كريكور جابوتيان... تصاميمي تعكس ثنائية بيروت ـ أرمينياhttps://aawsat.com/home/article/1796871/%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%88%D8%B1-%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D9%83%D8%B3-%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%80-%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7
كريكور جابوتيان... تصاميمي تعكس ثنائية بيروت ـ أرمينيا
المصمم كريكور جابوتيان
«منذ الطفولة، والتفاصيل تلفت نظري. لم أنظر يوماً إلى الأمور بشكل شمولي، بل كنت أدقق دائماً في التفاصيل. أعود إلى أيّام غابرة حين كنت أنبهر بالطريقة التي تتمايل بها تنورة والدتي، وحين كنت أصغي بمتعة إلى صوت كعب حذاء خالتي على الأرض»... بهذه الكلمات يبدأ كريكور جابوتيان حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن مسيرة استطاع أن يجعلها مليئة بالإنجازات الكبيرة عربياً وعالمياَ رغم صغر سنه. فاز مؤخراً بجائزة «فاشون تراست آرابيا»، وظهرت بتصاميمه نجمات على السجاد الأحمر، مثل نادين لبكي في مهرجان كان السينمائي الأخير، بل وحتى الملكة رانيا في مناسبات عدة.
دخل كريكور جابوتيان عالم الموضة بشكل فعلي بدعم من مؤسسة «ستارش» التي أسسها المصمم ربيع كيروز وتدعم المصممين الصاعدين. ويعترف كريكور بأنّه عند إطلاقه مجموعته الأولى في مجال الأزياء الجاهزة تعلّق بها إلى حد أنه لم يشأ أن يبيعها. لاحقاً بدأ الناس يطلبون منه قطعاً معينة مع بعض التعديلات، أو قطعاً مفصلة خصيصاً لهم، وعندها وجد نفسه يطرق باب «الهوت الكوتور».
اليوم يصف المصمم الشاب رحلته بـ«الطبيعية والسلسة إذا صح التعبير»، مشيراً إلى أنّ «التحدي الأكبر الذي واجهته هو شراكة تجارية مؤسفة دفعتني إلى اللجوء إلى عائلتي للخروج منها. وبالفعل ساعدتني العائلة على استعادة حقوق داري».
مثل غيره من كثير من المصممين الشباب، كان لكريكور محطة مهمة تمثلت في عمله مع إيلي صعب. يصف هذه التجربة بالغنية والمفيدة في الوقت ذاته، خصوصاً فيما يتعلق بالتطريز. فمع إيلي صعب بدأ البحث عن المواد المناسبة، وتعلم كثيراً من التقنيات الدقيقة، مثلا كيف تعكس بعض التقنيات الضوء أو تبرز جماليات معينة. عندما استقل وأسس داره الخاصة به، حرص على ألا يكرر نفسه، وأن يعمل وفق تفسيره الخاص، ورؤيته الشخصية؛ مستفيداً من تجاربه الماضية.
يقول أيضاً إنه يعشق الموسيقى العربية الكلاسيكية، وتحديداً صوت أم كلثوم. فهو يُبدع كثيراً من تصاميمه على صوتها، لافتاً أن مصادر إلهامه كثيرة ومتنوعة؛ بعضها من الماضي ومن أحداث تاريخية، وبعضها من الحاضر ومن أحداث معاصرة. يشرح كريكور هذا الجانب بقوله: «أحيانا يكون الرسم هو البداية أو المحرك، وأحياناً أخرى يكون القماش هو المفتاح. بعد ذلك أطلق العنان لنفسي لكي أجسد أفكاري من خلال تصميم يتبلور بالتدريج. في بعض الأحيان يمكن أن يبدأ التصميم بفكرة أو صورة معينة وينتهي بصورة مختلفة تماماً».
وعن ثنائية الثقافتين اللبنانية والأرمنية وتأثيرهما على عمله يقول: «أنا لبناني مثلما أنا أرمني، وكلتا الثقافتين تؤثر على عملي. هذا التأثير يظهر من خلال حبي للتطريز وكيف طورته على مر السنين، لا سيما من منظور الحرفية، حيث نحن معروفون بعملنا اليدوي، وهذا الاهتمام بالتفاصيل يظهر جلياً في تصاميمي»
في الأقمشة؛ يقول كريكور إنّه منفتح على كل أنواعها. أما في الألوان؛ فهو عاشق حقيقي للأبيض الكريمي وألوان الأرض، وغالباً ما يستعملها في تصميماته.
في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.
وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.
هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.
ورشة العجائب
تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.
تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،
وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.
الواجهة والنوافذ
الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .
صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.
نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.
منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.
قطع حصرية لـ«هارودز»
احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.
الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.
من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.
متجران مؤقتان
بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.
أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.
تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.