ربما لم يكن رحيل رفاييل بينيتيز عن نيوكاسل يونايتد ودياً، لكنه شكل في الوقت ذاته ظاهرة نادرة على مستوى بطولة الدوري الممتاز (البريميرليغ) ـ مدرب يكمل فترة تعاقده حتى نهايتها.
الأحد الماضي، حلت نهاية فترة تعاقد رافاييل بينيتيز ـ ذات اليوم الذي كان من المفترض فيه حلول نهاية تعاقد ديفيد مويز مع مانشستر يونايتد والبالغة ست سنوات. جدير بالذكر أن مويز استمر فعلياً داخل أولد ترافورد لمدة تسعة أشهر فقط. وجاءت نهاية فترة قيادة بينيتيز قبل عام من نهاية التعاقد سيء السمعة الذي وقعه آلان باردو مع نيوكاسل في سبتمبر (أيلول) 2012.
وتشير الأرقام إلى أن تسعة من مدربي «البريميرليغ» رحلوا عن أنديتهم الموسم الماضي، بما في ذلك من رحلوا بعد المباراة الأخيرة بالموسم. كما أن 10 مدربين لم يكملوا فترة تعاقداتهم مع انطلاق ستة أندية في «البريميرليغ» في موسم 2019 - 2020 تحت قيادة مدربين مختلفين عما جرى التعاقد معهم في الأصل من أجل الموسم الجديد. علاوة على ذلك، هناك تسعة مدربين جرى التعاقد معهم حتى نهاية موسم 2018 - 2019. لكنهم لم يكملوا فترة تعاقدهم. بصورة إجمالية، هناك 11 عاماً لم تؤد من التعاقدات التي جرى توقيعها مع مدربين عبر الأندية الـ20 المشاركة في «البريميرليغ»، مع وجود ناديين لديهما فعلياً في السجلات الرسمية أكثر من مدرب للموسم المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن بريندان رودجرز انتقل من سلتيك إلى ليستر سيتي، في إطار تعاقد يستمر حتى عام 2022، الأمر الذي يجعل منه المدرب الرابع الذي يعرض عليه النادي المنتمي لمنطقة إيست ميدلاندز تعاقداً لموسم 2019 - 2020. كان الأول كلاوديو رانيري، قد تعرض للطرد في فبراير (شباط) 2017. بعد ستة أشهر من الموافقة على تمديد تعاقده أربع سنوات.
بعد المدرب الإيطالي الفائز باللقب، تعاقد النادي مع كريغ شكسبير الذي تعرض للطرد لاحقاً ـ أكتوبر (تشرين الأول) 2017 ـ بعد مرور أربعة أشهر من تعاقده مع النادي والذي يفترض أن يستمر ثلاث سنوات. أيضاً، أطيح بكلود بويل لصالح رودجرز في فبراير (شباط)، بعد أن جرى التعاقد معه في الأصل حتى يونيو (حزيران) 2020.
وبالمثل، عندما عين ساوثهامبتون رالف هازنهوتل، ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حل محل مارك هيوز الذي كان النادي قد تعاقد معه حتى عام 2021. وحل هيوز محل ماوريسيو بيليغرينو والذي كان يفترض انتهاء تعاقده الصيف المقبل. كان تعاقد المدرب الويلزي هيوز مع ستوك سيتي قد انتهى بنهاية الموسم الماضي ـ لكنه فعلياً تعرض للطرد في يناير (كانون الثاني) 2018.
وبالتأكيد، ليس هيوز الوحيد الذي أخفق في إنجاز كامل فترة تعاقد العديد من العقود التي وقعها. في يناير العام الماضي، وقع جوزيه مورينيو عقد تمديد مع مانشستر يونايتد كان يفترض أن يمد أجل تعاونه مع النادي حتى نهاية موسم 2019 - 2020. مع وجود بند اختياري للتجديد لعام إضافي. جدير بالذكر أن تعاقده السابق مع تشيلسي، الذي جرى توقيعه في أغسطس (آب) 2015، قبل تعرضه للطرد بعد أربعة أشهر، ينتهي هذا الصيف.
من ناحية أخرى، فإن تعويض المدربين مالياً أمر مكلف. على سبيل المثال، كشفت السجلات المالية نصف السنوية الخاصة بمانشستر يونايتد أن النادي تكلف 19.6 مليون جنيه إسترليني في صورة تعويضات لمورينيو ومساعديه، والذين تلقوا من قبل إجمالي يفوق 8 ملايين جنيهاً إسترلينية من تشيلسي.
في هذا الصدد، قال راي وان، محامي لدى شركة «شيريدانز» للمحاماة المتخصصة في القانون الرياضي: «أصبح ذلك جزءاً من تكلفة العمل في البريميرليغ». وأضاف: «لقد أصبح الدوري الممتاز بيئة صديقة للمدربين، فنحن اليوم أمام مدربين أصبحوا معتادين على التعرض للطرد ويدركون أنه سيجري تعويضهم بمبالغ ضخمة. ويحصل المدربون على تعويضات ضخمة عندما تغير الأندية رأيها».
يذكر أنه في الدوري الممتاز، تعتبر التعاقدات التي تستمر لسنوات عدة، القاعدة. في المقابل، فإن التعاقدات التي تستمر عاماً واحداً أكثر شيوعاً في الدوريات الأدنى. حتى داخل أندية مثل مانشستر يونايتد، يحرص مدربون أمثال مورينيو على الموازنة أثناء المفاوضات بين أجور عملهم والتعويض الذي يتقاضونه حال إنهاء تعاقداتهم. أما المدربون الصاعدون فعادة ما تجري الاستعانة بهم بناءً على تعاقدات لفترات أقل.
وفي تصريحات لـ«الغارديان»، قال أحد وكلاء الأعمال: «كلما كبر اسم المدرب، زاد نفوذه عند التفاوض حول فترة الإخطار بإنهاء التعاقد. إذا كنت ما تزال في بداية مشوارك التدريبي وحصلت على وظيفة تشكل ظاهرياً خطوة للأمام، فإن النادي قد يوافق على أن يدفع لك راتب ستة أو 12 شهراً». وأضاف: «أحياناً ترتبط فترة الإخطار بالفترة التي يستمر خلالها المدرب دون عمل، بمعنى أن يدفع النادي كامل المبلغ للمدرب حال طرده، لكن بمجرد أن يعمل المدرب من جديد، يتضاءل المبلغ بدرجة بالغة إلى أن يتوقف تماماً».
وبسبب هذه التكاليف الباهظة، أصبحت التعاقدات الممتدة لستة وثمانية أعوام كتلك التي وقعها مويز وباردو، من الأمور النادرة ـ أمر يمكن تفهم أسبابه تماماً، وإن كان يورغن كلوب على بعد ثلاثة سنوات من إنجاز تعاقده المستمر ست سنوات مع ليفربول، مع إمكانية تجديد تعاقده.
أما المدربون الحاليون في الدوري الممتاز أصحاب الفترة الأطول على مستوى البطولة فهم خافيير غارسيا، مدرب واتفورد، وماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هوتسبير ومدرب برايتون الجديد، غراهام بوتر. ويرتبط كل منهم مع ناديه بتعاقد يستمر حتى صيف 2023.
عقود طويلة وتعويضات كبيرة... الدوري الإنجليزي لا يزال سوقاً جاذبة للمدربين
البطولة أصبحت بيئة صديقة للمديرين الفنيين المعتادين على الطرد ثم التعويضات الباهظة
عقود طويلة وتعويضات كبيرة... الدوري الإنجليزي لا يزال سوقاً جاذبة للمدربين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة