«لا برغيريا»... برغر معطر بإيقاع عالمي

20 نكهة مختلفة لواحد من أشهر الأطباق

الشيف جو برزا مع نجله كريم وشريكه
الشيف جو برزا مع نجله كريم وشريكه
TT

«لا برغيريا»... برغر معطر بإيقاع عالمي

الشيف جو برزا مع نجله كريم وشريكه
الشيف جو برزا مع نجله كريم وشريكه

على قارعة أحد أرصفة منطقة بدارو العريقة في بيروت؛ يقع مطعم «لا برغيريا (La Burgeria)» الخاص بتقديم أشهر أطباق البرغر في العالم. فهنا ستشعر كأنك قمت للتو برحلة طعام خاصة مع أطباق «البرغر» في «باتي آند بان» أو «فايف غايز» أو «أوشوفال» الأميركي و«فيربرغر» النيوزيلندي.
كريم برزا؛ نجل الشيف جو برزا الملقب بـ«شيخ الطهاة» اللبنانيين، استطاع أن يستحدث في مطعمه الجديد نكهات جديدة ومنوعة قد لا تصادفها في أي مطعم آخر من هذا النوع في لبنان. «لقد حاولت تحديث هذا الطبق وإعطاءه الطابع العالمي من ناحية؛ واللبناني الشرقي من ناحية أخرى، بعد أن أدخلت على لائحة الطعام (برغر فلافل) لهواة الطعام النباتي والذي يحقق أصداء إيجابية في العالم حالياً». ويضيف برزا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أخذت بعين الاعتبار مع شريكي ازاي قزيلي أذواق الشباب اللبناني الباحث الدائم عن التجدد، لا سيما في عالم الـ(فاست فود)».
لم يكتفِ كريم برزا، الذي يصفه والده بأنه «الشخص المناسب في المكان المناسب»، بإعداد طبق الـ«برغر» الكلاسيكي المعروف أينما حللنا، فهو كان يملك هدفاً محدداً يريد تحقيقه، ألا وهو استقطاب شريحة الذواقة من هواة تناول هذا الطبق. ومع جبن «بري» الفرنسي و«الحلومي» اللبنانية و«موزاريللا» الإيطالية، إضافة إلى صلصات عدة مستوحاة من عصارة تجارب غنية بالأفكار الغنية لوالده (الشيف جو برزا)، استطاع أن يحدث الفرق.
ولعل طبق «شيز بومب برغر» الخاص بهذا المطعم، والذي يقدمه لك النادل محملاً بمشهدية خارجة عن المألوف، وهي حقنة من جبن التشيدر الذائبة تخترق خبزه بكبسة منه، يشكل حالياً حديث زبائنه أينما وجدوا. فلقد تصدرت مشهديته وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا أنها تنقل طريقة انتشار الجبن في حنايا قطعة اللحم فتفتح الشهية ويسيل لها اللعاب بعد أن يحقنها به مباشرة أمامك. «أردت التميز بطبق معين لا نصادفه في أي مطعم (برغر) آخر، فجاءتني هذه الفكرة التي لاقت رواجاً كبيراً بين الزبائن... يستمتعون بمشهديتها وهم يبتسمون»؛ يوضح كريم برزا ابن الـ24 ربيعاً والذي يملك خبرة واسعة في المطبخ العالمي، سيما أنه أمضى 4 أشهر في قصر الإليزيه الفرنسي يحضّر الطعام مع رئيس الطهاة فيه غيوم غوميز.
وتطول لائحة أنواع «البرغر» التي يمكن أن تتناولها في «لا برغيريا»؛ وبينها «بري ليفيبل» مع صلصة جبن الـ«بلوبيري» وقطع البصل مع الكراميل، و«سويس برغر» مع صلصة الفطر، و«ليتل إيطالي برغر» مع صلصة «نيسواز» الفرنسية، و«ترافل برغر» مع صلصة الكمأ والفطر، و«أروماتيك برغر» ذات الصلصة المحضرة مع باقة بهارات معطرة. وكذلك ستلاحظ أطباقاً أخرى محضرة مع لحم «بايكون» والبيض والبندورة المشوية مع الجوز. وبين أطباق البرغر مع لحم البقر وأخرى من لحم الدجاج، يطالعك طبقان مختلفان تماماً بمكوناتهما وطعمهما ضمن لائحة «فيجي برغر» (البرغر النباتي)... فهما محضران تحت عنوانين: «كينوا برغر» و«حلومي برغر»، وهذا الأخير مؤلف من عجينة الفلافل مرفقة مع مكونات مشوية لتناسب هواة النظام الغذائي الخفيف (لايت).
حتى أطباق البطاطس المقلية؛ فقد لوّنها كريم برزا بنكهات حديثة تغلفها من الجبن الفرنسي المدخن أو المغمور بصلصة الكمأ وغيرها، إضافة إلى تلك الكلاسيكية المقدمة عادة مع طبق البرغر العادي. وفي لائحة السلطات؛ تجد طبق «الكينوا الأحمر» مع خضراوات الـ«كايل» والخيار وخس «آيسبرغ» والبندورة الكرزية والشمندر السكري والفطر بالزبدة. أما مع سلطة «لا برغيريا» الخاصة بالمطعم فستتناول طبقاً لذيذاً من خضراوات منوعة؛ بينها الأفوكادو والتفاح والحبق.
ولن تخرج من «لا برغيريا» دون أن تملك حشرية تذوق أحد أطباقه من الحلويات مع «تشوروز» برتغالي المنشأ والمرفق مع حقنة الشوكولاته لتكلل طبقاته.
«لا برغيريا» مطعم شبابي بامتياز يضخ في خزان مذاقاتك «طعمات» لم يسبق أن صادفتها في لبنان. وهو بالتأكيد عنوان يصلح للاحتفال معه بـ«يوم البرغر العالمي» المصادف 24 أغسطس (آب)، لشمولية وتنوع أطباق البرغر التي يقدمها.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.