مصر: الوقود والتصاريح صعوبات واجهت طائرة «مراهقي جنوب أفريقيا»

القاهرة كانت المحطة السابعة في رحلتها

أفراد الطائرة الجنوب أفريقية
أفراد الطائرة الجنوب أفريقية
TT

مصر: الوقود والتصاريح صعوبات واجهت طائرة «مراهقي جنوب أفريقيا»

أفراد الطائرة الجنوب أفريقية
أفراد الطائرة الجنوب أفريقية

ما بين فرحتهم بالفوز على منتخب مصر لكرة القدم ببطولة كأس أفريقيا، وخروج فريقهم من البطولة في دور الـ8 على يد نيجيريا، قضى طاقم طائرة «مراهقي جنوب أفريقيا»، أيامهم في القاهرة، قبل مغادرتها مساء أمس، لبدء رحلة الأيام الستة، للعودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا.
وهذه الطائرة «سلينغ 4» ذات المقاعد الأربعة، قام 20 طالباً من خلفيات متنوعة بتجميعها باستخدام آلاف القطع الصغيرة، التي تم تصنيعها محلياً، وذلك في إطار مشروع «يو - دريم غلوبال» الذي أطلقته قائدة الطائرة ميغان فيرنر (17 عاماً).
والقاهرة كانت هي المحطة السابعة في رحلة هذا الطائرة، التي غادرت كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا قبل 3 أسابيع، وقطعت مسافة 12 ألف كيلومتر؛ حيث هبطت في ناميبيا وملاوي وزنجبار وتنزانيا وأوغندا، وإثيوبيا، قبل أن تصل إلى وجهتها الأخيرة، بالتزامن مع مباراة مصر وجنوب أفريقيا في بطولة أمم أفريقيا.
وتقول قائدة الطائرة ميغان فيرنر لـ«الشرق الأوسط»: «كانت السعادة في هذا اليوم مضاعفة، بفوز فريقنا الوطني على مصر والوصول بسلام إلى المحطة السابعة في رحلتنا».
وعلى الرغم من مشاعر الحزن التي انتابت طاقم الرحلة بعد ذلك بسبب الهزيمة من منتخب نيجيريا، مساء أول من أمس، في دور ربع النهائي من البطولة، فإنهم تجاوزوا هذه المشاعر السلبية سريعاً للإعداد لرحلة العودة التي بدأت أمس، كما تؤكد فيرنر.
وتقول: «في رحلة الذهاب من كيب تاون بجنوب أفريقيا إلى القاهرة استغرقنا 3 أسابيع؛ حيث كنا نمكث وقتاً طويلاً في البلاد التي نهبط فيها خلال الرحلة، ولكن رحلة العودة ستكون سريعة حيث من المتوقع ألا تتجاوز 6 أيام».
وكما كان التحليق في الجو هو المهمة الأسهل لطاقم الطائرة أثناء رحلة الذهاب، كما تؤكد فيرنر، فإنها تتوقع ألا يختلف الحال في رحلة العودة، مضيفة: «المشكلات التي واجهتنا في رحلة الذهاب تتعلق جمعيها بالحصول على وقود (AVGAS) الخاص بالطائرة، لأنه ليس متاحاً بالشكل الكافي على طول طريق الرحلة، كما كانت تصاريح الهبوط تمثل تحدياً كبيراً أيضاً، وأتوقع أن نستفيد من خبرة رحلة الذهاب في تجاوز تلك الصعوبات عند العودة».
وكان طاقم الطائرة قد واجهته صعوبات بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في التزود بالوقود، وعندما استطاعوا حل هذه المشكلة بدأت طائرة الدعم المرافقة لهم تفقد وقودها فلم تتمكن من مرافقتهم أثناء عبور سماء السودان باتجاه مصر، ثم لحقت بهم مرة أخرى بالقاهرة.
ويعمل والدا فيرنر في مجال الطيران، وهو ما جعلهما أكثر استيعاباً لمشروعها الطموح، لكنها لا تنكر أن الأمر كان صعباً في البداية على أسر الطلاب الآخرين الذين شاركوها هذا الحلم.
وتقول: «كانت العائلات خائفة، لكنهم دعموا المشروع عندما رأوا أن تنفيذه يتم بشكل احترافي، ويتلقى دعماً من عدة جهات بالبلاد». وساعد الدعم المقدم للمراهقين على بناء الطائرة من طراز «سلينغ 4» خلال فترة لم تتجاوز 3 أسابيع، وهو وقت قليل جداً؛ حيث إن الأمر يستغرق في العادة نحو 3 آلاف ساعة من العمل الفردي لتجميع الطائرة.
ويقول إندرا، أحد الطيارين المشاركين في هذه الرحلة بمقطع فيديو نشره على «الصفحة الرسمية التي تم تخصيصها لرصد تفاصيل الرحلة»، بموقع «فيسبوك»، إنهم قاموا بتجميع أجزاء الطائرة بعد أن قرأوا عن هندسة الطيران، وكانت أجزاؤها عبارة عن قطع صغيرة بحجم كف اليد. ويضيف: «قمنا بشراء هذه الأجزاء وتجميعها حتى استطعنا تكوين الطائرة، بتكلفة وصلت إلى 3.6 مليون راند»، نحو «ربع مليون دولار». وكانت الخطوة التالية بعد تأسيس الطائرة هي الحصول على رخصة الطيران، وهو ما تمكن منه طاقم الطائرة بعد دراسة 8 مواد، كان لا بد أن ينجحوا فيها بنسبة لا تقل عن 75 في المائة، بجانب الطيران لمدة 45 ساعة على الأقل برفقة معلم، كما يؤكد أندرا. ويشعر أندرا بالفخر، كونه أحد المشاركين في هذا الإنجاز، ويقول: «لقد أثبتا أنه بالتصميم تستطيع إنجاز كل شيء».


