإلكترونية لجميع أنظمة التشغيل، ويُستخدم من خلال اختيار التقاط صورة شخصية عبر أداة فيه، أو اختيار أخرى من المعرض الشخصي على الهاتف أو الحاسوب، ثم تُدخل للتطبيق، ويُختار التعديل الذي يرغبه المستخدم من بين التعديلات المتاحة، وبعد ذلك يتم حفظ الصورة، أو مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.
إلا أن خبراء في التقنية حذروا من تطبيق «FaceApp»، لاختراقه خصوصية المستخدمين، مشيرين إلى أن البرنامج يطلب من المشتركين إقراراً بالموافقة على أنه يحق للشركة مشاركة الصور مع شركات أخرى، ويحتفظ بصور المشاركين في خوادم تابعة للشركة التي يحق لها مستقبلاً بيع تلك الصور أو استخدامها من دون الرجوع إلى أصحابها.
وأشار المدرب في الإعلام الاجتماعي سلطان ناصر إلى أن التخوفات التي ظهرت لدى بعض المستخدمين حول مصدر التطبيق وطلبه لإذن موافقة على الدخول لبيانات الجهاز الذكي بمجرد التسجيل به، تنطبق على كل التطبيقات الإلكترونية التي تتعامل بالآلية والشروط ذاتها.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».