ترمب يحذّر طهران من «اللعب بالنار»

الخارجية الأميركية: سماح الاتفاق لإيران بتخصيب اليورانيوم خطأ

ترمب خلال مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»
ترمب خلال مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»
TT

ترمب يحذّر طهران من «اللعب بالنار»

ترمب خلال مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»
ترمب خلال مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»

بعد ساعات من إعلان إيران تخطي سقف الاتفاق النووي في مخزون اليورانيوم حذّر الرئيس الأميركي إيران من «اللعب بالنار».
وقال ترمب خلال مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» مساء أول من أمس (الاثنين)، إنه ليس لديه رسالة لإيران، «إنهم يعلمون ماذا يفعلون ويعلمون بماذا يلعبون، وأعتقد أنهم يلعبون بالنار، لذلك ليست لديّ أي رسالة لإيران على الإطلاق».
وأصدرت الخارجية الأميركية في وقت لاحق بياناً قالت فيه إن طهران «أخذت خطوات جديدة للدفع قدماً بطموحاتها النووية»، وأضاف أن «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم تواصل استخدام برنامجها النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي».
وانتقد البيان السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم في الاتفاق النووي. وقالت الخارجية: «ينبغي ألا يسمح أي اتفاق نووي للنظام الإيراني بتخصيب اليورانيوم عند أي مستوى». لافتاً إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «اعتمد منذ عام 2006 ستة قرارات تطلب من النظام تعليق أنشطة التخصيب كافة وإعادة المعالجة».
ونوه البيان إلى أنه «كان هذا هو المعيار الصحيح آنذاك وما زال كذلك اليوم، لذلك تدعو إدارة ترمب المجتمع الدولي إلى إعادة تحديد معيار عدم الانتشار وعدم التخصيب القائم منذ وقت طويل للبرنامج النووي الإيراني، فإيران تتمتع بالقدرة المطلقة على السعي للحصول على الطاقة النووية السلمية من دون التخصيب داخل البلاد».
وقال البيان إن النظام الإيراني «سيشكّل خطراً أكبر على المنطقة والعالم إذا حصل على أسلحة نووية»، مجدِّداً التزام واشنطن بالتفاوض على اتفاق جديد وشامل مع النظام الإيراني «بغرض حل التهديدات التي يشكّلها على السلام والأمن الدوليين». وأضاف أن «الضغط الاقتصادي سيزداد على إيران وعزلها دبلوماسياً ما دامت تواصل نبذ الدبلوماسية وتوسيع برنامجها النووي».
وكان البيت الأبيض قد أصدر في وقت سابق بياناً مشابهاً، وصف فيه السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم «عند أي مستوى» حسب الاتفاق النووي بـ«الخاطئ». وأضاف أنه «ما من شك في أن إيران كانت تنتهك شروط الاتفاق حتى قبل إبرامه، وأنه يجب أن نعيد معيار عدم الانتشار وعدم التخصيب القائم منذ وقت طويل لإيران». وقال البيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها «لن تسمح لإيران يوماً بتطوير أسلحة نووية»، مشيراً إلى «مواصلة حملة الضغط الأقصى على النظام الإيراني حتى يعدل قادته مسارهم، وينبغي على النظام وضح حد لطموحاته النووية وسلوكه الخبيث».
في الأثناء تقول أوساط أميركية إن واشنطن «لم تصادق أبداً على الاتفاق النووي، وإنه لم يُعرض على الكونغرس لأنه كان اتفاقاً سيئاً منذ البداية». وإضافة إلى السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم ولو بنسبة محددة، يرى معارضو الاتفاق النووي أنه «لم يعالج الأسباب التي سمحت لطهران باستخدام تهديداتها في تطوير سلاح نووي، لمواصلة تطوير برنامج صواريخها الباليستية وسياساتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وحسب هذا الفريق فإن «انتهاك إيران بهذا المعنى للاتفاق يتخطى الجانب الفني الذي يجري الحديث عنه، ليطال جوهر المشكلة القائمة مع هذا النظام وطموحاته الإقليمية».
في المقابل، رجّحت وكالة «رويترز» أن يتناقض بشدة اتهامُ البيت الأبيض إيران بأنها على الأرجح تنتهك الاتفاق النووي قبل وبعد إبرامه عام 2015، مع شهادة مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل في يناير (كانون الثاني) أمام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ عندما قالت: «إنهم (الإيرانيون) ملتزمون في الوقت الراهن من الناحية الفنية».
ونقلت الوكالة عن المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح داريل كيمبول، أن «الاتهام الأميركي لإيران غير منطقي»، مشيراً إلى أنه في وقت إبرام الاتفاق النووي كانت إيران قد اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خريطة طريق ترد بموجبها طهران على استفسارات الوكالة بشأن برنامج أبحاث الأسلحة النووية الذي خلصت تقديرات المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه انتهى عام 2003.
وأضاف كيمبول أنه لا توجد معايير دولية تمنع طهران من تخصيب اليورانيوم، قائلاً إن الولايات المتحدة هي من انتهك الاتفاق النووي عندما انسحب ترمب منه، بينما كانت إيران ملتزمة به، وأعاد فرض العقوبات القاسية عليها. موضحاً أن «انتهاك إيران للاتفاق هو تحرك سياسي يهدف للضغط على الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا لتعويضها عن الضرر الكبير الذي لحق باقتصادها بسبب العقوبات الأميركية».



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.