مقالات ذات صلة

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

الولايات المتحدة​ طائرة تتبع خدمة الشحن «يو بي إس» في مطار محمد علي الدولي في لويسفيل خلال عاصفة شتوية (أ.ف.ب)

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

ألغت شركات الطيران في الولايات المتحدة أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية مصحوبة بالثلوج والجليد ودرجات حرارة تصل إلى الصفر في مناطق شاسعة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية (رويترز)

طائرة بريطانية تهبط اضطرارياً بعد «تهديد راكبة بطعن أحد أفراد الطاقم»

اضطرت طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية كانت في طريقها إلى لندن إلى تحويل مسارها لإيطاليا والهبوط اضطرارياً بعد أن هددت فتاة مراهقة طاقم الطائرة

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحادثة تأتي بعد تحطم طائرة تابعة لشرك «جيجو إير» في كوريا الجنوبية (رويترز)

طائرة أميركية تُجبر على العودة إلى المطار بعد اصطدامها بنسر

اضطرت رحلة تابعة لشركة «هوريزون إير» إلى العودة والهبوط في المطار بعد اصطدامها بنسر، بحسب صحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا فريق الطب الشرعي التابع للشرطة يجري تحقيقاً ميدانياً في موقع تحطم طائرة في مطار موان الدولي بكوريا الجنوبية (د.ب.أ)

بعد تحطم طائرة... سيول تدرس قانونية وجود حاجز إسمنتي في نهاية مدرج

أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، الثلاثاء، أنها ستنظر في اللوائح التنظيمية المتعلقة بجدار إسمنتي شُيد في نهاية مدرج مطار موان.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية السويسرية»... (رويترز)

وفاة مضيف طيران بعد أسبوع من هبوط اضطراري لطائرته

أعلنت «الخطوط الجوية السويسرية (سويس)»، اليوم (الثلاثاء)، وفاة مضيف طيران كان على متن طائرة سويسرية هبطت اضطرارياً في النمسا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ (سويسرا))

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.