الحركات المسلحة تدعو لاجتماع في أديس أبابا وتصف الاتفاق بـ«الضعيف»

TT

الحركات المسلحة تدعو لاجتماع في أديس أبابا وتصف الاتفاق بـ«الضعيف»

وصف رئيس حركة وجيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، الاتفاق الذي تم توقيعه أمس بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، بأنه «بائس» ومحاولة لاختطاف ثورة الشعب السوداني، فيما رأى رئيس الجبهة الثورية رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، ضرورة الربط بين التحول الديمقراطي والسلام، مقترحاً عقد اجتماع عاجل في أديس أبابا، برعاية الاتحاد الأفريقي لترسيخ وحدة المعارضة، واصفا الاتفاق المبرم أمس بـ«الضعيف».
وقال رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد أحمد نور لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب السوداني خاصة الشباب والنساء انتفض في ثورة شعبية سلمية مكتملة الأركان عمت جميع المدن رفعوا شعارات واضحة ومعروفة وهي إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بالكامل وتصفية مؤسساته ومحاكمة رموزه وبناء دولة المواطنة المتساوية. وأضاف «هذا لا يتم إلا باجتماع السودانيين وتوافقهم على تأسيس وطن جديد ونظام مدني ومخاطبة جذور الأزمة الوطنية وإيجاد الحلول الناجعة لها والاتفاق على الفترة الانتقالية ومدتها وصلاحياتها»، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات سودانية مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام السابق ويتوافق عليها الجميع.
واعتبر نور أن قوى الحرية والتغيير لم يكن لها وجود قبل اندلاع الثورة، وأنها ادعت بأنها الممثل الوحيد للشعب، وقال «لكن الشباب والنساء والمشردين داخلياً وخارجياً ومن دفعوا أرواحهم مهراً للتغيير هم أصحاب الثورة الحقيقيون».
يعتقد عبد الواحد نور أن «المجلس العسكري غير شرعي» وأنه امتداد لحكم الرئيس السابق عمر البشير وكل الأنظمة العسكرية التي حكمت السودان لمدة 54 عاماً، كما يرى أن قوى الحرية والتغيير لا تمثل الشعب السوداني والثورة، وتابع «لذا من الطبيعي التزاوج بينهما ينتج مولوداً مشوهاً وغير شرعي كالاتفاق الذي تم بينهما»، معتبراً أن قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري يريدون تحسين شروط الديكتاتورية وكلاهما مرفوض من السودانيين.
وفي غضون ذلك، دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان – جناح مالك عقار - الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع عاجل لقوى الحرية والتغيير بأديس أبابا لدعم أجندة الديمقراطية والسلام والاستقرار، وتكوين مجلس قيادي لقوى الحرية والتغيير، يكون مرجعية سياسية ويقود الفترة الانتقالية.
وقال عقار الذي سبق أن أبعد 3 من قادة حركته إلى جنوب السودان من بينهم نائبه ياسر عرمان، في بيان أمس، إن الاتفاق الحالي «ضعيف وترك قضايا العدالة ودماء الشهداء لما يسمى باللجنة الوطنية، ويقوم على محاصصات حزبية وفردية، لا تخاطب جوهر القضايا وسرعان ما ينقلب عليه المجلس العسكري عاجلاً أم آجلاً».
ودعت الشعبية إلى اتفاق على ترتيبات أمنية شاملة لبناء الدولة السودانية الديمقراطية، وإعادة هيكلة القطاع الأمني والاقتصادي لمصلحة الفقراء والمهمشين، فضلا عن إجازة برنامج الفترة الانتقالية والاتفاق على آليات دعمه شعبياً، واستكمال مهام الثورة، وترتيب المؤتمر الدستوري وتحديد موعد انعقاده.
وانشقت الحركة قبل أكثر من عام إلى حركتين، ويقود التيار الغالب فيها «عبد العزيز آدم الحلو»، فيما يقود التيار الآخر مالك عقار، وكلا الرجلين عمل في الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم، تحت قيادة زعيم جنوب السودان الراحل «جونق قرنق»، قبل انفصال الأخير عن السودان.
وانتقد بيان الحركة الشعبية «التفاوض المباشر»، وقال إنه يفصل بين قضايا الديمقراطية والسلام، وتابع: «هذا التفاوض سيضر بمستقبل الانتقال، وتحقيق أهداف الثورة»، وأضاف: «ندعم بالكامل الحفاظ على وحدة قوى الحرية والتغيير ونداء السودان والجبهة الثورية، والتي بدونها لن يتحقق الانتقال الديمقراطي».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.