اليمين يتصدر الانتخابات التشريعية في اليونان

تسيبراس جازف بمنصبه بعد الدعوة إلى اقتراع مبكر

عضو لجنة انتخابية في مكتب اقتراع بأثينا أمس (إ.ب.أ)
عضو لجنة انتخابية في مكتب اقتراع بأثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

اليمين يتصدر الانتخابات التشريعية في اليونان

عضو لجنة انتخابية في مكتب اقتراع بأثينا أمس (إ.ب.أ)
عضو لجنة انتخابية في مكتب اقتراع بأثينا أمس (إ.ب.أ)

تصدّر حزب «الديمقراطية الجديدة» اليوناني المحافظ نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أمس، في مواجهة رئيس الوزراء اليساري أليكسيس تسيبراس وحزبه، حسب ما أظهرت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع.
وأظهر استطلاع مشترك أجرته محطات التلفزيون الرئيسية في اليونان تقدم حزب «الديمقراطية الجديدة» بأربعين في المائة من الأصوات على حزب سيريزا، الذي لم يحصد سوى 28.5 في المائة من الأصوات، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ووسط درجات حرارة خانقة، توجه الناخبون اليونانيون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة. وبرز تسيبراس الزعيم اليساري الراديكالي الشاب في بلاد تشهد فوضى جراء أزمة الديون وخطة التقشف التي فرضها دائنوها، وأعطى أملا في يناير (كانون الثاني) 2015 لشعب شعر باليأس من الإفلاس وخطط الإنقاذ المتعاقبة.
لكن بعد ولاية من أكثر من أربع سنوات لم يغفر الناخبون لأصغر رئيس وزراء يوناني من اليسار المتشدد منذ 150 عاما، الوعود التي لم يحترمها ولا الضرائب الصارمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي تفاديا لخروج البلاد من الكتلة الأوروبية كما يقول محللون.
وفي أول انتخابات عامة منذ تفادي اليونان الإفلاس، اختار 10 ملايين ناخب ممن لهم حق التصويت التناوب، كما تظهر استطلاعات الرأي التي توقعت فوزا محققا لحزب «الديمقراطية الجديدة» المعارض بزعامة كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وفي حي كيبسيلي في أثينا، حيث أدلى بصوته صباح أمس، دعا تسيبراس الشباب إلى «عدم السماح للآخرين بتقرير مصيرهم». وكان خصمه المحافظ أدلى بصوته لاحقا في بيريستيري، حيث استقبله متظاهرون يساريون بصيحات استهجان غطتها أصوات مناصريه. وقال ميتسوتاكيس بعد أن اقترع «مصير البلاد بأيدي رجال ونساء اليونان».
وتتوقع استطلاعات الرأي الأخيرة فوز حزب «الديمقراطية الجديدة» بـ151 إلى 165 مقعدا في البرلمان المكون من 300 مقعد.
ويُتوقع أن يتراجع عدد مقاعد سيريزا من 144 إلى ما بين 70 و82 مقعدا.
وبعد أن مني بخسارة فادحة في الانتخابات الأوروبية والمحلية نهاية مايو (أيار) ومطلع يونيو (حزيران)، جازف تسيبراس بالدعوة إلى انتخابات مبكرة مطلع الصيف آملا في تغيير مشاعر الاستياء في صفوف الناخبين.
وتنتهي ولاية تسيبراس في أكتوبر (تشرين الأول). وعلى الملصقات الانتخابية يبدو وكأن تسيبراس يودع الناخبين مع شعار «الآن فلنقرر مصيرنا».
وبعد ثلاث سنوات على تولي رئاسة الحزب المحافظ، وعد كيرياكوس ميتسوتاكيس الإصلاحي القريب من أوساط الأعمال بـ«إعطاء دفعة للاقتصاد» و«ترك الأزمة خلفنا». وانتخاب ميتسوتاكيس نجل رئيس وزراء سابق معروف على الساحة السياسية اليونانية، سيسجل عودة «أفراد من أسرة واحدة» إلى الحكومة وهو تقليد كسره تسيبراس لدى وصوله إلى سدة الحكم في سن الأربعين.
ومع تصويت اليونانيين ثلاث مرات خلال شهر ونصف الشهر بعد الانتخابات الأوروبية والمحلية، ستكون نسبة المشاركة التي كانت ضئيلة في الانتخابات البلدية في يونيو، حاسمة.
وإذا كان الفارق ضئيلا بين الحزبين سيضطر حزب الديمقراطية الجديدة لتشكيل ائتلاف للتمكن من الحكم على الأرجح مع حركة «كينال» للتغيير (حزب باسوك الاشتراكي سابقا) وهو التحالف الذي كان أدخل اليونان في أزمة قبل وصول سيريزا.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.