ريواز تتولى رئاسة البرلمان في كردستان العراق

الحزبان الديمقراطي والوطني يتفقان على تسمية جبار محافظاً لكركوك

TT

ريواز تتولى رئاسة البرلمان في كردستان العراق

تنفيذاً للاتفاقات الثنائية المبرمة بين أحزاب السلطة الثلاثة، وتحديداً بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، وشريكه وغريمه الأزلي الاتحاد الوطني الكردستاني، صوت أمس الخميس نواب تلك الأحزاب الحاكمة، لصالح مرشحة الاتحاد ريواز فائق، لتولي منصب رئيس البرلمان، وبذلك أصبحت فائق أول سيدة كردية تتولى رئاسة البرلمان، منذ تأسيس الكيان السياسي والإداري الحالي في إقليم كردستان، عام 1992.
وجرى الانتخاب عبر الاقتراع السري، المحسوم النتائج سلفاً، حيث حصلت فائق على 72 صوتاً، مقابل 16 صوتاً، لصالح مرشحة قوى المعارضة التي تشغل 19 مقعداً في البرلمان المؤلف من 111 مقعداً، فيما تم إبطال 9 أصوات، وغاب 5 آخرون عن الجلسة.
وجاء انتخاب رئيسة البرلمان، بعد يوم واحد فقط، من تصويت نواب السلطة لصالح منح الثقة لحكومة الإقليم التي شكلها مرشح الحزب الديمقراطي مسرور بارزاني، بعد عشرة أشهر من المفاوضات والسجالات والمساومات السياسية، التي أفضت إلى تقاسم المناصب في الرئاسات الثلاث بين الأحزاب الثلاثة وبعض القوى التركمانية والمسيحية المتحالفة معها.
وقالت رئيسة البرلمان في كلمة لها بعد عملية انتخابها، بأن تولي رئاسة البرلمان، يضعنا أمام واجبات عظيمة وتاريخية، لذا نؤكد أنني وزملائي في الهيئة الرئاسية سنبذل كل جهودنا، لتحقيق التعايش والعمل المشترك، من أجل التغلب على تبعات الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تراكمت في الإقليم خلال السنوات المنصرمة، فتشكيل الحكومة وتفعيل البرلمان ومؤسسة رئاسة الإقليم كلها تمثل خطوات مهمة على طريق العمل المشترك بين القوى السياسية وكتلها النيابية، باتجاه حلحلة المشاكل القائمة وتلبية مطالب سكان الإقليم، وأضافت أننا سنعمل في رئاسة البرلمان كفريق واحد ونحرص على أن نكون ممثلين بحق لكل فئات الشعب.
ومن جانبها قالت مرشحة المعارضة شادي نوزاد، بأن ترشحي لخوض السباق الرئاسي، لا يعني تحدياً لمرشحة السلطة، بل تجسيداً لعمل كتل المعارضة داخل البرلمان، ورسالة واضحة إلى السلطة بأن أطراف المعارضة ماضية في نهجها، لا سيما أن عمل البرلمان الرقابي يتطلب وجود ممثل عن المعارضة في رئاسة البرلمان.
فيما قال سيروان بابان النائب عن كتلة الجيل الجديد المعارضة، بأن أعضاء كتلته حضروا الجلسة للمرة الأولى، للتصويت لصالح مرشحة المعارضة، رغم احتكار أحزاب السلطة كل مفاصل الحكم في الإقليم، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» بغض النظر عن نتائج الانتخاب فإنني أجزم بأن المرأة الكردية قادرة على تحقيق النجاح، في تولي رئاسة أعلى سلطة في الإقليم، ولكن ينبغي دعمها ومؤازرتها، على أن تكون هي الأخرى شجاعة ومنصفة وتغلب المصالح العليا للبلاد على الاعتبارات الأخرى.
من جانب آخر وتنفيذا للاتفاق الثنائي بين الحزبين الرئيسيين، اتفق الجانبان في اجتماع قيادي لهما عقد بمدينة السليمانية أمس الخميس، على تسمية مرشح مشترك، لشغل منصب محافظ كركوك، الذي هو من حصة المكون الكردي في المحافظة بموجب الاستحقاقات الانتخابية.
وأعلن الحزبان على ترشيح المهندس طيب جبار، وهو من مواليد إحدى ضواحي كركوك، وبذلك تم حل العقبة الرئيسية، التي كانت تعترض تطبيع الأوضاع السياسية في كركوك، منذ أحداث 16 من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 والتي أعقبت عملية الاستفتاء على مصير إقليم كردستان في 25 من سبتمبر (أيلول) من العام ذاته، والتي أسفرت عن اجتياح القوات العراقية لكركوك والمناطق المسماة دستورياً بالمتنازع عليها، والتي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية التي حررتها من براثن مسلحي تنظيم داعش، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين إقليم كردستان والسلطات الاتحادية، وأبقت منصب محافظ كركوك مشغولاً بالوكالة من قبل ركان سعيد الجبوري، النائب السابق لمحافظ كركوك المخلوع.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.