دعوات في «منتدى أصيلة» لإعادة النظر في مفهوم التربية بالعالم العربي

منى مكرم عبيد تشدد على ضرورة بناء الروح النقدية والقدرة الإبداعية

جانب من ندوة منتدى أصيلة (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة منتدى أصيلة (الشرق الأوسط)
TT

دعوات في «منتدى أصيلة» لإعادة النظر في مفهوم التربية بالعالم العربي

جانب من ندوة منتدى أصيلة (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة منتدى أصيلة (الشرق الأوسط)

دعت النائبة المصرية السابقة منى مكرم عبيد، وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، إلى إعادة نظر شاملة في مفهوم التربية في العالم العربي على ضوء متطلبات الثورة المعلوماتية والواقع الجديد للمواطنة في زمن العولمة، وشدَّدت على أن مهمة التعليم هي تطوير قدرات التفكير النقدي لدى الشباب وقيم المشاركة والتفاعل والاختيار، بدلاً من الخنوع والطاعة العمياء.
ورأت عبيد، التي كانت تتحدث في ندوة «التماسك الاجتماعي والتنوع في نظم التعليم العربية»، المنظمة ضمن فعاليات «منتدى أصيلة الثقافي الـ41»، بمشاركة نحو 30 مسؤولاً وخبيراً من العالم العربي، أن التحدي التربوي والتعليمي أصبح يتعلق بكيفية «اكتساب مهارات التعامل مع الشبكات المعلوماتية من ناحية، واستيعاب وفهم ما يُقدّم من معلومات ومعارف من ناحية ثانية، ثم كيفية تطبيق ذلك في الحياة العملية اليومية»، مبرزةً أن «السباق المعرفي هو الذي سيحدِّد مكانة وترتيب أي مجتمع في الحاضر والمستقبل».
وأوضحت عبيد أن من بين العوامل التي أسهمت في الركود الذي تعرفه المجتمعات العربية، قِلّة التعددية والتنوُّع السياسي، مشددةً على ضرورة التركيز في العملية التعليمية على تطوير العنصر الإنساني من خلال التربية على المواطنة، وإعمال الفكر واكتساب المهارات والقدرات، التي ستمكّن المواطن من الانخراط في العالم الجديد بروح المبادرة والإبداع وممارسة النقد، والتفاعل مع المؤسسات.
من جانبه، رأى علي محمد فخرو وزير التربية البحريني الأسبق، أن «المحافظة على الهوية العربية الجمعية المشتركة وإرجاعها إلى تألقها السابق لن يكون فقط من خلال التعليم وحده. ومع ذلك أعتقد أن المؤسسات التعليمية تستطيع أن تلعب دوراً أساسياً في هذا الموضوع»، مضيفاً أن القضية الأساسية ستبقى سياسية، لأن «الهوية العربية الجمعية لا يُمكِن إنقاذها إلا من خلال السياسة بصورة تجعل الأمة العربية قادرة على أن تكون ندّاً للآخرين في كل المجالات».
في السياق نفسه، أشار صلاح جرار وزير الثقافة الأردني الأسبق إلى أن المسار التعليمي يُعدّ من بين المسارات المتعددة التي تمكّن من استثمار التنوع الثقافي في تقوية المجتمع وتحصينه، وتحقيق تماسكه والإسهام في تطوره، وذلك عبر مساهمته في «ترسيخ قيم الاعتراف بالثقافات المختلفة واحترامها، ويمكن توطيد العلاقات الاجتماعية، وتحقيق التفاهم بين عناصر المجتمع، وفتح الثقافات التي تنتمي إليها تلك المكونات على مصراعيها لسائر أبناء المجتمع، بدلاً من أن تبقى منعزلة ومنغلقة ومنطوية على نفسها»، داعياً إلى عدم ربط الخلافات السياسية بالهويات الفرعية والعلاقات بين مختلف المكونات المجتمعية.
وانطلاقاً من التجربة الإصلاحية المغربية، يرى عبد الله ساعف وزير التربية الوطنية المغربي الأسبق، أن الإشكال الرئيسي الذي يواجهه مستقبل المنظومة التعليمية هو إشكال توحيد القرار، والذي يؤثر فيه فاعلون داخليون متعددون على المستوى الوطني وقوى خارجية كالمنظمات الدولية المهتمة، وهو ما يجعل القرار خاضعاً لإيجاد توافقات بين مختلف هذه الأطراف.
وأشار ساعف إلى أن مجهودات هائلة بُذلت في العالم العربي فيما يتعلق بآلية المراجعة المستمرة للبرامج والمناهج التعليمية، غير أنه انتقد التعامل مع التعليم كأداة لتحقيق أهداف متعددة ومتنوعة تصل إلى درجة تحميله ما لا يستطيع؛ فهو مطالَب، بنظره، بالتأثير على الحياة الاجتماعية، ومطالب بتغيير القيم أو بالمحافظة عليها، حسب رغبة صاحب القرار، والتربية على المواطنة، وغيرها من الأدوار والمهام التي تثقل كاهل التعليم.
في السياق ذلك، أشار الباحث المغربي المختار بنعبدلاوي، إلى أن إصلاح التعليم في المغرب كان منذ الاستقلال موضوع صراع سياسي بين مشروعين، راهن أولهما على الاستمرار في النظام الموروث عن الحماية الفرنسية، فيما سعى الثاني إلى القيام بقطيعة مع هذا الإرث من خلال اعتماد مقاربة شمولية مختلفة، ارتكزت على أربعة مبادئ وهي: المجانية، والتوحيد، والتعريب، والمغربة. وأضاف أن «التدافع بين هذين المشروعين يختصر كل المساعي الإصلاحية التي عرفها نظامنا التعليمي».
أما الكاتب المغربي أحمد المديني، فدعا من جانبه إلى ضرورة التمييز بين التعليم والتربية، مشيراً بهذا الصدد إلى أن التربية هي ما يقدّمه الآباء للأبناء في المحيط الخاص، وأنه ينبغي أن تسبق التربية التعليم، أو يستحيل هذا الأخير. وقال إن «أزمة التعليم ناجمة عن كون المعلمين يجدون أنفسهم في مواجهة جمهور من التلاميذ سيِّئي التربية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.