تزعّم وزير الزراعة في الحكومة الإسرائيلية، أوري أريئيل، اقتحاما جديدا للمسجد الأقصى، في مدينة القدس، أمس، مخلفا الكثير من التوتر في المدينة.
واقتحم أريئيل المسجد على رأس مجموعة من المستوطنين، تحت حراسات مشددة من الوحدات الإسرائيلية الخاصة. ونفذ أريئيل جولات في المسجد وأقام طقوسا تلمودية. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فراس الدبس، إن أريئيل اقتحم برفقة مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى، وتجول في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة أمنية مشددة، وأدى طقوساً تلمودية في ساحات الأقصى، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال. وأكد الدبس أن الاقتحام جاء في ظل فرض إسرائيل قيودا على دخول الفلسطينيين إلى المسجد.
واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هذه الاقتحامات، مطالبة بوضع حد لهذه الغطرسة التي ستقود المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، ومنددة في الوقت ذاته بسياسة الاحتلال الرامية لتهجير أبناء شعبنا من بيوتهم عبر سياسة هدم المنازل وسياسة الإعدامات الميدانية.
ويقتحم المستوطنون بشكل شبه يومي المسجد الأقصى ما يخلق حالة من التوتر في المدينة. وفي يونيو (حزيران) الماضي اقتحم 2857 متطرفاً يهودياً المسجد بحسب إحصاءات فلسطينية. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة خلق أمر واقع جديد في المسجد عبر تقسيمه زمانيا ومكانيا لكن إسرائيل تنفي ذلك. وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» بإرسال مراقب بشكل دائم إلى القدس. وأكد المالكي في بيان أهمية «هذه الخطوة لمراقبة ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وإجراءات تهويدية وتدميرية في القدس لطمس المعالم التاريخية والحضارية والدينية أو تغيير الوضع القائم».
وقال إن «الدبلوماسية الفلسطينية ستُفشِل كل محاولاتهم (أي الإسرائيليين) لتدمير تراثنا وثقافتنا وتاريخنا وكل محاولات استبدال الحقائق على الأرض».
وأكد المالكي أهمية مؤسسات القانون الدولي بما فيها اليونيسكو من أجل كشف مخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستعمارية القائمة على نفي الآخر، وخلق واقع جديد من الأوهام. وقال إن «الاحتلال يخشى التاريخ والثقافة التراث، لأنه الشاهد الأكبر على كذب روايته، وطالب منظمات الأمم المتحدة وخاصة اليونيسكو لحماية إرث وثقافة وتاريخ القدس، عاصمة دولة فلسطين من تشويه الوجه الحضاري المسيحي والإسلامي لها».
وبيان المالكي جاء بعد يوم من تبني لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، خلال دورتها المنعقدة في مدينة باكو، وبالإجماع، مشروع قرار حول البلدة القديمة للقدس وأسوارها.
ويؤكد القرار على جميع المكتسبات السابقة التي تم تثبيتها في ملف القدس، والقرارات السابقة للجنة بخصوص البلدة القديمة للقدس وأسوارها، وإبقاء وضع البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وأعاد القرار تأكيد الرفض للانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في هذه الأماكن التاريخية، كما يطالب القرار إسرائيل، بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة للقدس وأسوارها.
ويؤكد القرار وملحقه على بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير طابع المدينة المقدسة وهويتها، كما أنه يعيد التذكير بقرارات «اليونيسكو» الستة عشر الخاصة بالقدس، والتي عبرت جميعها عن الأسف نتيجة فشل إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، في وقف أعمال الحفر وإقامة الأنفاق وكل الأعمال غير القانونية والمدانة الأخرى في القدس الشرقية وفق قواعد القانون الدولي.
كما طالب القرار بضرورة الإسراع في تعيين ممثل دائم «لليونيسكو» في البلدة القديمة للقدس لرصد كل ما يجري فيها ضمن اختصاصات المنظمة، ويدعو أيضاً لإرسال بعثة الرصد التفاعلي من اليونيسكو إلى القدس لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكب هناك.
الفلسطينيون يطالبون بمندوب دائم لليونيسكو في القدس
الفلسطينيون يطالبون بمندوب دائم لليونيسكو في القدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة