الجيش الليبي يرفض اتفاقاً مع مصراتة لسحب قواتها من طرابلس

«الوفاق» تعطل الحركة في مطار بني وليد... ومنطقة سبها العسكرية تعلن حالة «النفير القصوى»

TT

الجيش الليبي يرفض اتفاقاً مع مصراتة لسحب قواتها من طرابلس

قال «الجيش الوطني» الليبي إنه رفض وساطة سرية سعت إليها أطراف وأعيان في مدينة مصراتة لعقد اتفاق مع المشير خليفة حفتر، القائد العام، يتضمن «انسحاب جميع الميليشيات المسلحة المنتمية للمدينة من معارك العاصمة طرابلس وتركها، وتسليم الأسلحة، عدا قوة بقوام لواء تبقى بأسلحتها لحماية المدينة احتياطا بشرط عدم مطاردة أي فرد من مصراتة».
كما تضمن الاتفاق، الذي أعلن عنه المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة» في بيان مساء أول من أمس، أن يتم «أخذ ضمانات بذلك عن طريق أعيان وحكماء، يتم الاتفاق عليهم، مع التعهد بعدم دخول الجيش إلى مدينة مصراتة، ولا علاقة لها بباقي المدن والميليشيات، بل ستقوم بالانسحاب بشكل مفاجئ وغير معلن».
وقال المركز الإعلامي إن «الإجابة جاءت سريعة، تشترط تسليم كامل الأسلحة المتوسطة والثقيلة، والذين ارتكبوا جرائم ومطلوبين من المدعي العام والنيابة، وتأمين المدينة من قبل الشرطة والأمن العام من عدة مديريات، بما فيهم أفراد الأمن التابعون للمدينة»، لافتا إلى أن هذه المعلومات كانت ملخص اتصالات وفد مصراتة مع المشير حفتر عبر وسطاء.
بدوره، قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم «الجيش الوطني» أول من أمس، إن فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، سيمثل أمام المحاكم الجنائية الدولية لجرائمه المالية والإنسانية، لافتا في تصريح نقلته وكالة الأنباء الموالية للجيش، إلى أن المظهر الانهزامي أصبح واضحاً على الميليشيات والجماعات الإرهابية بالمنطقة الغربية.
وفى تصعيد عسكري جديد، أعلن اللواء أسامة الجويلي، القيادي العسكري البارز في القوات الموالية لحكومة السراج، وقف حركة الطيران في مطار مدينة بني وليد، الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طرابلس، بشكل كامل، وقال في قرار أصدره مساء أول من أمس، إنه يُحمّل المسؤولية من يُخالف الإجراءات المضادة التي ستتخذ ضده، وفي حال خرق إحدى الطائرات هذا الحظر.
ودعا الجويلي، الذي يترأس غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية في نص القرار، الذي وزعته عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات السراج، جميع المدنيين إلى إخلاء المطار فوراً، قبل أن يقول في تصريحات تلفزيونية أمس إن هذا القرار «جاء عقب استخدام المطار في أغراض عسكرية لصالح قوات (الجيش الوطني)».
وطبقا لما قاله هشام أبو شكيوات، وكيل وزارة المواصلات بحكومة السراج، فقد تم إبلاغ عميد بلدية بني وليد بإغلاق الحركة الجوية في مطار المدينة، وعدم استخدامه لأي أغراض عسكرية.
في المقابل، اعتصمت مجموعة من أهالي مدينة بني وليد داخل أروقة وباحة المطار، وطالبت في بيان بتجنيبه للصراعات. بينما دعا عارف النايض، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إلى التدخل لدى حكومة السراج لوقف هذه التهديدات.
من جهته، نقل فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، عن نور الدين بدوي رئيس الوزراء الجزائري الذي التقاه خلال زيارة قام بها إلى الجزائر، مساء أول من أمس، إعلانه استعداد بلاده للمساهمة في الحوار الليبي، مشدداً على أن الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون له دور فعال في استقرار ليبيا.
ونقل عنه أيضا في بيان أن هناك امتعاضا من قبل القادة الأفارقة بشأن الوضع الحالي في ليبيا، وذلك بسبب محاولة ما سماها بـ«ميليشيات حفتر» السيطرة على العاصمة طرابلس.
وفى الجنوب الليبي دعت أمس منطقة سبها العسكرية التابعة للجيش الوطني، جميع عناصرها إلى ضرورة الالتحاق بوحداتهم والغرف الأمنية الفرعية، معلنة رفع حالات النفير القصوى، على خلفية ما وصفته بتحركات مشبوهة لتنظيم «داعش» الإرهابي في أطراف المدينة، وهددت بأن من سيخالف هذه التعليمات فإنه «يتحمل المسؤولية القانونية كافة».
إلى ذلك، رفض الناطق باسم بالمحكمة الجنائية الدولية عبد الله فادي التعليق على إشاعات بإصدار المشير حفتر قرارا بترقية الرائد محمود الورفلي، القيادي بـ«الجيش الوطني» والمتهم بإعدام عشرات المعتقلين، إلى رتبة مقدم.
وقال فادي لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من مهمة المحكمة التعليق على مثل هذه الأنباء، بما أنها لا تعدل في الموقف القانوني»، لكنه لفت في المقابل إلى أن أمري القبض الصادرين بحق الورفلي لا يزالان ساريي المفعول.
وكانت المحكمة أصدرت أمرين لاعتقال الورفلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في بنغازي خلال العامين الماضيين، بعدما ظهر في تسجيل مصور وهو يطلق النار بنفسه على عشرة معتقلين معصوبي الأعين في موقع شهد تفجير سيارة ملغومة في بنغازي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.